ما هو النسر
محتويات المقال
النّسر
النَّسر ( بالإنجليزيّة: Vulture) من الطّيور الجارحة التّي تنتشر في قارات العالم باستثناء القارة القطبيّة الجنوبيّة وأوقيانوسيا. تتميّز النُّسُور ببصر حاد والقدرة على الطيران على ارتفاعات كبيرة، وهي من الحيوانات التي تتغذّى بشكلِِ أساسيّ على الجِيَف؛ ممّا يجعل منها ذات أهمية كبيرة للبيئة، يوجد نوعان من النُّسُور: نسور العالم القديم التّي تنتمي إلى عائلة Accipitridae، وهي العائلة التّي تضم أيضاً العُقاب، والصّقر الحوام، والباز، ونسور العالم الجديد التي تنتمي إلى العائلة Cathartidae.[١]
نسور العالم الجديد
تتميّز نسور العالم الجديد بعدة صفات، منها أنّها لا تبني عُشّاََ، بل تضع بيضها في شقوق الصّخور العالية، أو في تجاويف الأشجار، كما أنّها عارية الرّأس من الرّيش؛ وذلك حتى لا يلتصق الدّم بالرّيش عندما يضع النَّسر رأسه داخل الجِيَفة؛ وذلك لأنّ وجود الرّيش يشجّع نمو البكتيريا، بينما يكون الرّأس العاري معرضاََ لأشعة الشّمس التّي تقضي على البكتيريا وتقي النّسر من الأمراض، كما أنّ نسور العالم الجديد لا تمتلك حنجرة، لذلك؛ فهي لا تتمكّن من إصدار إلّا الهسيس والهمهمة،[٢][٣] ومن أشهر أنواع نسور العالم الجديد:[٣][٤]
- النَّسر الرّوميّ (بالإنجليزيّة: Turkey Vulture): يُعرف علمياََ باسمCathartes aura، وهو من أكثر نسور العالم الجديد انتشاراََ؛ حيثُ تُعتبَر النُّسُور الرّوميّة صغيرة الحجم، ويصل باع جناحيها (المسافة بين الجناحين) إلى مترين تقريباََ، ولون ريشها أسود مائل للبنيّ، ويكون لون رأس فرخ النَّسر الرّوميّ رماديّ داكن يتحول عند البلوغ إلى اللَّون الأحمر، كما أنّ حاسة الشّم لدى النَّسر الرّوميّ متطورة جداََ، لذلك يكون أوّل من يعثر على الجِيَف.
- النَّسر الأسود (بالإنجليزيّة: Black vulture): يُعرف علمياََ باسمCoragyps atratus، وهو أكثر أنواع النُّسُور انتشاراََ، ويُسمى أحياناََ غراب الجِيَف، يعيش النَّسر الأسود في المناطق الاستوائيّة وشبه المداريّة؛ لكنّه غالباََ ما يصل إلى المناطق المعتدلة أثناء تجواله، وهو طائر أسود الّلون مُكتنِز الجسم، يصل طول جسمه إلى (60) سنتيمتراََ، وله جناحان قصيران وذيل شديد القصر ورأس عاري من الرّيش؛ لكنّ الجهة الخلفية من العنق مغطاة بالرّيش.
- النَّسر الملك (بالإنجليزيّة: king vulture): يُعرف علمياََ باسمSarcoramphus papa، ويعيش في الغابات الاستوائيّةالمنخفضة الممتدة من جنوب المكسيك إلى الأرجنتين، وهو متعدد الألوان؛ فرأسه وعنقه يظهر فيهما اللّون الأحمر والأصفر، والضارب للزرقة، والرّماديّ، أما العيون فبيضاء عليها حلقات حمراء، وريشه العلويّ برتقاليّ، أما الجزء السّفليّ فلونه أبيض؛ حيثُ يصل باع جناحيّ النّسر الملك إلى مترين، وطول الجسم حوالي 80 سنتيمتراََ.
- كندور الأنديز (بالإنجليزيّة: Andean condors): يُعرف علمياََ باسم Vultur gryphus، و يُعد هو وكندور كاليفورنيا من أكبر الطّيور التي يمكنها الطّيران؛ حيثُ يمكن أن يصل باع جناحيّ ذكر كندور الأنديز إلى (3.2) متراً، ويصل وزن الذّكر إلى (15) كيلوغراماََ، أمّا الأنثى فيصل وزنها إلى (11) كيلوغراماََ. إنّ لون جسم الذّكر أسود وريش جناحيه أبيض مائل للرّمادي، ولون الرّأس والعنق والحوصلة أحمر أو مائل للورديّ، ويحيط بالعنق ريش أبيض اللّون.
- كندور كاليفورنيا (بالإنجليزيّة: California condor): يُعرف علمياََ باسم Gymnogyps californianus، ويصل عادةً طول جسمه من المنقار إلى الذيل إلى (2.9) متراََ. يصل وزن كل من ذكر وأنثى كندور كاليفورنيا إلى (11) كيلوغراماََ. يكون الكندور البالغ أسود اللّون، ويحيط بجناحيّه خطوط من الرّيش الأبيض، ويكون لون الرّأس والعنق والحوصلة ما بين الأحمر والبرتقاليّ.
نسور العالم القديم
تختلف نسور العالم القديم عن نسور العالم الجديد بأنّها تمتلك حنجرة ويمكنها أن تصدر أصواتاً مختلفة مثل النّخير، والنّعيب، والصّياح، كما أنّها تبني أعشاشاََ من العيدان على الأشجار أو الصّخور، وتمتلك أجنحة واسعة وأقدام ومناقير قوية.[٢] ومن أشهر نسور العالم القديم:[٣]
- النَّسر الرّماديّ (بالإنجليزيّة: Cinereous vulture): ويُسمى أحياناََ النَّسر الأسود، ويُعرف علميّاََ باسم Aegypius monachus، ويعيش في جنوب أوروبا، وآسيا الصّغرى، والسّهوب الوسطى، وأعالي الجبال في آسيا، وهو من أكبر الطّيور التي يمكنها الطّيران، ويعدّه بعض العلماء أكبر النّسور وأكبر الطّيور الجارحة على الإطلاق. يبلغ طول جسم النّسر الرّماديّ متراً واحداََ تقريباََ، ووزنه (12.5) كيلوغرام، وله جناحان واسعان يصل طول المسافة بينهما إلى (2.7) متراََ تقريباََ، لونه أسود، وله ذيل قصير وتديّ الشّكل.
- النَّسر المصري أو دجاج فرعون (بالإنجليزيّة: Egyptian vulture): يُعرف علمياََ باسم Neophron percnopterus، وينتشر من شمال، وشرق إفريقيا إلى جنوب أوروبا، ومن الشّرق الأوسط إلى أفغانستان والهند، وهو نسر صغير الحجم يصل طول جسمه إلى (60) سنتيمتراََ. ريشه أبيض اللَّون عليه القليل من الرّيش الأسود في الجناح، ووجهه عاري من الرّيش، ولكن يوجَد ريش متدرّج الطّول على الرأس.
- نسر جريفون (بالإنجليزيّة: Common griffon): يُعرَف علمياََ باسم Gyps fulvus، وينتشر في جنوب روسيا، والبلقان، وشمال غرب إفريقيا، والمرتفعات الإسبانيّة. ريشه أحمر من الأعلى وبني مائل للأحمر مع بعض الخطوط البيضاء من الأسفل، وله عدة أنواع منها:
- النَّسر الهندي أبيض الظهر (بالإنجليزيّة: White-backed vulture) ويُعرَف علمياََ باسم G.bengalensis.
- النَّسر الهندي أو النَّسر طويل المنقار (بالإنجليزيّة: Long-billed vulture) ويُعرف علمياََ باسم G.indicus.
- النَّسر أسطوانيّ المنقار (بالإنجليزيّة: Slender-billed vulture): يُعرف علمياً باسم G. tenuirostris، وهو من النُّسُور التّي تناقصت أعدادها بشكل كبير؛ وذلك بسبب الأدوية التّي تُعطَى للماشية لتخفيف الألم، ولكن عندما تموت هذه الحيوانات وتأكل النُّسُور جيَفَها، تُسبّب لها الفشل الكلويّ.
- نسر أذون أو النَّسر النّوبيّ (بالإنجليزيّة: Lappet-faced vulture أو Nubian vulture): يُعرف علمياً باسم Torgos tracheliotus، ويعيش في إفريقيا، ويصل باع جناحيه إلى (2.7) متراََ، أمّا طول جسمه فيصل إلى متر واحد، وهو نسر قوي يسيطّر على النُّسُور الأخرى أثناء التّغذية، ريشه من الأعلى أسود وبنيّ، أما المنطقة البطنيّة فتكون بيضاء، وله ذيل وتديّ الشّكل، ويكون وجهه ورديّ أو أحمر اللّون، ويمتدّ من جانبيّ رأسه العاري من الرّيش جلد له طيّات كثيرة.
- نسر جوز النخيل (بالإنجليزيّة: Palm-nut vulture): يُعرَف علميّاً باسم Gypohierax angolensis، ويعيش في غرب ووسط إفريقيا. يصل طول جسمه إلى (50) سنتيمتراً تقريباََ، وله وجه برتقاليّ اللَّون عاري من الرّيش، ومنقار أصفر اللَّون، وممّا يُثير الدهشة أنّه نباتيّ التّغذية؛ إلّا أنّه يأكل أحياناً بعض القشريات والأسماك الميتة.
- النَّسر أحمر الرأس (بالإنجليزيّة: Red-headed vulture): يُعرف علمياً باسم Sarcogyps calvus، يعيش ما بين باكستان إلى ماليزيا ويبلغ طول جسمه (75) سنتيمتراً تقريباََ، ويصل باع جناحيه إلى (2.7) متراً. لون ريشه أسود، وعند الصّدر يكون لون الريش أبيض، وله منقار أسود ضخم، ويكون لجلده المُمتدّ من جانبي الرقبة طيّات متعددة.
- النَّسر أبيض الرأس (بالإنجليزيّة: White-headed vulture): يُعرف علمياََ باسم Trigonoceps occipitalis، ويتميّز بوجهه الأصفر الباهت والمثلث الشّكل، ومنقاره الأحمر. ريشه أسود اللَّون ما عدا أطراف الأجنحة والبطن فيكون الرّيش عليهما أبيض اللَّون، يصل طول جسمه إلى (80) سنتيمتراََ، ويصل باع جناحيه إلى (1.8) متراََ.
تكيّف النّسور لأكل الجيف
تتغذّى النُّسُور على الجِيَف واللحم المُتعفّن الذي قد يُسبّب العديد من الأمراض لغيرها من الحيوانات والطّيور، كما أنّها غالباََ ما تبدأ بأكل الجِيَفة من منطقة الشّرج التّي تتيح لها منفذاََ طبيعياََ لداخل الجِيَفة، كما أنّها تنتظر حتى يصبح جلد الجِيَفة سهل الاختراق؛ ممّا يعني أنّ التّحلل وتعفن الجِيَفة قد بلغ مداه، وهذا يعني أنّ طعام النَّسر الاعتياديّ يكون غنياََ بالبكتيريا والمواد السّامة والبراز، فما الذي يقيها من الإصابة بالأمراض؟ يقول “مايكل روجنباك” الباحث في علم الأحياء المجهريّة في جامعة كوبنهاغن أنّ النُّسُور تتميّز بقدرتها على التّكيّف مع أنواع البكتيريا السّامة التّي تهضمها، فقناتها الهضميّة الحمضيّة مؤهلة كيميائياََ للتعامل مع البكتيريا وترشيحها، فمن جهة يتمكن الجهاز الهضمي للنسور من تحطيم معظم أنواع البكتيريا القاتلة التي يهضمها، ومن جهة أخرى نجد أنّ جهازها الهضمي لديه القوة والقدرة على التّعايش مع أنواع من البكتيريا التّي تُعد قاتلة للكثير من الأحياء، وهذه البكتيريا بدورها تمكنّت من تحمل الظّروف القاسية للقناة الهضميّة للنسر، ليس هذا فحسب، بل إنها تُساهم في تحليل المواد الغذائيّة داخل القناة الهضميّة، وممّا يثير الدّهشة أنّه عندما تمّ تحليل البكتيريا التي توجد في براز بعض النُّسُور التي تعيش في حديقة حيوانات كوبنهاغن، والتي يكون نظامها الغذائيّ شبيه بالنّظام الغذائيّ لباقي الطّيور الجارحة في الحديقة؛ وُجِدَ أنّ برازها يحتوي على بكتيريا شبيهة بتلك التّي توجد في براز النُّسُور الحرة التّي تتغذّى على الجِيَف، بينما كان مختلفاََ عن براز الطّيور التّي تشاركه النّظام الغذائيّ نفسه في الحديقة؛ مما يطرح فكرة أنّ طبيعة الجهاز الهضميّ للنسر قد يكون لها تأثير على محتويات الأمعاء من البكتيريا أكثر من تأثير النّظام الغذائيّ للنسر. تشير النتائج السّابقة إلى أنّ العلاقة بين الجراثيم وعملية الهضم في النَّسر أكثر تعقيداً ممّا كان يُعتقَد سابقاََ.[٥]