– الوصف:
البوكو شجيرات خشبية، يصل ارتفاعها إلى مترين، ولها سوق بنية قرمزية اللون، والأوراق كثيفة جلدية القوام منقطة بغدد زيتية واضحة، لها أزهار حمراء أرجوانية.
والأوراق يختلف لونها ما بين الأصفر، والأخضر، وحتى اللون البني، أما الأزهار فهي صغيرة نجمية الشكل. ونبات البوكو يندرج تحت ثلاث أصناف مختلفة مستوطنة في جنوب أفريقيا، وفي أجزاء من أمريكا الجنوبية على التلال والسفوح المرتفعة.
– يعرف النبات علميا باسم: Barosma Betulina، من الفصيلة السذابية.
وحيث كانت ولا زالت الأوراق تستخدم كعلاج لجميع الأمراض السارية بين القبائل المقيمة في جنوب أفريقيا، وعلى الأخص لعلاج مشاكل المجارى البولية، وكمدر للبول.
وتنبع أهمية العلاج بأوراق البوكو، من أنها تحتوي على عنصر فعال وهو الكامفور camphor أو الدايوزفينول diosphenol المطهر والمدر للبول. وتباع أوراق البوكو لعمل الشاي الصحي في الكثير من محلات العطارة.
– الموطن الأصلي لنبات البوكو:
الموطن الأصلي للنبات هو جنوب إفريقيا، حيث تزرع على نطاق واسع على سفوح التلال، وكذلك تزرع حاليا في بعض المناطق بأمريكا الجنوبية.
والنبات لا يزرع من البذور وإنما يزرع عن طريق (الفسائل) أو الخلفة. حيث تزرع الفسائل في نهاية الصيف، ويتطلب النبات مناخاً مشمساً، والجزء المستخدم من النبات أوراقه فقط والتي تجنى عندما يزهر النبات في فصل الصيف.
– المحتويات الكيميائية للأوراق:
تحتوي الأوراق على زيت طيار بنسبة ما بين 15- 25% وأهم مركبات الزيوت الأساسية، هي بوليجون (Pulegone) ومنثون (Menthone) ودايوزفينول (Diosphenol) ومركبات كبريتية وفلافونيدات، وأهم مركباتها دايوزمين (Diosmon) وروتين (Rutin) بالإضافة إلى مواد هلامية. توجد أنواع أخرى من هذا النبات تحتوي على نفس المركبات الكيميائية ولها نفس التأثير الدوائي وهي Barosma Crenulata. والنوع الأخر Barosma Serratifolia.
– تاريخ استعمال نبات البوكو، قديما وحديثا:
تعتبر أوراق البوكو علاجاً شهيراً في جنوب إفريقيا، وتستخدم على نطاق واسع حيث تستخدم كمنبه ومدر للبول، وتقوم بإخراج حصوات الكلى، كما استخدمت لحل مشاكل الهضم أيضا.
وقد حظيت أوراق البوكو بمنزلة كبيرة في الطب الغربي، فقد استخدموها كمدر للبول ومطهر للمجاري البولية. واستخدمت بوجه خاص لعلاج التهاب المثانة وغيره من مشاكل المجاري البولية.
وأوراق البوكو ذات طعم ورائحة مميزة ونظرا لاحتواء الأوراق على زيت طيار، فإنها تستخدم كطاردة للغازات، وتفريج النفخة في البطن.
ولقد اشتهرت القبائل المقيمة في منطقة شرق رأس الرجاء الصالح – جنوب أفريقيا – باستخدام نبات البوكو لعلاج مشاكل الجهاز البولي قبل أن يستخدمه المستعمرون الهولنديون في القرن السابع عشر في علاج مشاكل الكلى، وإذابة الحصوات منها، وكذلك لعلاج أمراض الروماتزم المختلفة، والكوليرا، ووجع العضلات، والعدوى الميكروبية للجهاز البولي.
ولقد خلف الاستعمار البريطاني ذلك الاستعمار الهولندي، وبقي الحال على ما هو عليه من أن نبات البوكو أعتمد لعلاج الكثير من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان في ذلك الزمان. وقد أستوردت إنجلترا نبات البوكو لأول مرة من جنوب أفريقيا في عام 1790م. وتم اعتماده في منظومة الأدوية الإنجليزية في عام 1821م. كعلاج لمشاكل الجهاز البولي.
أما في هذا القرن الواحد والعشرون، فإن نبات البوكو قد أخذ شهرة واسعة بين الأعشاب المتداولة في الغرب لعلاج الأمراض المختلفة، والتي من أهمها مشاكل الجهاز البولي، وخصوصا التهاب المثانة، ومجرى البول، وعند الجمع بين البوكو وكل من شعر الذرة corn silk، وحب العرعر juniper، من أجل عمل شاي طبي من تلك الأصناف الثلاثة، وشربه بصفة منتظمة، فهذا من شأنه أن يمنع حدوث عدوى المسالك البولية مستقبلا.
كما يستخدم البوكو لعلاج مشاكل البروستاتة، وتهيج المثانة، وذلك بالجمع بينه وبين نبات uva-ursi أو عنب الدب bearberry ، وشعر الذرة corn silk.
إن الاستعمالات لأوراق نبات البوكو في الوقت الحاضر هي الاستعمالات لنفس الأمراض البولية التي كانت تستخدم في الماضي وقد ثبت فعاليتها في علاج التهاب المثانة الحاد وخاصة إذا مزجت مع بعض النباتات الأخرى مثل شعر الذرة والعرعر الشائع. وإذا أخذ هذا العلاج بانتظام فانه يقضي على المرض دون عودة.
وقد ثبت أن نقيع البوكو أو صبغة الأوراق جيدة لعلاج التهاب الإحليل، وعلى الأخص عندما يكون لذلك علاقة بمشكلة المبيضات Candida مثل السلاق المهبلي Vaginal thrush. وتعتبر أوراق البوكو منبهة للرحم وينبغي الحذر من استخدامها من قبل النساء الحوامل.
والشاي المصنوع من أوراق البوكو يزيل بقايا حمض البوليك من المسالك البولية، ويقوي ويلطف الغشاء المبطن للجهاز البولي، كما أنه يهدئ من التوتر الحاصل في أعصاب الحوض.
– استعمالات نبات البوكو في علاج الأمراض النسائية:
تستخدم صبغة البوكو، أو الشاي المصنوع من نبات البوكو في علاج التهابات المثانة، ومجرى البول لدى السيدات، خصوصا لو أن الإصابة كانت ملازمة لوجود العدوى بالفطريات أو الخمائر البيضاء (الكنديدا)، ويفضل تناول الشاي المصنوع من أوراق البوكو خصوصا عند حدوث الإصابة بالعدوى بشكل حاد.
كما يستخدم مغلي أوراق البوكو لعمل الدش المهبلي للتخلص من الفطريات أو الخمائر التي يمكن أن تصيب المهبل وتسبب إفرازات بيضاء لها رائحة غير مقبولة.
ومغلي أوراق البوكو يستخدم أيضا لتنشيط عضلات الرحم على الانقباض، ولعلاج مشاكل عسر الطمث. لذا يجب الحذر من تناول أوراق البوكو لدى الحوامل من النساء، ولكنه يصلح كمنبه لخروج الطمث المتأخر، أو لقلة تدفق الطمث عند البعض من السيدات، لأنه يحتوى على المادة الفعالة في هذا الخصوص، وهي مادة Pulegone وبكميات كبيرة.
– ما هي الجرعات اليومية؟
الجرعات اليومية تتراوح ما بين 1 جرام إلى 2جرام من الخلاصة السائلة بمعدل ثلاث مرات في اليوم، ويمكن القول أن 1 جرام على ملء كوب ماء مغلي هي الجرعة المفضلة بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
كما أن أوراق البوكو تستخدم على هيئة قطرات في المعالجة المثلية (Homeopathic Dose) حيث يستخدم 5 قطرات أو قرص واحد، أو 10محببات كل 30 إلى 60 دقيقة وهذا في الحالات الحادة، أما في الحالات المزمنة فيؤخذ ما بين مرة واحدة إلى ثلاث مرات في اليوم. ويجب ملاحظة بقاء أوراق البوكو أو مستحضراتها بعيدا عن الضوء وعن الرطوبة وفي درجة برودة لا تزيد عن 20 درجة وفي وعاء محكم الغلق.
ولعمل الشاي المصنوع من أوراق البوكو، يمكن أن يصب كوب من الماء المغلي على 2 ملعقة صغيرة من أوراق البوكو الجافة، وتركها لمدة 10 دقائق، ويشرب منها ثلاثة أكواب أو كاسات في اليوم الواحد.
ويمكن تناول الكبسولات المصنعة من الأوراق الجافة بمعدل من 0.5 – 2 جرام 3 مرات في اليوم.
ولا يجب استعمال نبات البوكو في حالات التهاب الكليتين الحاد أو المزمن.