متى يكون دعاء القنوت
فرض الله سبحانه وتعالى علينا خمسة صلوات في اليوم الواحد، فرض علينا آداءها كل منها في وقتها، تبدأ صلواتنا بصلاة الفجر، وتنتهي بصلاة العشاء، وتختتم صلاة العشاء بثلاثة ركعات سنة مؤكدة تسمى بسنة الوتر، وسنة الوتر هي خاتمة صلاوات اليوم ولا تجوز النافلة بعدها، وتختص صلاة الوتر دوناً عن غيرها بدعاء القنوت، وهو الدعاء الذي يقال في الركعة الأخيرة من سنة الوتر.
القنوت: تحمل هذه الكلمة كل معاني الخشوع والطاعة، والتذلل لله عز وجل، ومن هنا يأتي دعاء القنوت في الركعة الأخيرة من سنة الوتر التي تختم صلاوات اليوم، فيرفع المسلم يديه بمحاذاة صدره بعد أن يفرغ من الركوع، ويدعو بدعاء القنوت بكل خشوع وتذلل لله عزّ وجلّ، فيقول ” اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت” ويكمل بعد ذلك سجوده ويسلم عن يمينه وعن يساره. وفي حال نسيان الدعاء قبل إنهاء الصلاة فعلى الناسي أن يسجد سجود السهو بعد التسليم، ومن الممكن أن يقول الدعاء بعد سجود السهو.
يذكر أن هناك اختلاف في وقت آداء دعاء القنوت، فيذهب جزء من العلماء على أنه يؤدّى في الركعة الأخيرة من الوتر كما ذكرنا سابقاً، والبعض الأخر يذهب إلى أنه يؤدّى في صلاة الفجر، حيث روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقنت في صلاة الفجر، ولكن يجمع العدد الأكبر منهم على أنّ القنوت يكون في الوتر، ولا يجوز أداءه في أوقات أخرى.
فيما يتعلق بوجوب اداء القنوت، يقول العلماء أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، لم يؤدي القنوت في حياته، وإنما علمه للحسن بن علي رضي الله عنه، وأمره بأداءه. ويذهب بعض العلماء إلى أنه من الممكن اداء القنوت في أحيان وتركه أحياناً أخرى.
إن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع صوت عبده، وهو يناجيه، فالدعاء بشكل عام يجوز في كل الأوقات، وفي جميع الظروف، وليس له قافية ولا شروط سوى الإستيقان بالإجابة، وحسن الظن بالله عز وجل، فلا بأس أن يدعو العبد ربه بكلماته الخاصة، ويطلب حاجته في أي وقت يشاء، وفي أي تعبير، وأي لغة تناسبه، فإنه القدير الذي أوصانا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، وهو من يقول للشيء كن فيكون، فيغير الحال من حال إلى حال في طرفة عين