ما هو سبب ظهور الدمامل
محتويات المقال
الدّمامل
تُعرف الدّمامل بأنّها حبوبٌ أو نتوئات تظهر على الجلد نتيجة لالتهاب يُصيب إمّا بُصيلات الشّعر أو الغُدد الدُهنيّة، ويبدأ ظهور الدّمامل على شكل بُقع حمراء تؤلم عند لمسها، وتتطوّر مع مرور الوقت فتزداد صلابتها وثباتها على الجلد، وأخيراً يتغيّر شكل رأس الدُمَّل فيكون أقلّ صلابةً من المنطقة التي حوله، ويمتلئ بخلايا الدّم البيضاء المسؤولة عن مُقاومة العدوى، وبالبكتيريا المُسبّبة للالتهاب، وبالبروتينات، مُشكّلةً ما يُسمّى بالقِيح. ولهذا القِيحأهميّة طبيّة، ويتمّ فتح الدُمّل بإجراء عمليّة جراحيّة صغيرة وإخراج ما يحتويه من مُكوّنات.
تظهر الدّمامل على مُختلف أجزاء الجسم، ولكنّها تتكوّن بشكل أكثر شيوعاً في المناطق التي يجتمّع فيها نموّ الشّعر وإفرازالعرق وكثرة الاحتكاك، كالوجه والرّقبة والفخذ، ويُصاب المُراهقون بها أكثر من غيرهم، خصوصاً الذّكور منهم، وأولئك الذين يعيشون في مناطق مُزدحمة وقليلة النّظافة. وعلى الرّغم من أنّ ظهور الدّمامل لا يدلّ على مُشكلةٍ خطيرةٍ عادةً، إلّا أنّ هنالك علامات تدلّ على شدّة الالتهاب؛ كتورّم واحمرار المنطقة المُحيطة بالدمّل، أو أن تُسبّب الشّعور بألم شديد، أو ظهور عدّة دمامل بالقرب من الدُمّل الأصليّ، أو أن ترتفع درجة حرارة جسم المُصاب، أو أن تتورّم إحدى الغُدد اللمفاويّة القريبة من مكان الدُمّل.[١][٢]
أسباب ظهور الدّمامل
تظهر الدّمامل عادةً نتيجةً للإصابة بعدوى من أنواع مُعيّنة منالبكتيريا أو الفطريات، وتُعدّ البكتيريا المُكوّرة العقديّة الذهبيّة (ستافيلوكوكس أوريس) أكثر هذه الميكروبات شيوعاً، وهذه البكتيريا تكون موجودة بشكل طبيعيّ على السّطح الخارجيّ للجلد، ولكنّها تدخل إلى مجرى الدّم عبر الجروح أو التَشقُّقات، أو ربّما عبر الشّعر نزولاً إلى البُصيلة. وعند وصول البكتيريا إلى الدّم وحدوث الالتهاب، تعمل خلايا المناعة في الجسم على مُحاربته مُسبّبةً ظهور الدّمامل والقيح. وقد تنتج بعض الدّمامل من النمّو الخاطئ للشّعر، خصوصاً عند نموّها إلى الدّاخل.[١]. وهنالك حالة مَرضيّة تَنتُج عن الإصابة بنوعٍ مُعيّن من هذه البكتيريا عندما تكون مُقاوِمةً لبعض الأنواع من المُضادّات الحيويّة، ويُسمّى بالتهاب البكتيريا المُكوّرة العقديّة الذهبيّة المُقاوِمة للميثيسيلين (MRSA)، ويمتاز هذه الاتهاب بأنّه مُعدٍ عن طريق اللّمس بشكل كبير، ويكون شديداً في بعض الحالات، ويلزم العلاج بالمُضادّات الحيويّة، وباعتباره عدوىً جلديّة، تظهر على المُصاب العديد من الدّمامل، فضلاً عن إصابة الجلد حولها بالالتهاب والتهيُّج.[٣] وهنالك عوامل قد تزيد من فرصة الإصابة بالدّمامل، منها:[٤]،[٥]
- المُعاناة من الاختلالات المُسبّبة لنقص المناعة: وهي مجموعة من الأمراض تَضعُف فيها مناعة جسم المريض وبالتّالي تقلّ مُقاومته للعدوى. وتُقسّم عادةّ إلى نوعين هما؛ أوليّ، يُصاب بها الشّخص منذ الولادة أو نتيجةً لاضطرابات جينيّة، أو ثانويّ، تظهرعند التَعرّض لعوامل خارجيّة، كالإصابة بأنواع مُعيّنة من العدوى، أو التَعرّض لموادٍ كيميائيّة سامّة.
- الإصابة بالإكزيما: وهو مرض جلديّ شائع الحدوث، يُصاب به الشّخص نتيجةً لفرط نشاط جهاز المناعة في الجسم. ويُسبّب تهيّجَ مناطق مُعيّنة من الجلد، وكذلك إثارة الحكّة فيها، بالإضافة إلى تقشُّرها باستمرار، وهذا ما يجعل الفرصة سانحةً لدخول البكتيريا وظهور الدّمامل.
- التَعرّض لمواد كيميائيّة تُسبّب تهيّج الجلد والتهابه.
- المُعاناة من داء السُكريّ: وهو مرض ينتج عن خلل في إفراز أو وظيفة هرمون الإنسولين المسؤول عن إدخال الجلوكوز إلى خلايا الجسم.
- الإصابة بسوء التّغذية: إذ تُسبّب المعاناة من مشاكل صحيّة عدّة، منها ظهور الدّمامل. وتَنتُج عن عدم امتصاص الجسمللعناصر الغذائيّة اللازمة لنموّه بشكل كافٍ.
- الإصابة بداء الجدريّ: وهو مرض فيروسيّ مُعدٍ وبشكل كبير، وهو شديد الخطورة كذلك. ولا يوجد له علاج حتّى الآن. وتمّ القضاء عليه باستخدام المطاعيم.
الحالات التي يجب عندها مراجعة الطبيب
لا تُلزم الدّمامل عادةً مُراجعة الطبيب إلّا في حالات مُعيّنة مثل:[١]
- ظهور الدّمامل على الوجه، أو بالقُرب من العمود الفقريّ، أو قريباً من فتحة الشّرج.
- إذا استمر حجم الدُمّل بالتّزايد.
- إذا صاحب ظهور الدّمامل ارتفاع درجة حرارة جسم المُصاب، أو إذا شعر بألم شديد.
- إذا كان المُصاب يُعاني أصلاً من داء السُكريّ، أو من أمراضٍ مناعيّة، أو يتناول أدوية مُثبّطة للمناعة، أو إذا ما كان يُعاني من مشاكل في القلب.
- إذا لم تختفِ الدّمامل بعد عشرة أيّام من اتّباع الإجراءات المنزليّة.
- إذا أُصيب المريض بعدّة دمامل وبشكل مُتكرّر.
علاج الدّمامل
لا تحتاج الدّمامل عادةً إلى عناية طبيّة، إلّا إذا استمرّت دون أن تنفجر وحدها لأكثر من أسبوعين، أو إذا ما سبّبت الشّعور بألم شديد، فمن الطبيعيّ أن تختفي وحدها في غضون تلك الفترة الزمنيّة. ويَنصح الكثير من الأطباء بوضع ضمّادات قماشيّة دافئة على الدمّل أو تبليلها بالماء الدّافئ، إذ يُساعد ذلك على التّخفيف من الألم المُصاحِب لها، بالإضافة إلى تسهيل انفجارها، وعادةً ما تأخذ هذه الطّريقة حوالي عشرة أيام لعلاج الدُمّل. وعندما تبدأ الدُمّل بالتّلاشي يجب غسلها باستمرار باستخدام الصّابون المُعقّم حتّى يختفي القِيح تماماً، عندها يُنصح بفركها باستخدام الكحول. بعدها يجب وضع مرهم يحتوي على مُضادّ حيويّ على المنطقة المُصابة وتغطيتها بقطع شاش نظيفة مع الحرص على غسلها باستمرار حتى يُشفى مكان ظهور الدُمّل. أمّا الإجراءات الطبيّة فتقتصر على الأنواع المُصاحِبة للالتهابات الشّديدة، وتكون بإعطاء المُضادّات الحيويّة، أو بإجراء فُحوصات مَخبريّة للدّم، أو بأخذ عيّنة من القيح للتأكُّد من نوع البكتيريا المُسبّبة للالتهاب.[٥]