لعله خير 2019
لا يقدر الله شرًا لا خير فيه، فإن حصل لنا أمر مما لا نتمناه فلنقل: “لعله خير أراده الله لنا من حيث لا ندري”، يقول علقمة في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11]: “هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلم لها ويرضى”.
الانتكاسات هي جزء من الحياة اليومية بمختلف أشكالها؛ مرض، فشل مشروع، غياب عزيز أوقريب…. متى ما حلّت بنا نشعر بالامتعاض ونعيش حالة من النكران والسخط ثم نبدأ رحلة البحث عن دواء لجراحنا وقد نسينا أن البلسم الشافي هو الإيمان بالقضاء بالقدر والخير كله في قوله تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة من الآية:216].
والرضا بالقضاء والقدر أعظم منزلة من الصبر على الشدائد. كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: “أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر”.
وقد يسأل أحدهم: إذا كان الله يقدِّر الخير للطائعين والشرَّ للعاصين، فلماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الفقر أو فَقْدِ الولد وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟ والجواب نجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» (رواه مسلم مرفوعاً) فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه، وكلَّما ازداد صبراً وشكراً ارتقت درجته عند الله.