ما هو علاج السعال الديكي
محتويات المقال
السُّعال الدِّيكي
يُعرَف السُّعالُ الدّيكي (Whooping Cough) – أو ما يُسمى بالشّاهوق( Pertussis) – على أنّه التهابٌ بكتيريٌّ مُعدٍ يُصيب الجهازَ التنفسيَّ، يَنتُج عن الإصابةِ ببكتيريا تُسمى البورديتيلة الشّاهوقيّة (Bordetella Pertussis) التّي تنتقل بدورها عن طريق الرّذاذِ من الشّخص المريض إلى الشّخص السّليم. ويُصاحِبُ هذا المرض عادةً سعالٌ عنيفٌ، يَجعلُ التّنفسَ على المريض أمراً صعباً فيتبعه أَخذُ نفسٍ صوتُهُ عَالٍ (ما يسمى بالشّهقة (Whooping)) .[١]
أعراض السُّعال الدِّيكي
يُمكن لهذا المرضِ أَن يُصيب الأشخاصَ في مختلفِ الفئاتِ العمريّةِ، ولَكنه قد يَكونُ خَطيراً جداً على الأطفال الذّين لم يتجاوز عمرهم السّنةَ الواحدة. يَمرُّ السُّعال الدِّيكي بِعدّةِ مَراحلَ هي:[٢]
- المرحلة النّزليّة (تمتدُّ من أسبوعٍ إلى أسبوعين): وهي المرحلة التّي تلي فترة الحضانة- المدّة الزّمنية بين التّعرض لمسبب المرض وبين أوّل ظهور لأعراض وعلامات المرض-، وتمتدُّ فترةُ الحضانةِ في السُّعال الدِّيكي إلى اثني عشرَ يوماً، يَصعُبُ على الطّبيب – سريريًّا- مَعرفة الفَرقِ بينَ السُّعال الدّيكيّ ونزلات البرد العادية خلال هذه المرحلة؛ فتظهرالأعراض كأعراض نزلة البرد٬ وتَشملُ:
- الارتفاعُ الطَّفيف في درجة حرارة الجسم.
- العُطاس
- سيلانُ الأنف.
- المرحلة الانتيابية أو مرحلة النّوبات (تستمرّ من أسبوعين إلى ستة أسابيع): تبدأ خلالها نوبات السّعال؛ قد يستمر ذلك إلى عشرةِ أسابيعَ أو أكثر؛ لذا يُعرَف السُّعالُ الدِّيكي في اليابان باسم (سُعالِ المئةِ يومٍ)، ويَكون السُّعال الدِّيكي أَقلَ حِدّةً في المراهقين والبالغين خاصةً أولئك الذين تمَّ تطعيمهم سابقاً؛ [٣] حيث إنّ المرض يَزدادُ شِدّةً عما هو في المرحلة النّزليّة كما هو موضحٌ في الآتي:
- نوبات من السّعالِ الجاف المتقطع المهيِّج، وهو ما يُميّز السّعال الدّيكيّ.
- يكون مريضُ السُّعال الدِّيكيّ بين هذه النّوبات في حَالةٍ جيدةٍ.
- يتوقف السّعال فيتبعه ما يُسمّى بالشّهقة (أي يأخذ المريض نفساً عاليَ الصّوت مصحوباً بشهقةٍ أو صوتٍ يشبه صِياحَ الدّيكِ)؛ فيجتازالهواء المستنشَق خلال هذه الشّهقة المجاري الهوائيّة التّي لا تزال مغلقةً جزئياً فيصدرُ عنه مثل هذا الصّوت.
- التّقيؤ بعد نوبة من السّعال الشّديد.
- التّعب الشّديد الذّي يعقبُ نوبةَ السّعالِ.
- تزداد هذه النّوبات حدّةً وعدداً في حالة استمرار المرض.
- مرحلةُ النّقاهة (تمتدُّ إلى أسبوعين أو أكثر): يكون السّعال المتقطع فيها أقل حدّةً وعدداً. وتحدث هذه المرحلة ببطء وبشكلٍ تدريجيٍّ.
لا تظهر المراحل الكلاسيكيّة السّابقة عادةً في الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ثلاثة أشهر؛ حيث إنّ المرحلة النّزلية تستمر لأيام قليلة أو تكون غير ملحوظةٍ، فيستمر الطّفل بالنموّ بصحةٍ جيدةٍ ثمّ تظهرُ عليه علاماتُ الاختناقٍ وانقطاعٍ النّفس بعد السُّعالِ في مراحل لاحقةٍ من المرض. وقد يكون انقطاع النفس غير مصحوبٍ بسعالٍ؛ فيكون هو العَرَضَ الوحيدَ الظّاهرَ.[٢]
تشخيص السُّعال الدِّيكي
يشمل تشخيص السُّعال الدِّيكي ما يلي:[٤]
- التّاريخ المرضي للمريض : ما جاء به المريض من أعراض وعلامات مُتعلّقة بالسّعال الدّيكيّ.
- الفحص السّريري للمريض.
- التّحاليل المخبريّة: التّشخيص عن طريق أخذ مسحة من الأنف والحلق ومن ثمَّ زراعة العيّنة لمعرفة إذا كانت تحتوي على البكتيريا المسببة للسّعال الدّيكيّ.
- القيام بفحوصات الدّم وصور الأشعّة للصّدر وذلك لاستبعاد الأمراض الأخرى.
علاج السُّعال الدِّيكي
يُوصى بمطعوم (DTaP) للأطفال الذّي يشمل: (لقاح الدّفتيريا، والكزاز، والشّاهوق) كأفضل طريقة لمنع المرض من أساسه، أمّا بعد الإصابة بالمرض يعدُّ التَّشخيص المبكّر وبدء العلاج المبكّر لمرض السُّعالِ الدّيكيّ مُهماً جداً في تخفيفِ حِدّةِ المرضِ وخَاصةً إذا ما بُدأ العِلاجُ قبل بَدءِ نَوباتِ السّعال.ويمكن إيجازه في الآتي:[٣]
- المضادات الحيويّة: يتمّ أخذها في مرحلةٍ مُبكّرةٍ من المرض؛ أي بِمُجَرَد تَشخيصهِ أو الاشتباه به- خاصّةً في الأطفال الذّين لم يتجاوز عمرهم السّنة الواحدة-؛ وذلك للقضاء على البكتيريا المسببة للسُّعال الدِّيكيّ ومنع انتشاره٬ فيقلّل ذلك من العدوى، ويجب الالتزام بالمضادات الحيويّة التّي تمّ وصفها من قبل الطّبيب فقط. يتمّ وصف المضادّات الحيوية المناسبة لأولئك المُخالطين للمريض أيضاً بهدف تقليلِ إصابتِهم بالمرض.
- يُنصحُ عَادةً بإدخال الأطفال الذّين لم يتجاوز عُمرهُم السّنةَ الواحدةَ المُستشفى في الحالاتِ الشَّديدةِ – لِحاجتهم إلى عِنايةٍ خاصةٍ- وبالإضافة إلى ذلك يتمّ تعويض السَّوائل والأملاحِ المَفقودة خلال عَمليّة التّقيؤ.
- التّقليل ممّا يتعرّض له المريض من عوامل تزيدُ الكَحَةَ كَالدُّخَانِ والغُبارِ.
- الاهتمام بتغذية الطِّفلِ بوجباتٍ صغيرةٍ متكررةٍ خاصةٍ به.
- الإكثار من السّوائلِ لِمَنعِ الجَفافِ.
- يجب إطلاع الطَّبيب إذا ما لوحظَت الأعراضُ الآتية على المريض:
- التَّعبُ الشَّديد، والخُمول أو النُّعاس الدَّائم.
- انخفاض كمية البول، وتحوّلُ لون البول من اللّون الأصفر الفاتح إلى اللّون الأصفر الغامق أو البني.
- انخفاض رطوبة الفمّ؛ فيبدو تجويف الفم واللّسان في حالة جفاف.
- غياب الدّموع؛ أي إنّ الطّفل يبكي دون ظهور دموعٍ في عينيه بسبب جفافِ جِسمه.
- في الأطفال حديثي الولادة يُمكن للأمّ أن تَستَدلَّ على أن طفلها في حالة جفافٍ إذا لاحظت أنّ الجزء الليّن من الرّأس يبدو منخفضاً .[٥]