موضوع تعبير عن أهمية الصداقة في حياة الفرد
تُعتبر الصّداقة من أهم المظاهر البشرية التي تحدث بين طرفين أو أكثر، وهي عبارةٌ عن مجموعة من المعاني الكبيرة واللحظات الصادقة والروابط المتينة التي لا تقدَّر بثمن ولا نستطيع الاستغناء عنها أو العيش بدونها، فالإنسان بطبعه كائنٌ اجتماعي يعيش في مجموعات وكل مجموعة عبارة عن عدد من الأصدقاء المتشاركين في عدّة صفات واهتمامات مما ينعكسُ إيجابًا على المجتمع بأسره عن طريق نشر الصفات الجيدة التي تتمتع بها الصداقات المتينة كالتضحية والإيثار وتقبّل الآخر.
وقد قالوا قديمًا: “قل لي من تُصاحب أقل لك من أنت” للدلالة على أهمية الصديق في حياة الإنسان فصديقك هو انعكاسٌ لك، لتفكيرك وطموحاتك وأخلاقك. والصديق الجيد يأخذ بيد صديقه لطريق الصواب ويُشاركه أفراحه وأحزانه، يقف معه في وقت الشدّة قبل وقت الفرح، ولتعرِف أهميةَ وجودِ صديقٍ صدوق في حياتك تخيل بأنَّك في أجمل مكانٍ تحبّه وحولك كل ما تتمنى من مُتع الحياة لكن لوحدك بلا أيّ صديقٍ تُشاركه لذّة الحديث عن هذه السعادة، بلا أيّ صديقٍ يُشارككَ هذه اللحظات، هل تخيلت ذلك؟! مجرَّد التخيّل فقط يبعثُ على الكآبة. لكن يبقى السؤال الأهم؛ كيف أختار صديقي؟ لنتذكّر دائماً بأنّه لم يكن لدينا أيُّ خيارٍ باختيار أهلنا أو إخواننا ولكن في مرحلة الصّداقة فلنا كامل الحرية في الاختيار لذلك يجب أن تختار صديقك بحذر وعناية فهو من سيمضي معك مُعظم مراحل حياتك وأنت ستتحمَّل نتيجة اختيارك.
نختار أصدقاءنا عادةً حسب خبرتنا في الحياة فكلّما خالطَ الإنسان آخرين أصبح أكثر قدرةً على اختيار الشخص الذي يُناسب شخصيته وأفكاره، والعامل الأهم الذي يحكمنا عند اختيار الصّديق هو مدى راحتنا للشخص المقابل حتى لو لم نتشابه في بعض الأشياء فالصدّاقة في النهاية هي توافقٌ بين روحين.
احرص على أن يكون صديقك ذا أخلاقٍ عالية وذا صلةٍ بالله من داخله مهما كان مظهره الخارجي.
وعندما تجد هذا الصديق وأخيرًا تمسَّك به فوجود صديقٌ تتوافق معه وترتاح إليه ليس بالأمر السهل لذلك طالما وجدته فحافظ عليه وتصرَّف معه على طبيعتك، كن عفويًا واجعل الابتسامة مفتاحك السحري لكسب قلوب أصدقاءك دومًا. أيضًا يجب ألا تكون أنانيًا وافسح المجال لصديقك للحديث عن نفسه واهتماماته ومشاكله وأظهر اهتمامًا بها واسأله دائمًا عن أحواله حتى لو لم يُبادِر هو بالسؤال، كن أنت صاحب المبادرة. والأهم من هذا كلّه عليك أن تلتمس لصديقك الأعذار دائمًا وأن تكون في عونه عند حاجته إليك وألا تتردّد في عرض المساعدة حتى وإن لم يطلبها.