كيفية شغل وقت فراغ
محتويات المقال
وقت الفراغ
يُعدُّ الفراغُ من المشاكل التي تُسهِمُ في إرهاق الإنسان وجعله مُتعباً بطريقةٍ تتجاوز المُرهقين الذين يفعلون أفعالاً متعبةً يوميّاً، كما يُبثُّ فيهم الملل والضّجر وقد يقودهم للاكتئاب؛ ممّا ينعكسُ على أدائه وإنتاجيته، فيؤثِّر ذلك في المجتمع بشكلٍ سلبيّ؛[١]ولذلك وجبَ على المرء أن يشغلَ أوقات فراغه في ما يُفيده ويفيد مجتمعه، فما مفهوم وقتُ الفراغ؟ وما قيمة الوقت ابتداءً؟ وكيف يقضي الفردُ أوقات فراغه؟
مفهومُ الوقت ووقت الفراغ
مفهومُ الوقت
يُعدّ مفهومُ الوقتِ مصطلحاً شائع الاستعمال والتّكرار بين الناس؛ لكونه يُلامس مختلفِ احتياجات البشر وأصنافهم وأعمالهم وأعمارهم وفئاتهم، لكنّ تعاطي النّاس معه بشكلٍ مختلفٍ يُبيّنُ اختلافاً في تعريفه وقيمته، ونظراً لذلك فإنّ المعنى المُجرّد للوقت يشيرُ إلى أنّه فترةٌ من الزّمنِ يجري فيها إنجازُ عملٍ أو مهمّة مُعيّنة أو أداءَ سلوكٍ أو عمليّة ما، وهو موردٌ يملكه الناس جميعاً بشكلٍ متساوٍ؛ إلّا أنّهم يختلفون في مقدار هدره وصرفه، فاليومُ لدى جميعِ الناس مُكوّن من أربعٍ وعشرين ساعة، تترتّبُ كلُّ منها في ستينَ دقيقةً متساويةً، لا تُحابي غنيّاً على فقير، أو كبيراً على صغير، ولا قويّاً على ضعيف، ولا يُمكن شراؤه أو استبداله أو بيعه أو تصنيعه أو استعارته أو تأجيره أو مضاعفته؛ إنّما هو قابلٌ للاستثمار بحيث يصنعُ حجماً كبيراً ومُجدياً من الإنجازات، ويختلفُ النّاس بالطّبع في طرق التّعاطي معه واستغلاله واستثماره وحسن إدارته.[٢]
مفهومُ وقت الفراغ
يُعرَف وقت الفراغِ بأنّه الوقتُ الذي يعيشه الفردُ دون أن يرتبطَ بأيّ عمل، فيكون خالياً من الواجبات، مُتحرّراً من الالتزام بأيٍّ منها؛ حيثُ يمكن استغلال هذا الوقت في التّرويح عن النفس وتطويرها في ما تهوى، وفي الاسترخاء والإنجاز الاجتماعيّ وبناء العلاقات مع المجتمع.[٣]
تبرزُ أهميّة وقتِ الفراغِ بكونه فرصةً من الممكن استثمارها وتوظيفها بشكلٍ يُلبيّ حاجات الأفراد ومطالبهم، ويُعالج كثيراً من تقصيرهم في بعضِ الجوانب التي لم يكن مُخطّط لها ضمن المخطّطات اليومية سابقاً، كما يُمكن استغلاله في تحقيق مُتطلّباتٍ مُهمّة لم ينتبه الفردُ لها من قبل، أو في إرواءِ حاجاتٍ مُهمّشة؛ كأداء التمارين الرياضية، أو تجديد النشاط الذّهني بالقراءة والتفكير، أو الانخراط في الأعمال التّطوعية؛ بهدفِ ضبطِ وإشباع حاجاته الجسميّة، والاجتماعيّة، والعقليّة، والانفعاليّة.[٤]
كيفية قضاء وقت الفراغ
إنّ من الأفضلِ لمثلِ هذه المُدّة الزّمنية -التي يمتلكها الأفراد خالين من أيّ عمل أو التزامٍ- أن يتمَ التّخطيط لها بشكلٍ سويٍّ وسليم لتُستثمر على أفضلِ وجهٍ؛ بحيثُ يكتسبُ المرء منها قيماً عُليا ومهاراتٍ متنوّعة، ويقول الفيلسوف برتراند راسل: (إن آخر نتاج للحضارة هو أن يستطيع المرء ملء وقت فراغه بذكاء، وفي الوقت الحاضر قليلٌ جداً من الناس هم من وصلوا إلى هذا المستوى)،[٥]ومن الأمور التي يُمكن صرفُ الانتباه إليها في وقت الفراغِ ما يلي:
- ممارسة التّمارين الرّياضية: للرياضة فوائد كثيرة؛ إذ تُساعد في اكتسابِ جسمٍ سليمٍ ذي لياقةٍ مرتفعة، وتُحسّن من وظائف الجسمِ، وتُقلّل فرص الإصابة بالاكتئاب، وهي كذلك فرصةٌ لمن أراد التخلّص من الوزن الزائد لديه، كما أنّ الرياضةتفتح المجال لزيادة العلاقات الإيجابية؛ إذ تُتيح فرصة لقاء المرء بأفراد يقومون بأمور متشابهة ومُشتركة، فيُصادقهم ويستمتع معهم.[٦]
- قراءة الكتب والمجلّات: هي من أسهلِ الوسائل وأكثرها بساطةً وقلّةً في التّكلفة؛ حيثُ تُعتبرُ القراءة نشاطاً مُحفّزاً للعقل وتزيد من مُعدّل ذكائه، كما تُحسّن صحّة الإنسانِ بشكلٍ عامٍ؛ حيثُ تُقللّ من توتّر الفردِ وإجهاده بنسبة كبيرة؛ ممّا يقيه من كثيرٍ من الأمراض التي يُسبّبها الضّغط النّفسي؛ كأمراض القلب والسكتات الدّماغية.[٧]
- مُشاهدة برامج التّلفاز المفيدة: تُقدّم الكثير من القنوات برامجَ مفيدة ومُسلّية، وتتنوّع هذه القنوات في اهتماماتها والمواضيع التي تُغطّيها، وهُنا على الفرد أن يبحثَ عمّا يستهويه ويستمتعُ بمشاهدته، وما يُضيفُ لحصيلة علمه وقيمه.[٨]
- القيلولة: يحتاجُ الإنسانُ لأن يسترخيَ ويُريح نفسه من عناء مشاكله وهمومه وكلّ الأعمال الشّاقة؛ لذا فقد يكونُ أفضلَ شيء يفعله في وقت فراغه هو أخذُ قيلولة، وللقيلولةفوائد عديدة؛ فهي تُساعد على تقليلِ الشعور بالتّعب والإرهاق، وتزيد الشّعور بالاسترخاء، كما أنّها تعمل على تحسين مزاج الفرد وتزيد نسبة تركيزه، وتُحسّن قدرته على أداء مُختلفِ المهام؛ إلّا أنّه يجبُ اختيار موعدٍ مناسبٍ لها لتجنّب ضررها، فالقيلولة التي تكونُ في وقتٍ متأخّرٍ من النّهار تزيد من عدم القدرة على الخلودِ إلى النوم في الليل ممّا يُسبب الكثير من المشاكل؛ لذلك فمن الأفضل أن يتراوح موعدها بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظُّهر.[٩]
- الخُروج مع الأصدقاء: يستطيع الفرد أن يقضي برفقة أصدقائه الكثير من الأوقات الممتعة؛ كأن يخرُجوا سويّة لمشاهدة فيلمٍ جديد في السينما، أو لتناول طعام الغذاء في أحد المطاعم مثلاً،[٨] فمن شأن ذلك أن يُحسّن الحالة المزاجية للإنسان؛ بعكسِ الوِحدة والعُزلة التي تُسبّب للإنسان الكثير من الأمراض الخطيرة؛ كازدياد الضغط الدّموي مما يزيد فرص الوفاة، وفرطِ السّمنة.[١٠]
- الذهاب للتسوّق: يستمتعُ بعضُ الأشخاص في ممارسة التّسوق، وليس المقصود هُنا التسوّق لغايات تأمين احتياجات المنزل، إنّما التسّوق لأجل المتعة، فمن الجيّد الذّهاب لأماكن التّسوق المفضّلة وشراء شيءٍ ما يفتقده ولو كان بسيطاً؛ إذ إنّ لذلك أثراً كبيراً على نفس الشخص.[٨]
- ممارسة نشاط التأمُّل: والتأمُّل لا يعني التّركيز، بل يعني أن يُطلق الإنسان عقله بعيداً ليدخُل في راحةٍ عميقة؛ لأنّ العقل إن استرخى، فبإمكان الإنسان أن يُركّز بشكلٍ أفضل.[١١]
- زيارة الأصدقاء والأقارب: من الجيّد أن يُرتّب المرء زيارةٍ لأحدِ أقاربه أو أصدقائه، لكونه سيتمتّع بهذا الوقت الذي يقضيه معهم؛ لكونهم أناساً يُشاركونه اهتماماته وقضاياه.[٨]