ما هو سبب رعشة الجسم
محتويات المقال
رعشة الجسم
تُعرف الرّعشة بأنّها عبارة عن حركات مُنتظمة لاإراديّة تُصيب جزءاً واحداً أو أكثر من جسم الإنسان، ويظهر مُعظمها في اليدين، إلّا أنّها قد تؤثّر على القدمين أو الوجه أو الرّأس أو الجذع أو الأحبال الصوتيّة. ويُعاني البالغون في مُنتصف العمر والكبار في السنّ من رعشة الجسم أكثر من غيرهم، إلّا أنّها قد تظهر في أيّ عمر. وقد تكون رعشة الجسم وراثيّة في بعض الحالات، وبعضها لم يُعرف لها سبب مُحدّد حتّى الآن، ولا وجود لعلاج مُعيّن لرعشة الجسم في الكثير من الحالات، إلّا أنّ التّخفيف من حدّتها يعتمد بشكل كبير على تحديد السّبب الكامن وراء حدوثها وعلاجه بالشّكل السّليم، وقد يشمل هذا العلاج إعطاء أنواع مُعيّنة من الأدوية أو إجراء عمليّات جراحيّة، وقد أثبتت هذه الطّرق نجاعتها عند العديد من المرضى. ولا تُعتبر رعشة الجسم أمراً خطيراً يُهدّد حياة المريض، إلّا أنّها تُسبّب له الإحراج في الكثير من الأوقات، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على جودة حياته وعلى نشاطاته اليوميّة.[١]
أسباب رعشة الجسم
تنتج رعشة الجسم عموماً من اضطرابات في مناطق الدّماغ المسؤولة عن التَحكّم في عضلات الجسم. أمّا أبرز أسباب نشوئها فهي على النّحو الآتي:[٢]
- الأسباب الأكثر شيوعاً وراء الإصابة برُعاش الجسم: فمعظم حالات رُعاش الجسم تحصل للأشخاص الأصحّاء الذين لا يُعانون من أيّة أمراض، ويكون السّبب عندها إمّا الإصابة بالإجهاد العضليّ، أو انخفاض مُستوى السُكّر في الدّم، أو التقدّم بالعمر، أو التوتّر.
- الإصابة بمرض باركنسون: وهو مرض عصبيّ مُزمن يزداد سوءاً مع مرور الوقت، يحدث نتيجةً لنقص في مادّة الدّوبامين المسؤولة عن حركات عضلات الجسم المُنتظمة، فإذا ما حدث نقص في هذه المادّة لما يزيد عن 80% يبدأ عندها ظهور أعراض مرض باركنسون. ورعاش الجسم المُصاحب له يحدث حتّى عند الرّاحة أو عدم القيام بأيّ عمل. وتُشير التّقارير إلى إصابة أكثر من 50,000 حالة جديدة كل سنة في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. ويُعتبر الموت من مُضاعفاته، وهو السّبب رقم 14 من حيث ضخامة عدد الوفيات في الولايات المُتّحدة الامريكيّة.
- رُعاش الجسم المُصاحب لتناول الأدوية: وينتج من تفاعل مراكز مُعيّنة في الدّماغ مع المادّة الكيميائيّة الموجودة في الدواء، أو قد تنتج كعَرَض انسحابيّ عند التوقّف عن تناول أنواعٍ من الأدوية. وأهم الأدوية المُسبّبة لرُعاش الجسم أدوية الصَّرَع المُستخدَمة في العديد من الأمراض العصبيّة أو النفسيّة، وكذلك تناول الأدوية المُوسِّعة للقصبات الهوائيّة التي تُستخدم لعلاج الكثير من الأمراض التنفسيّة كالرّبو، بالإضافة إلى الأدوية المُثبِّطة للمناعة، كتلك المُحتوِية على الكورتيكوستيرويد. وقد ينتج رعاش الجسم أيضاً عند تناول مُضادّات الاكتئاب، أو دواء اللّيثيوم المُستخدَم في علاج الأمراض النَفسيّة.
- الإكثار من تناول المشروبات المُحتوية على الكافيين: إذ تُعتبر الجُرعة المناسبة للبالغين الأصحّاء حوالي 400 ملغم يوميّاً، فإذا ما تناول الشّخص أكثر من ذلك فقد يُصاب بأعراض عدّة منها رُعاش الجسم. وباعتباره من المُنبّهات، فالكافيين قد يُسبّب نشوء رُعاش الجسم أو قد يزيده سوءاً.
- رعاش الجسم الأساسي: وهو أحد أنواع رُعاش الجسم، يتمّ تشخيصه عند استثناء الأسباب المعروفة للرُّعاش. ولم يجد العلماء حتّى الآن سبباً مُحدّداً لحدوثه، ويُعتَقد أنّه ناشئ عن اضطرابٍ في مناطقَ مُعيّنة من الدّماغ، وهي حالة حميدة لا تُشكّل خطراً على حياة المريض ولا تُسبّب أيّة مُضاعفات خطيرة. ويختلف طبيعة الرُّعاش من مريض لآخر؛ فمنهم من يختبره عند القيام بالنّشاطات اليوميّة، ومنهم من يحصل له الرُّعاش حتّى عند الرّاحة. ولا يحتاج هذ النّوع أيّة علاجات عادةً، إلّا في الحالات التي يكون فيها شديداً ولا يمكن تحمّله. ولا يتفاقم الرُّعاش هنا بشكل كبير، على العكس من ذلك المُصاحِب لمرض باركنسون.
- المُعاناة من مرض التَصلُّب اللويحيّ: هو أحد أمراض المناعة الذاتيّة التي تُهاجم فيها الأجسام المُضادّة خلايا الجسم نفسه، وهو مرض مُزمن يُصيب الجهاز العصبيّ المركزيّ، ويُسبّب ظهور العديد من الأعراض المُختلفة من بينها رُعاش الجسم، وتتراوح بين الشّعور الخفيف بعدم الرّاحة وقد تصل إلى الإعاقة الكاملة.
- الإدمان على المشروبات الكحوليّة: وتحصل عند تناول كميّات كبيرة منه والاستمرار على ذلك لفترة طويلة، فلا يستطيع عندها المريض الاستغناء عنه. وتُسبّب هذه الحالة مُعاناة المريض من أعراض عدّة، منها رُعاش الجسم الذي يظهر بشكل واضح في الصّباح.
- الإصابة بتسمّم الدّم: وهو أحد مُضاعفات الإصابة العدوى، وتحصل غالباً لكبار العمر أو الأشخاص ضعيفي المَناعة.
- المُعاناة من مرض غريفز: وهو مرض من أمراض المناعة الذاتيّة، تُهاجم فيها الأجسام المُضادّة الغدّةَ الدرقيّة، وينتج عنها فرط إفراز هرمون الثّيروكسين.
- الإصابة بمرض هنتنجتون: وهو مرض وراثيّ يحصل فيه تدمير تدريجيّ للخلايا العصبيّة في الدّماغ، ويُسبّب ظهور أعراض نفسيّة وجسديّة عدّة.
علاج رعشة الجسم
هنالك العديد من الأدوية التي تعمل على التّخفيف من حدّة رعشة الجسم، غير أنّها لا تقوم بعلاجها نهائيّاً إلّا في بعض الحالات البسيطة، وأحد أكثر هذه الأدوية فاعليّةً دواء البربرانولول، وله أعراض جانبيّة عدّة مثل الأرق، وانقباض القصبات الهوائيّة. وهنالك أيضاً دواءا ميتوبرولول ونادولول اللّذان ينتميان لنفس العائلة ولكنّهما لا يُحقّقان نفس الفائدة المَرجوّة، وفي حال عدم الاستفادة من هذه الأدوية، يُلجَأ لاستخدام أدوية أُخرى مثل برايميدون الذي كان يُستخدَم سابقاً كدواءٍ للصّرع، وكذلك جابابنتين وتوبيراميت. وقد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من رُعاش الجسم الشّديد من مُركّب توكسين البوتيولينيوم. وفي بعض الأفراد، خصوصاً في الحالات الخفيفة من رُعاش الجسم، قد يُستخدم رباط لمعاصم اليد مُحتوٍ على أوزان مُختلفة تساعد على التّخفيف من حدّة الرّعشات، وقد تُفيد هذه الأجهزة كذلك عند تناول الطّعام أو الشّراب.[٣]
المراجع
- ↑ “Tremor”, medlineplus.gov, Retrieved 12-10-2016. Edited.
- ↑ “tremor”, healthline.com, Retrieved 12-10-2016. Edited.
- ↑ “Tremors”, emedicinehealth.com, Retrieved 12-10-2016. Edited.