هل لعبة لودو ستار حرام – لعبة النرد حلال ام حرام ؟
هناك ادلة وارده على تحريم لعبة النرد الشبيه بلعبة هذي الايام باسم لودو ستار
أدلةُ تحريم لعبة النرد:
أولا: نصوص تحريم الميسر من الكتاب، ومنها قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون﴾ [المائدة: 90]، وقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾.
ثانيا: النصوص الواردة من أحاديث الرسول -صلى الله ليه وسلم- وأقول الصحابة والسلف الصالح:
1- عن سليمان بن بريدة عن أبيه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه»(10).
2- عن أبي موسى الأشعري: «أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله»(11).
3- عن عبد اللهِ بنِ مسعود قال: (إياكم وهاتين الكعبتين الموسُومَتَين؛ اللتين تزجران زجرا؛ فإنهما من الميسر).(12)
4- عن نافع: (أن عبد الله بن عمر كان إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد، ضربه وكسرها)(13).
5- عن عائشةَ أنهُ بلغها أن أهلَ بيتٍ في دارها كانوا سكاناً فيها عندهم نردٌ، فأرسلت إليهم: لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم.(14)
6- عن كُلثوم بنِ جَبْر قال: خطبنا ابنُ الزبير فقال: يا أهلَ مكةَ، بلغني عن رجالٍ من قريشٍ يلعبون بلعبةٍ يقال لها: النردشير -وكان أعسر- قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾، وإني أحلف بالله لا أوتى برجل لعب بها إلا عاقبته في شعرهِ وبشرهِ، وأعطيتُ سلبهُ لمن أتاني به)(15).
7- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاص: (اللاعبُ بالفصين قماراً؛ كآكلِ لحمِ الخنزيرِ، واللاعبُ بهما غير قمارٍ، كالغامسِ يدهُ في دمِ خنزيرٍ)(16).
علة تحريم النرد:
علة تحريم الميسر هي نفسها علة تحريم تحريم النرد وهو كونه صدن عن الله، ويورث العداوة والبغضاء بين المتقامرين وهذه مسألة معروفة عند الأصوليين حيث نصوا اتفاقاً على جواز تعليل حكمين بعلة واحدة، يقول ابن النجار(17): (ويجوز تعليل حكمين بعلة واحدة بمعنى الأمارة اتفاقا، لأن العلة إن فسرت بالمعرف فجوازه ظاهر إذ لا يمنع عقلا ولا شرعا نصب أمارةٍ واحدة على حكمين مختلفين)(18).
ويقول الآمدي في الإحكام المسألة الثالثة عشرة: (اختلفوا في العلة الواحدة الشرعية هل تكون علة لحكمين شرعيين أو لا والمختار جوازه وذلك لأن العلة إما بمعنى الأمارة أو الباعث فإن كانت بمعنى ممتنعٍ لا عقلا ولا شرعا نصب أمارة واحدة على حكمين مختلفين وذلك مما لا نعرف فيه خلافا كما لو قال الشارع جعلت طلوع الهلال أمارة على وجوب الصوم والصلاة ونحوه وأما إن كانت بمعنى الباعث فلا يمتنع أيضا أن يكون الوصف الواحد باعثا للشرع على حكمين مختلفين أي مناسبا لهما وذلك كمناسبة شرب الخمر للتحريم ووجوب الحد)(19).
ويذكر ابن القيم علة تحريم النرد فيقول: علة حرمة النرد لما يشتمل عليه في النفس من المفاسد وإن خلا عن العوض فتحريمه من جنس تحريم الخمر فانه يوقع العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة،وأكل المال بالباطل وفيه عون وذريعة إلى الإقبال عليه واشتغال النفس به، ثم قال وأصول الشريعة وتصريفاتها تشهد بالإعتبار. فان الله تعالى في كتابه يقول: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 91،90].
فقرن الميسر بالأنصاب والأزلام وأخبر أن الأربعة رجس وأنها من عمل الشيطان ثم أمر باجتنابها وعلق الفلاح باجتنابها ثم نبه على وجوه المفاسد المقتضية للتحريم وهي ما يوقعه الشيطان بين أهلها من العداوة والبغضاء ومن الصد عن ذكر الله)(20)