مصدر الماس
الماس هو عبارة عن مادة بلورية، تتكون بنسبة كبيرة من الكربون أو الفحم، وتتحول المادة إلى بلور تحت ضغط وحرارة شديدين، ويكون عادة على شكل مكعب أو ثماني الأوجه، وقد عرف منذ القدم كأثر الجواهر قيمة .
يعد الألماس من أنقى وأصلب الحجارة التي عرفها البشر على وجه الإطلاق، وموطن الألماس أو مصدره على عمق مئات الأميال من باطن الأرض الملتهب، حيث تتعرض هناك ذرات الكربون النقية للضغط والحرارة الهائلين مما أدى إلى إنصهارهما وانعصارهما معاً، ويفك قيدها عند فوران البركان، قاذفاً الحمم البركانيّة التي تحتوي على “نثار الماس”، وعندما تتعرض الحمم البركانية لدرجات حرارة اقل لبعدها عن جوف الأرض الملتهب، تأخذ في البرودة والتيبس، ويعاد تشكيلها من ذرات لتصبح بلورات بعد اتحادها ذاتياً، لتكون رباعية السطوح مرصوصة بشكل مغلق ومرتب ليكون الناتج، حجراً من أكثر الحجارة نقاءا، وصلابة وقيمة، ألا وهو (الألماس)، وكلمة الماس مشتقة من الأصل اليوناني “أدماس” والتي تعني (الشيء الذي لا يغلب أو يقهر) .
ويقيم الألماس وفقاً للونه، وخلوه من الشوائب والشروخ، واستوائه، والحجم الذي أصبح عليه بعد صقله، وهو حجرٌ غير قابل للخدش، ولكل ماسة ميزاتها الخاصة والخطوط الطبيعية لشطرها، ولا يتم شطر الماسة وصقلها إلا بإستخدام ماسةٍ أخرى، يشترط أن تكون الأخرى صغيرة جداً .
ولندرة هذا الحجر الثمين، فالتنقيب عنه صعبٌ جدا، وللحصول على قيراط واحد من الماس يلزم تفجير 250 طن من المعدن المنشق من باطن الأرض، أما اللون فهو مهم جدا في تحديد قيمته، فكلما كان مائلاً إلى الزرقة إزداد ثمنه، يليه الألماس اللالوني أو (عديم اللون)، يليه في المرتبة الثالثة يأتي اللون الأصفر الخافت، وفي النهاية يأتي الماس الأسود أو “المدخن” .
ومن أكبر الماسات الموجودة على الإطلاق هي الماسة التي أطلق عليها “نجمة إفريقيا”، وتم العثور عليها في مناجم (الترنسغال) جنوبي إفريقيا، تزن هذه الماسة (3024 قيراطاً)، تم تقطيعها إلى تسعة من القطع الكبيرة، و 96 من القطع الصغيرة، أما من أشهر الماسات فهي ماسة “هوب”، والتي كان يملكها ملك فرنسا لويس السادس عشر، ومن ثم انتقلت لتصبح ملكاً لماري أنطوانيت، وتزن تلك الماسة أكثر من 45 قيراطاً، وهي الآن موجودة في متحف “سميثسونيان” في عاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن .