يا غربتي والليلُ يَغشى وحدتي . . والهمُّ يغمر بالوساوسِ ليلتي . . في غربتي والقلبُ يخفق وحدَه . . من بعدِ ما غربتْ وجوهُ أحبتي . . في غربتي والروحُ ظمأى شفّها . . شوقٌ لها ، أتظلُّ ظمأى مهجتي؟! وحدي أنا وحدي هنا أبغي السنا . . أفمن يؤانسُ وحدتي يا إخوتي!
بعيداً عن أرض الياسمين . . الليل أطول ، الشتاء أبرد . . بعيداً عن أرض الياسمين . . الجرح أعمق، الألم أوجع . . بعيداً عن أرض الياسمين . . انا والأمل صديقين حميمين.
تتشابه الأيام في الغربة . . تكبر الأحزان . . لا يتوقف نزف الجروح . . لا تزال أغنية الأطلال . . رغم جمالها : تعني موت . . حزن . . غربة.
الغربة صعبة والشوق فيها جارح والدمع مثل صورتكِ يا أمي من العين ما عاد يفارق وغربتي يا أمي غربة روح ما هي غربة جسد وقلب أصبح مجروح.
الجروح يا أمي ما عاد بعدك يشفه أحد والغربة صعبة يا أمي وما يعلم بجرحي غير الواحد الأحد وبفراقكِ كبر همي يا أمي ما عدت أفرق بين الخميس والجمعة والأحد.
أجلس على شباكي أرتشف قهوتي و أدخن سيجارتي . . أراقب شروق الشمس معلنة بداية يوم جديد من أيام وحدتي من أيام غربتي يوم يزيدني ألماً و يزيدني هماً . . يوماً يزيدني أملاً بأن القادم أفضل.
قف يا قلم وأكتب عن الغربه موال . . وإشرح هموم القلب وكل الأحزاني وأرسم دموع العين في الخد سيال . . على حبيبي ودنيتي نور الأعياني.
جسمي معي غير أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني أن لي بدناً لا روح فيه ولي روح بلا بدن.
الغربة وما أدراكم ما الغربة !! ألم يُدمي القلب ويقتله . . ألم يشتت التفكير فيذهبهُ . . ألم لا يشعر به إلا من ذاق مرارتها وأعتصر قلبه بها . . عندما تشعر أنك بعيدا عن أهلك وأحبابك وأصدقائك . . عندما تحس بالوحدة والضياع . . عندما تحن للأحباب فلا تجدهم . . عندما تعود لمنزلك فلا تجد أحداً بإنتظارك.
غربتي هي سبب حزني وكل يوم تزداد فيه غربتي يتعتق فيه حُزني تعتق فيا إلى أن أصبح جزءاً مني ولم أعد أقوى على العيش بدونه لأنه سرُ بقائي.
الغربة في كل حرف منها حرقة قلب مشتاق وحنين … وألم … وعذاب.
علمتني الغربة أن أكتم ألمي بداخلي وإن كانت ستفضحه عيوني فلعل الإنسان الذي آلمني في تللك اللحظة ليس هو الإنسان الذي عرفته سنيناً.
في غربتي مات النظر وماتت ملامح فرحتي . . ياحزني ياكل العمر فدوة عيونك نظرتي . . مابات طرفي في سهر والموت يسرق ضحكتي . . ياحزني ياكل العمر فدوة عيونك نظرتي.
وداعاً يا أحبائي فقد حان موعد الرحيل وداعاً يا من كان لهم القلب يميل وداعاً فأن الهوى مستحيل والعين باكية والدمع يسيل وداعاً فقد طالت غربتي والعيش لم يعد جميل ، ففي بعدك عني أصبح الموت لي سبيل ومن لي غير الموت لفراقك بديل.
آآآه يا غربتي . . أنا أبكي من وحدتي . . وغربتي . . أنا أخفي إنسكاب دمعتي . . أنا أظهر للناس فرحتي . . أنا أنزف في داخلي . . آآآه يا غربتي.
فارقت كل الخلق من بعد فرقاك . . مالي سوى طيفٍ مع الفجر يسري . . عيني غشاها الدمع لا حل طرياك . . غصبٍ علي حبك مع الدم يجري . . ساعدني أبعد عن همومي وذكراك . . ساعدني أطوي كل جرحًٍ بصدري.
قتلني الشوق في الغربة متى برجع لأعز الناس . . متى بألقى حبيبي اللي عن الهم طاويني.
إنها الغربة نعم نلتفت ولا أحد يلتفت إلينا نبحث عن من نعرفهم ولا نجدهم تتبعثر الكلمات وتتناثر الحروف ونذكر حينها أنها غربة.
آآه من حنين . . وشوق وفراق آآه من دمع العين الهادر حين يراق بحار العالم زرقاء وبحاري يملأها الألم . . والحزن المستباح بفراق الأحبة الأعزاء بدت بحاري جافة أرضي قاحلة جدباء أكتست بلون الصحراء لا يسكنها غير التعساء.
علمتني الغربة أن أنظر إلى الورد كلما ضاقت نفسي ولكنها في نفس الوقت علمتني أن أبتعد عنه.
الغربة مدرسة إستفاد منها الكثير . . ولكن قلة هم اللذين نجحوا . . الغربة معركة فيها تكون أو لا تكون ؟ لا خيار ثالث.
” الغربة ” مربية من الطراز الأول . . ولكن ليس لديها إلا أسلوب تربوي واحد وهو القسوة.
حين تغترب لا تحاول تفضفض لأهلك كل مشاعر الشوق والحنين التي تحس بها . . فَهُم يعانون مثلما تعاني . . فرفقاً بقلوبهم.
علمتني الغربة أننا نملك أشياء كثيرة لكننا لا ندرك قيمتها.
تاه عني وإبتعَد . . أم إبتعدت أنا . . لا أدري غربه تسكن وجداني . . غربه تتغلغل في أعماقي.
هناك يذهب بي الخاطر لهناك . . يشدني الحنين . . أطالع الذكريات البسيطة الهادئة . . وتقتنص إبتسامتي نفحات الجنون . . كم أود لو أعود . . لكل دفتر طويته على مكتبي قبل الرحيل . . كم أود لو أرتمي بكل حضن كم ضمني لسنين . . لقد أختار الله لي الرحيل وعلى الرضا والحمد والسرور.