ما هي تصرفات المراهقين
محتويات المقال
مرحلة المُراهقة
تُعتبر المُراهقة من المراحل الخَطِرة التي يعيشها الإنسان، بل قد تكون الأخطر من بين كُلّ المراحل، إذ ينتقلُ الإنسانُ فيها من مرحلة الطّفولة إلى الرُّشد، ضمن تغييرات جديدة مُتعلّقة بجوانب النّمو المختلفة، كما يتعرّض الإنسانُ فيها للكثير من الصِّراعات الخارجية والدّاخلية.[١] فما تعريفها؟ وما أقسامها؟ وما أبرز المشاكل التي يواجهها المُراهقون؟
تعريفُ المُراهقة
يُمكن تعريف المُراهقة بأنّها فترةٌ زمنيّة مُعيّنة من حياة الإنسان، تمتدّ من انتهاء مرحلة الطفولة المُتأخِّرة إلى بدء مرحلة سن الرُّشد، وتتفرّد عن غيرها من المراحل بتغيُّر في حالة الإنسان العقليّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة، والجسديّة.[٢]
وقد عرّف الكثيرُ من العُلماء هذه المَرحلة، ومن هذه التّعريفات:[٢]
- تعريفُ هوروكس (بالإنجليزية:Harrocks): هي الفترة التي يخرُج فيها الإنسانُ من شرنقة الطّفولة إلى العالم الخارجيّ المُحيط به، ليبدأ في الاندماج فيه، والتّفاعُل معه، وفيتعريفه يُحاول هوروكس أن يُركّز على فكرة انتقال الإنسان من الطفولة، وما تحمله معها من اتّكالية على مُحيطه، إلى العالم الخارجيّ والبيئة المحيطة به، ليكوّن استقلاله الذاتيّ، ويعتمد على نفسه.
- تعريفُ ستانلي هول (بالإنجليزيّة: Stanley Hall): هي فترةٌ من عُمر الإنسان يتصف فيها سلوكه بالحّدة، والتّوتر الكبير والانفعال العاصف، وركّز ستانلي على فكرة الجانب الانفعاليّ الذي يُصاحب مرحلة المراهقة، ويتشكّل على صورة انفعالات وتوتّرات وثورات.
أقسامُ مرحلة المُراهقة
تُعَدُّ حياة الإنسانِ وحدةً كاملةً لا يُمكن فصلها، حيثُ يرتبط كُلّ عمرٍ وكُلّ مرحلة بما يسبقها وما يلحقها، وأكّدت الدِّراسات ذلك حيثُ عدّت مرحلة المراهقة مرحلةَ نموّ كاملٍ وشاملٍ للإنسان، لا تنفصل بحالٍ من الأحوال عن باقي المراحل، إنّما تتداخل معها مما يُصعِّبُ مهمّة تمييز بدايات ونهايات المراحل،[٣] إّلا أنّه ولغايات تسهيل عملية الدِّراسة فقد صُنِّفت وقُسّمت مرحلة المُراهقة إلى عدّة فترات، ومن أهمّ هذه التّقسيمات:
- التقسيمات الثنائية:[٣]
- مرحلةُ المُراهقة المُبكِّرة: (بالإنجليزيّة: Early Adolescence) مرحلةٌ تمتدّ ما بين عُمر (12-16) عاماً، ومن أهمّ ما يُميزها حصول نمّو سريع للإنسان يستمر معه حتّى بعد سنّ البلوغ بسنةٍ واحدةٍ، ويُوصف سلوكُ المُراهق هُنا بالاستقلالية وسعيه للوصول إليها، ورغبته الكبيرة في التّخلص مما يُقيّده ويسيطر عليه، ويُحسّ بكيانه وذاته.
- مرحلةُ المراهقة المُتأخِّرة: (بالإنجليزيّة: Late Adolescence) مرحلةٌ تمتدّ ما بين عُمر (17-21) عاماً، ويوصَفُ سُلوك المراهق فيها بتجنُّب العُزلة والتّفاعل والتّوافق مع مُحيطه ومُجتمعه، والاندماج في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، كما يُلاحظ قلة الخلافات الفردية، ويتحدد فيها ميوله السياسيّة، والاجتماعيّة، والمهنيّة.
- التّقسيمات الثلاثيّّة:[٣]
- ما قبل مرحلة المُراهقة: (بالإنجليزيّة: Pre – Adolescence) هي مرحلةٌ تمتدّ من عُمر 10 سنوات وحتّى 12 سنة، ويتوضّح فيها الاستعداد للانتقال للمرحلة القادمة من النّمو، وتتفرّد هذه المرحلة بالمقاومة النّفسية التي يعيشها المراهق ضد الميول الجنسية، حيثُ يكون قلِقاً جرّاء بداية ظهور العلامات الجنسية الثانوية.
- مرحلة المُراهقة المبكِّرة: مرحلةٌ تمتدّ ما بين عُمر (13-16) عاماً، وتُعرف باسم مرحلة البلوغ، وذلك لبدء نشاط الغدد الجنسية وقيامها بمهامها، إلّا أنّ المُراهق في هذه الفترة لم يكتمل نموّه لممارسة العلاقات الجنسية، وتتميّز هذه الفترة بظهور بوادر النُّضج كبدءالعادة الشّهرية لدى الفتيات، وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الفتيان.
- مرحلة المُراهقة المُتأخِّرة: مرحلةٌ تمتدّ ما بين عُمر (17-21) عاماً، وتُعرف باسم مرحلة ما بعد البلوغ، حيثُ يستطيع الإنسان ممارسة العلاقة الجنسية بصورةٍ كاملة، جرّاء اكتمال نضج الأعضاء التناسلية والوظائف العضوية، وتنتهي المرحلة هذه ببداية سنِّ الرُّشد.
مشاكل المُراهقة
تختلفُ فترة المُراهقة من إنسانٍ لآخر، كما تختلف من سُلالةٍ لأخرى، ومن بيئة جُغرافيةٍ لأخرى، وتختلفُ أيضاً حسب البيئة الحضارية المُحيطة بالطّفل في فترة تربيته، وتختلفُ من المدينة للرّيف، ومن المُجتمع المُقيِّد والمُتزَمِّت الذي يُقيّد نشاط المُراهق إلى المُجتمع الحُرّ الذي يفتح له الآفاق وُيتيح له الفُرص.[٤] وقد أثبتت الدراسات أنّ الأساليب الاجتماعية المُعاصِرة هي ما يُسبب للمراهق أزمة المُراهقة، إذْ إنّ هذه الأزمات والمشاكل توجد بشكلٍ أكبر في المُجتمعات الغربية مقارنةً مع الدُّول والمُجتمعات الإسلاميّة والعربيّة، ومن أشكال المُراهقة التي تنتج عن وجودِ أو عدم وجود مشاكلٍ لدى المراهق، ما يلي:[٤]
- مُراهقة سويّة وسليمة تخلو من الصّعوبات والمشاكل.
- مُراهقة عدوانيّة عنيفة، حيثُ توصَفُ ممارسات المراهقبالعدوانيّة سواءً على ذاته أو على غيره، أو على الجمادات.
- مُراهقة انسحابيّة: حيثُ يُفضِّل المُراهق هُنا الانسحاب من محيطه وأسرته ومُجتمعه لينعزل وينفرد بنفسه؛ ليتأمّل نفسه وحياته ومُشاكله.
أبرز المشاكل التي يواجهها المراهق
هُناك العديد من المَشاكل التي تواجه المُراهق، ومنها:[٤]
- الاغتراب والتمرد: حيثُ يشعُر المُراهق أنّ والديه لا يستطيعان فهمه، مما يدفعه للانسلاخ عن رغبات وثوابت والديه، لتأكيد ذاته وإثبات تميُّزه.
- العصبية وحدة الطباع: حيثُ تطغى على تصرُّفات المُراهقالعناد والعصبية، لكونه يُريد أن يُحقق رغباته ومتطلّباتهبالعنف والقوة، ويغلبُ على طبعه التّوتر مما يُزعج من حوله.
- الصراع الداخلي: حيثُ تتشكلّ لدى المُراهق بعضُ الصّراعات الداخلية كالصِّراع ما بين طفولته ورغبات رجولته، وبين الانسلاخ والاستقلال عن أسرته وبين الاتّكال عليها، وبين غرائزه والتّقاليد المُجتمعية، وبين طموحاته وأهدافه الكبيرة وعدم التزامه وتقصيره، والصِّراع الديني بين ما تربّى عليه وبين ما يظهر له ويقرأ عنه ويُفكّر فيه.
- السلوك المزعج: يُريد المُراهق أن يُحقّق رغباته ومتطلباته بأيّ شكلٍ من الأشكال دون أي يُراعي مُقتضيات المصلحة العامة، ولذلك قد يتصرّف تصرّفات مزعجة كالصّراخ والضّرب والسرقة والتّخريب وعدم الاهتمام بمشاعر غيره، مما قد يُزعج المحيطين به.
- الخجل والانطواء: تزداد صراعات المراهق داخله، نتيجة متطلّبات المرحلة التي يلزمها الاستقلال والاعتماد على الذات، في حين يكون قد تعوّد على الدلال المبالغ، أو القسوة المُبالغة التي قد أشعرته باعتماده على الآخرين، مما يُلجئه بعد هذا الصّراع إلى الانطواء والانعزال والانسحاب.