ولايات بريطانيا
محتويات المقال
الكثير من المصطلحات التي نرددها ونسمعها غالباً في وسائل الإعلام المختلفة عن مختلف الدول العالمية، لكن من منّا من يعرف الفرق الواضح بين كل تلك المصطلحات التي تطلق على كل دولة بعينها، وهل سألنا أنفسنا لماذا هناك دولة تعتبر جمهورية كمصر مثلاً؟، ولماذا هناك دولة أخرى تعتبر مملكة! كالأردن وبريطانيا، ما نودُّ الحديث عنه هنا هو المملكة البريطانية المتحدة والتي يعرفها معظمنا ببريطانيا أو الـ “يو كي”.
بريطانيا
بريطانيا هي أحد الدول الأوروبية التي تقع في الشمال لقارة أوروبا، يصل عدد سكانها إلى الستين مليون نسمة، وتتميّز بأنّها محاطة بتجمعات هائلة من الجزر والتي ينسب الكثير إليها سواء اسماً أو قانونياً أو حتى جغرافياً، فهي محاطة بالماء من ثلاث جهات هي ” البحر الايرلندي، بحر الشمال، والمحيط الأطلسي”، وبذلك فإنّها تطل على البر من منطقة واحدة فقط وهي ايرلندا الشمالية.
تبلغ مساحة بريطانيا ما يقارب المئتين وأربع وأربعين ألف كيلو متراً مربعاً، وعاصمتها لندن. لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ بريطانيا هي دولة ذات قوة اقتصادية، وسياسية، وثقافية، وعلمية، وعسكرية مسيطرة. هي من أحد الدول المكوّنة للاتحاد الأوروبي، والذي يتكون من خمسة عشر عضواً أي أنّها دولة من دول قارة أوروبا. هي في الحقيقةً تضم في الأصل جمهورية ايرلندا الشمالية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وتتكون من ولايات أربع رئيسية وهي:
- إسكتلندا.
- إنجلترا.
- ويلز.
- إيرلندا الشمالية.
هذه الولايات ما هي إلّا تقسيمات جغرافية وبينها علامات حدودية وذلك لتسهيل الحكم، ونشر القوانين الملكية، وضبط الدولة بشكل عام، وما يميّز هذه الولايات رغم أنها تحمل نفس اللقب، عن ولايات أمريكا أو عن ولايات ألمانيا بأنّها لا تمتلك نظاماً حاكماً خاصاً بها أي المجلس التشريعي الخاص بها، فكلها في النهاية تتبع حكم بريطانيا، ولكن هناك البرلمان الخص بكل واحدة منها عدا (إنجلترا) فهي لا تمتلكه حتى، لكن من المهم لفت النظر إلى أنّ هذه البرلمانات وإن كانت مسؤولة عن الضبط المحلي لكل من الولايات التي يتولاها إلّا أنّه في النهاية يعزي السلطة كلها إلى برلمان المملكة البريطانية وذلك في كل شيء من تشريع وتطبيق. بالنسبة لما كانت عليه قبل هذه الولايات فإنّ كل من إنجلترا، وإسكتلندا، وإيرلندا الشمالية جميعها كانت ممالك لكنّها الآن لم تعد كذلك. أمّا بالنسبة لويلز فلم تكن مملكة بل كانت مقاطعة وأصبحت الآن ولاية، إلّا أنّها في بعض الأحيان نسمع بمن يذكرها بالمقاطعة.
ولايات بريطانيا
إذا أردنا فهم جغرافية هذا التقسيم بين هذه الولايات فدعونا نبدأها كالتالي، سنبدأ بالحديث عن (إنجلترا)، ومن ثم ما يليها وسنسمّي كل تجمع باسمه المعروف حتى نعي تماماً مواضع تلك الولايات. فهي كالتالي:
- إنجلترا: التي تضم حوالي ثمانين بالمائة من سكان بريطانيا، وبالتالي فهي المهيمنة على معظم القضايا السياسية المتعلقة بالمملكة البريطانية وبشكل ساحق. تعتبر من الوحدات الإدارية المهمة بالإضافة إلى أن الكثير من الوزارات تتواجد مراكزها فيها مثل وزارة الصحة. تتكون ولاية إنجلترا من تسع وثلاثين مقاطعة، أكبرها مساحة “يوركشير” وأصغرها هي ” روتلاند”.
- ويلز: تتكوّن ولاية ويلز من اثنتي عشرة مقاطعة، وهي الولاية التي تضم أهم جامعات العالم بعد هارفارد وأوكسفورد. تشكل ولاية ويلز مع إنجلترا وحدة مهمة جداً لبريطانيا فهما مع بعضهما جغرافياً وقانونياً يشكلان مصدر القضاء للمحاكم البريطانية جميعها، فيجدر هنا ذكر أنّهما منبع القانون البريطاني والذي إن صح القول يجب أن ينادى ب ” قانون إنجلترا وويلز”، فليس هناك ما اسمه قوانين المملكة ببساطة لعدم وجود المحاكم الملكية. لذا فإنّ البعض من يذكر (إنجلترا) على كل من ولاية إنجلترا وولاية ويلز معاً.
- إسكتلندا: تضم هذه الولاية ثلاث وثلاثين مقاطعة منها لوثيان الشرقية.
- بريطانيا العظمى: بتجمع كل من ولاية إنجلترا وولاية ويلز وولاية إسكتلندا معاً، فإّنه يتكون ما يسمى ببريطانيا العظمى، والذي تعدّ تجمعاً جغرافياً وقانونياً أيضاً لتلك الولايات الثلاث. ولعلّ السائل يتعجّب لماذا تم تسميتها بالـعظمى؟، إنّ هذا الاسم قد أطلق عليها ليتم تمييزه عن بريطانيا الصغرى في الزمن اللاتيني والتي كانت عبارة عن مقاطعة فرنسية مجاورة ليس أكثر. يجب التنويه إلى أنّها كانت مملكة إلى عام 1800م لكنها لم تعد كذلك من ذلك الوقت.
- إيرلندا الشمالية: هي مع بريطانيا العظمى تشكلان المملكة والتي نعرفها معظمنا، لكن ليس بهذا التفصيل وهذه الفروقات بين كل منطقة من مناطقها، وكل إقليم من أقاليمها.
- المملكة المتحدة: نعم وصلنا بعد ذكر السابق كله إلى ما هي معروفة عالمياً ببريطانيا، فهي بذلك تضم كل من بريطانيا العظمى والتي سبق تفصيلها، وايرلندا الشمالية معاً، لذا فإنّ الاسم الرسمي والذي يجهله الكثير بل ومن هم بريطانيو الأصل “المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية”. وهي منطقة مدنية فقط أي لا تمثل ما تحكمه المملكة وتصدر القوانين عليها.
جزر المملكة البريطانية
جزر المملكة البريطانية أو كما يطلق عليها ” أقاليم ما وراء البحار، هي ثلاث تجمعات من الجزر المجاورة للملكة لكنها ليست تعتبر كجزء من أي من الولايات التي ذكرناها (إنجلترا، إسكتلندا، ويلز، إيرلندا الشمالية) بالمطلق، لكنها تعّد من المناطق التي تترأسها الملكة والتي تقع تحت مسؤولية الحكومة الملكية البريطانية. وتضم هذه الجزر كل من:
- جزر ألمان والتي تقع في بحر إيرلندا ما بين إسكتلندا وإنجلترا وإيرلندا.
- جزيرتي غيرنسي وجيرسي واللتان تشكلان الجزأين المكونين لجزر القناة الواقعة على ساحل فرنسا.
- جزيرتي ألديرني وسارك وهما تابعتان لجزيرتي غيرنسي وجيرسي.
- كل واحدة من هذه الجزر لها مؤسساتها وقوانينها المستقلة التي تمثلها والخاصة بها.
بريطانيا، الدولة الأوروبية، والتي يحلم كل واحدٍ منا بأن يحظى بفرصة لزيارتها يوماً ما والاستمتاع بتجربة العيش فيها، وتلقي التعليم فيها، خاصة مَنْ هُم في المجالات العليا كالطب، والهندسة، والعلوم، أو حتى لمجرد السياحة والتنزه فهي ليست بالدولة البسيطة كغيرها وليست عظيمة فقط.