– مناطق النمو والأجزاء المستخدمة من النبات:
الموطن الأصلي لأشجار قسطل الحصان، أو كستناء الخيل، هو قارة آسيا وشمال اليونان، وحوض البلقان، ولكن الآن تتم زراعتها في معظم أوربا وأمريكا الشمالية، وفي بعض بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط الباردة، ويبلغ طول الشجرة حوالي 25 مترا.
والأشجار تنتج ثماراً في شكل كبسولات تحتوي على 1-3 من البذور الكبيرة والتي يبلغ محيط الواحدة منها 4 سنتيمتراً بداخل تلك الكبسولات، وتسمى بقسطل الحصان.
وقديما كانت كل الأجزاء الهوائية من شجرة قسطل الحصان بما فيها البذور، والأوراق، واللحاء، والتي كانت تجمع في الخريف، كانت تستخدم في تجهيز العديد من المستحضرات الطبية.
والمستخلصات الحديثة لقسطل الحصان عادة ما تستخرج من البذور، والتي تكون عالية في المركبات الفعالة وهي مادة الآيسين aescin.
– الاستخدام القديم:
أوراق أشجار كستناء الحصان استخدمت قديما منذ عام 1565م، وذكرت في الموسوعة الدوائية للحكيم – ديسقدروس – اليوناني، وكانت أهم استخدامتها: لعلاج نزلات البرد، ولتخفيف الحمى، واستخدمت أيضا لتخفيف آلام المفاصل والروماتزم، كما تم استعمال مكمدات البذور لعلاج تقرحات وسرطان الجلد.
أما الاستخدامات الداخلية والخارجية الأخرى تتضمن أمراض الأوعية الدموية ومنها الدوالي، والبواسير، ونفس التحضيرة استخدمت لعلاج التهاب الشعيرات الدموية.
– المركبات الفعالة:
ينتج عن مستخلص البذور مادة الصابونين saponin والتي تعرف عادة بالآيسين aescin والتي تؤدي إلى زيادة في انسياب الدورة الدموية في الأوعية الدموية، وذلك بتأثيرها على جدران الأوعية الدموية، خاصة الأوردة التي ترجع الدم إلى القلب، مما يجعل مستخلص بذور قسطل الحصان مشهورا في أوربا لعلاج قلة توارد الدم في الأوعية الدموية وحدوث تصلب الشرايين.
ومادة الآيسين لها أيضا تأثير مضاد للآلام، وقد أظهرت نتائج جيدة في تخفيف التورمات التي تعقب الإصابات، خاصة الإصابات الناجمة عن التمارين الرياضية، والعمليات الجراحية، والجروح التي تصيب الرأس.
والمستحضرات الموضعية لمادة الآيسين مشهورة جدا في أوربا والتي منها تجاريا وعلى سبيل المثال دواء الريباريل (Reparil) والذي يستعمل لعلاج التواء المفاصل الناجمة عن الحوادث الرياضية، كما يحتوي مستخلص قسطل الحصان على مواد الفلافينودات flavonoids والاستيرولات sterols والتانات tannins .
وقد أوضحت دراستان على الإنسان، أن شرب مستخلص قسطل الحصان قد أفاد المصابين بمرض قلة توارد الدم، والذين يعانون من الندبات بعد العمليات الجراحية قد شفوا بعد علاجهم موضعيا بمستخلص قسطل الحصان، وذلك ما أوضحته الدراسات الأولية.
– ما هي الجرعة التي يتم تناولها عادة؟
قديما كان يستخدم 0.2 – 1 جرام في اليوم من البذور المجففة، ولكن لم يعد يوصى بهذه الجرعة الآن، وبدلا عن ذلك يقدر المحلول القياسي المحتوي على مادة الآيسين بمعدل (16-21%) أو يفضل استخدام مادة الآيسين بعد عزلها من البذور، وذلك بمعدل 50 – 75 مليجرام من الآيسين مرتين في اليوم.
وتستخدم مادة الآيسين كعلاج موضعي، وينتشر استخدامها بكثرة في أوربا لعلاج حالات البواسير، وتقرحات الجلد، والدوالي، والإصابات الرياضية، والإصابات الأخرى.
ويستخدم لذلك جيلي يحتوي على مادة الآيسين موضعيا لمنطقة الإصابة ويكرر 3- 4 مرات في اليوم. أما في حالات البواسير والدوالي فإنه يخلط مع ثمار بندق العرافة أو الساحرة witch hazel وتدهن به منطقة الشرج للحد من مشاكل البواسير في تلك المنطقة الحساسة من الجسم.
– هل هناك أي آثار أو تفاعلات جانبية؟
إن استخدام قسطل الحصان المحتوي على الكمية القياسية من مادة الآيسين بصفة عامة آمن، إلا أن هناك حالات نادرة تحدث في حالة تناول المادة عن طريق الفم، فربما يحدث غثيان، أو حكة في الجلد، أو اضطرابات معدية.
أما تعاطي مادة قسطل الحصان في حالات ضعف وظائف الكلى، فإنها قد تؤدي للفشل الكلوي والذي ربما يؤدي للوفاة، لذا يجب وصفها دائما للأشخاص ذوي الكلى السليمة، وكل ما ورد هنا من توصيات لاستخدامها تتضمن الأشخاص الذين لا يعانون أي قصور في وظائف الكلى.
كذلك يجب تجنب تناول قسطل الحصان للأشخاص الذين يعانون من قصور في الكبد، ولا يتم تناولها إلا تحت إشراف طبيب متدرب في العلاج بالأعشاب.
وهناك أسباب غير معلومة حتى الآن لتفادي استخدام قسطل الحصان أثناء الحمل، وكذلك يجب عدم تناولها إلا بعد توصية الطبيب.
أما عند استخدام قسطل الحصان كعلاج موضعي، نادرا ما تحدث حالات حساسية في الجلد، والأعراض الناتجة عن أي آثار جانبية تتمثل في الدوار، ولذلك يجب تجنب استعمال قسطل الحصان من تلقاء نفسك، ويجب استشارة شخص متخصص قبل تناول قسطل الحصان.