مقال في وصف الطبيعة, كلمة عن الطبيعة, مقدمة انشائية عن الطبيعة, تعبير عن وصف الطبيعة

ذهبتَ إلى مُتنزّه يضمّ بحيرة تنبسط حولها روضة جميلة، فأدخلت المشاهد الطّبيعيّة على نفسك البهجة والجذل.
صف ما شاهدت والمشاعر التي أحسست بها هناك.
التّحرير

كان الصّباح مُشرقا ساحرا، يُغْري بالتّنزّه فِي أحْضَان الطّبيعة الفتّانة بجمالها، الأخّاذة بفنّها، فخرجْتُ إلى مُتنزّه، وأمضيت النّهار متجوّلا في أرجائه، مُستمتعا بما حواه من مناظر الطّبيعة ومشاهدها.
كان المتنزّه يضمّ بحيرة تنبسط حولها روضة غنّاء، وكم كان ابتهاجي كبيرا وأنا أتملّى ذلك المنظر الجميل! تبدو البحيرة للنّاظر لوحة فنّيّة رائعة، وصفحة الماء تتراءى مُلتمعةً مثل المرآة المصقولة أو الفضّة البرّاقة. وقد عَلِق نظري بتلك المروج الخضراء الممتدّة بأعشابها الناضرة وورودها اليانعة، وتلك السّهول المنبسطة انبساطا يبعث في النفس السّرور ويجعلها تَهْفُو إلى أن تجوب أعطافها الواسعة التي تبهج العين بآيات فنّها، وتروّح الصّدر بهوائها النقيّ العليل، وتبتهج الرّوح بنفحاتها الشّذيّة…
ظللت أتنقّل من مكان إلى مكان، حتّى إذا نال منّي التّعب أويت إلى سنديانة ظليلة لأرتاح. كانت أغصانها متشابكة، يمرّ بها النسّيم فتطرب، ويداعبها بأصابعه الخفيّة فتميس، وتسمعني من حفيف أوراقها وتغريد بلابلها أعذب معزوفة غنّتها أوتار الحياة.
لقد افتتنت بهذا المنظر البديع، واطمأنت نفسي إلى تلك الموسيقى العذيبة، واستأنست بها أنسا عظيما، وكأنّها قد سافرت بي في عالم الخيال والحلم. لم أنتبه إلا آخرَ العَشِيّ، والشّمس عند الأفق تقف وِقفة الوداع، ولونها الأحمر المتوهّج المنعكس على البحيرة يضفى عليها سحرا، فخُيّل إليّ أنّني أمام سبيكة كبيرة من الذهب يكاد سنا بريقها يخطف الأبصار. وأحسست نسائم الغروب تسري لطيفة مُضمّخة بعبير الأعشاب اللدنة والرّياحين العطرة، تنعش القلب وتبعث فيّ النّشوة والسّعادة.
عندما بدأ الظلام يمتدّ وينبسط على المكان، أخذت طريق العودة وفي نفسي سرور عظيم، وارتياح ونشوة لا توصف. إنّ الطّبيعة لَهِيَ الفضاء الرّحيب الذي يتأمّل فيه الإنسان آياتِ الفنّ وشواهدَ الجمال، وفيه يجد ما يبحث عنه من طمأنينة وسكينة تغمر القلب سرورا، وتفعم النّفس ابتهاجا وأملا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى