يقضُّ المساءُ ضريحَ الحروفِ..
يقضُّ المساءُ ضريحَ الحروفِ..
ويلقي بقربيْ..
لفافةَ حُزْنٍ..
بلا رائحةْ..
…
… لفافة حزنٍ..!
…. لفافة حزنٍ…!!!
***
كأنَّ مسائي طريقُ الجنوبِ..
يكيلُ النفوسَ..
يكيلُ الجروحَ..
ولا يرعوي أن يحيلَ الشفاهَ قفاراً….
وهيهاتَ..
لم يغفُ عن لوعةٍ سانحةْ…
صباحُ الصفاءِ..
تزمَّلَ تحتَ جفوني السرابُ..
ولا عابرونَ.. يسدّونَ بابَ الرياحِ..
على قبرها
كيف يرنو ضجيجاً..
رفاتُ صباحٍ..
ولمْ يلهُ في عينِها
منذ عامين كحلٌ..
ولا باتَ (حِنّا)
على جارحةْ…
***
صباحَ الجمالِ..
تثاءبَ بعدَكِ – أمَّ البياضِ – غُبارُ السنين..
على غيظنا..
وارتوتْ من عروقِ الليالي قلوبٌ..
فلا أنَّةٌ في تراتيل فجرٍ..
ولا بسمةٌ لغروبٍ بعيدٍ..
فلم تبق شمسٌ..
لكي تمنَحهْ…
***
صباحُ الغيابِ..
صباحَ الغيابِ..
متى ما نكأتِ الحنينَ..
فعنّتْ حياةٌ..
وردّدَ من بعدها الطفلُ:
أم ي
سنبقى ..
نظنُّ..
مجرَّدَ ظنٍّ..
– وإن كان إثماً –
بأنّا نعيشُ..
نعي شُ…
هنيئاً لنا كلُ هذا المماتِ..
وتبقى صب احٌ..
ستبقى صباحٌ..
– مكلّلةً بالبياضِ –
هي الرابحةْ…
_________
* صباح .. حمامة حب لم تشأ السماء أن تمهلها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً كي تحتضنها