ياسر عرفات
محتويات المقال
مقدمة
يعتبر الزعيم الراحل ياسر عرفات – رحمه الله تعالى -، من أكثر الرموز الفلسطينية شهرة على المستوى العالمي، لما كان له من دور مؤثر في الأمور والقضايا المفصلية التي تتعلق بهذه القضية الهامة التي تهم وتعني كل إنسان شريف حي على وجه الكرة الأرضية، والتي كانت تعني أيضاً كل شريف عاش ومات، والتي ستعني الشرفاء من الأجيال اللاحقة، فالقضية الفلسطينية كما في قضايا التحرر الإنساني كلها هي قضايا تتعلق بالشرف في الدرجة الأولى.
الزعيم الراحل ياسر عرفات
ولد الزعيم الراحل ياسر عرفات في العام 1929 في الرابع والعشرين من شهر أغسطس، وهو من مواليد قاهرة مصر. وهو من عائلة الحسيني، واسمه الأول محمد إلا أنه استبدله بياسر، وهذه هي العادة التي كانت رائجة في القرن المنصرم، فقد كمان الزعماء والمشاهير يستغنون عن اسمائهم الأولى ويستبدلوها باسم آخر. قضى ياسر عرفات بداياته في القاهرة ثم انتقل إلى القدس.
كان الزعيم ياسر عرفات ثورياً منذ صغره، وكان مثقفاً يتبع منهجاً علمياً وخطوات عملية في تحقيق أهدافه، فلم يكن يبتعد عن عدوه بل كان قريباً منهم ويتجادل معهم باستمرار، للتعرف بشكل أكبر عليهم وعلى مخططاتهم، وهذا هو عين الصواب، فالبعد عن الأعداء والاكتفاء بالشتائم والتذمر والجلوس فقط دون أن تكون هناك خطوات واقعية في معرفة العدو هو من الأمور السلبية التي تولد الهزائم المتتالية.
كان عرفات زعيماً لعموم الشعب الفلسطيني، وكان هذا الأمر ظاهراً وواضحاً في سعيه الدائم للتقريب ما بين الناس، وفي عدم تحيزه مع أي فريق ضد الفريق الآخر. تعرض الراحل عرفات للعديد من الأزمات خلال حياته، وكانت هذه الأزمات شديدة الخطورة عليه، وقد كان ملاحقاً على الدوام، فحياته الطويلة لم تكن حياة عادية، بل أفناها في خدمة قضيته التي آمن بها.
وفاته
في العام 2004 ميلادية، ظهرت علامات الضعف الشديد على الزعيم ياسر عرفات، وظهرت علامات المرض الكبيرة عليه، حيث إنه أصيب بمرض في جهازه الهضمي كما أعلن أطباؤه، وقبل أن يصاب بهذا المرض، عانى الراحل عرفات من أمراض متعددة. وفي نفس العام وتحديداً في شهر أكتوبر، ساءت أوضاع عرفات الصحية وبشكل كبير جداً وتم نقله إلى فرنسا للعلاج، وفي الرابع من شهر نوفمبر من نفس العام قام تلفزيون الاحتلال الصهيوني بإعلان نبأ وفاته، إلا أن هذا النبأ قوبل بالإنكار من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية، وفي يوم 11 نوفمبر من العام 2004 أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية نبأ موت ياسر عرفات، وكانت وفاته في فرنسا، وقد شيعت القاهرة جثمان الزعيم الراحل، إلا أن الاحتلال الصهيوني رفض رفضاً مطلقاً أن يدفن عرفات في القدس بناءً على رغبته، فدفن في مدينة رام الله الفلسطينية.