ما أعراض عرق النسا
محتويات المقال
ما هو عرق النسا
يُعّرف عرق النّسا بأنّه الألم الناجم عن التهيّج أو الضغط على العصب الوركيّ، ويشمل هذا الألم المناطق الواقعة على امتداد هذا العصب، من أسفل الظهر إلى الحوض، فالمؤخّرة، حتى يصل إلى كلتا السّاقين؛ ولذلك يعتبر العصب الأطول في جسم الإنسان. ويشعر المريض المُصاب بعرق النسا بألم في جهة واحدة عادةً. ويحدث غالباً نتيجة إمّا للانزلاق الغضروفيّ، أو انزلاق الفقرات، أو تضيّق العمود الفقريّ، وذلك ما يُشكّل ضغطاً على العصب الوركيّ مُسبّباً تهيّجه، وبالتالي الشعور بالألم والخدر في الجهة المُصابة. وعلى الرغم من شدّة ألم عرق النّسا، إلّا أنّ معظم حالاته تُعالج بطرق غير جراحية في غضون أسابيع، ويبقى الحل الجراحيّ محصوراً في بعض الحالات؛ كتلك التي يُعاني فيها المرضى من ضعف في السّاق المصابة، أو تغيّر في الإخراج أو التبوّل.[١]
ما أعراض عرق النسا
تختلف شدّة أعراض عرق النّسا باختلاف مقدار تهيّج العصب الوركيّ، وباختلاف الشخص المصاب؛ فهنالك من يشعر بآلام شديدة تمنعه من القيام بأي عمل، وهنالك من يُعاني من ألم خفيف نسبيّاً قد يزداد شدّة مع مرور الوقت وفي مرّات قليلة. وتقسّم أعراض عرق النّسا إلى أعراض عامّة يشعر فيها أغلب المرضى على اختلاف جذر العصب المُصاب، وأعراض مُحدّدة حسب جذر العصب. وتكون هذه الأعراض كالآتي:[٢]
- الأعراض العامّة: إذ يشمل ألم عرق النسا كلاً من أسفل الظّهر، والجزء الخلفي من الفخذ نزولاً إلى السّاق، ويؤثر بالعادة على جهة واحدة فقط. وتجتمع عادةً بعض الأعراض الآتية:
- ألم دائم في المؤخّرة أو الساق في جهة واحدة.
- يوصف هذا الألم في العادة من قبل المرضى على أنّه حادّ أو حارق أو ثاقب.
- ألم يبدأ أسفل الظّهر أو في المؤخرة، ويشمل المناطق الواقعة على مسار العصب الوركيّ.
- يشعر المريض بتحسّن الألم في حالات معينة؛ كالاستلقاء أو المشي، وكذلك يسوء في حالات أخرى؛ كالوقوف أو الجلوس.
- الشعور بالضّعف أو الخدر في القدم عند تحريكها، أو الشّعور بهما على طول مسار العصب الوركيّ.
- الإحساس بألم شديد في القدم في بعض الحالات، ممّا يجعل الوقوف أو المشي صعباً للغاية.
- ألم أسفل الظّهر، ويكون هذا أقل شدّة من ألم القدم.
- الأعراض المُحدّدة حسب جذر العصب المُصاب: يتكوّن العصب الوركي من خمسة أعصاب: اثنين منها تخرج من الجزء القطنيّ من الحبل الشوكي، والثلاثة المُتبقيّة تخرج من الجزء العجزيّ منه. وبعد اجتماعها لتكوين العصب الوركيّ تتفرّع مرة أخرى في السّاق لتغذيتها بأعصاب حسيّة وحركيّة. وبالتالي، تختلف الأعراض باختلاف جذر العصب المضغوط كالآتي:
- جذر العصب القطنيّ الرابع: إذ يولّد الضغط على هذا الجذر أعراضاً تؤثّر عادةً على الفخذ، وتقلّ عند المريض ردة الفعل التي تُعرف بنفضة الركبة (رد الفعل الاإرادي للركبة)، ويشعر أيضاً بضعف في السّاق عند مدّها على استقامتها.
- جذر العصب القطنيّ الخامس: فقد يشعر المريض فيه بألم أو خَدَر في مقدمة القدم، تحديداً في المنطقة الواقعة بين الأصبعين الأول والثاني، وقد تمتدّ الأعراض السابق ذكرها لتشمل الكاحل أيضاً فيما يُسمّى بتدلّي القدم.
- جذر العصب العجزي الأول: فقد يختبر المريض فيه ضعفاً في القدم عند محاولته رفع الكعب عن الأرض؛ كأن يُحاول الوقوف على رؤوس أصابعه مثلاً، وتشمل الأعراض فيه الجزء الخارجي من القدم، وكذلك الأصابع. وقد يقل عند المصاب رد الفعل اللاإرادي للكاحل.
أسباب حدوث عرق النسا
هنالك عدّة أسباب قد ينتج عنها الإصابة بعرق النّسا، منها:[٣]
- الانزلاق الغضروفيّ: ويقف هذا السبب وراء معظم حالات عرق النسا. ويحدث ذلك عند تمزّق القرص الغضروفي الواقع بين فقرات العمود الفقريّ، وينتج عن هذا خروج المادة الهلاميّة الكائنة داخل هذه الأقراص مُحدثةً ضغطاً على العصب الوركيّ. ويبقى السبب وراء تمزّق تلك الأقراص مجهولاً، إلّا أن التقدّم في العمر قد يؤثّر على مرونتها مُسهّلاً بذلك تمزّقها.
- تضيّق العمود الفقري: ويحدث ذلك عند نمو الأربطة المحيطة بالعمود الفقري بشكل مُفرط. ويحصل في العادة نتيجةً للتغيّرات التي يُحدثها تقدّم السن على العمود الفقري، وكما قد تنتج من أمراض تآكليّة في مفاصل العمود الفقريّ.
- انزلاق الفقرات: وتحصل عادةً عند كبار السن. أمّا عند الشباب فتحدث عند التعرّض لكسر في العمود الفقريّ أو بسبب الإنحناء الشديد فيه.
- أسباب أخرى لعرق النّسا: كالتعرّض لضربة أو أيّ ضرر في العمود الفقري، أو العضلات، أو الأربطة المحيطة به، وكذلك حدوث عدوى فيه، أو الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس (الناتجة عن الضغط على الأعصاب الأخيرة من الحبل الشوكي والمشبّهة بذيل الفرس)، أو نشوء ورم في العمود الفقريّ.
علاج عرق النسا
لعلاج عرق النّسا طرق عدّة؛ منها:[٤]
- العلاج الذاتيّ: إذ يُنصح بدايةً بعدم الانحناء أو حمل الأشياء الثقيلة أو الجلوس بطريقة غير سليمة، وكذلك تناول المُسكّنات التي لا تحتاج لوصفة طبية لتخفيف الألم. ويرى بعض الأطباء أن استخدام الكمّادات الباردة أو الساخنة من شأنه أن يُخفّف من آلام عرق النسا الحادة. وقد يتحسّن المريض عند الاستلقاء على سطح قاسٍ تقريباً مع وضع وسادة تحت الرّكبتين، أو الاستلقاء على جانب الجسم ووضع وسادة بين الرّكبتين.
- تناول الأدوية: وبالتحديد تلك المُختصّة بتخفيف الألم وأُخرى لترخية العضلات. أما مُسكّنات الألم فيُصرف في العادة ميلوكسيكام أو ديكلوفيناك، أو أسيتامينوفين إذا كان الألم شديداً. وبالنسبة لمرخيات العضلات فيُستخدم غالباً سايكلوبنزابرين، أو تيزانيدين.
- الجراحة: وتُجرى في العادة بعد استنفاذ جميع الحلول المُمكنة وعدم تحسّن المريض، أو للمرضى المصابين بمتلازمة ذيل الفرس، أو بحالات أُخرى يتم فيها تدمير العصب.
- طرق أخرى لعلاج عرق النسا: كالعلاج الفيزيائيّ، أو حقن العمود الفقري (في المنطقة فوق الجافية) بالستيرويد، أو الحقن بالبوتوكس.