كيفية تكاثر الضفادع

الضفدع

ينتمي الضفدع إلى البرمائيات عديمة الذيل، وهو قادر على العيش على اليابسة وفي الماء. جلد الضفدع أملس وناعم، وللضفدع أرجل خلفية طويلة تساعده على القفز، وأقدامه متّصلة بأغشية تساعده على السباحة، تتنفس الضفادع بشكلٍ أساسيّ عن طريق بطانة الفم، كما أنَّها تمتصّ الأكسجين المذاب في الماء من خلال جلدها عندما تكون في الأماكن الرطبة، وفي بعض الأحيان تتنفّس عن طريق الرئتين. تصطاد الضفادع الحشرات والديدان باستخدام لسانها المشقوق واللّزج، كما أنَّ بعض الضفادع كبيرة الحجم يمكنها التهام الأفاعي والثدييات الصغيرة.[١]

تعتمد الضفادع على حاسّتيّ الرؤية والسَّمع؛ للصيد وتجنب الحيوانات المفترسة، لا يتمكن الضفدع من إدارة رأسه إلا أنّه يعوِّض ذلك النقص بامتلاكه مجالاً واسعاً للرؤية بفضل عيونه الجاحظة التي تحتل قمة جمجمته. تُحاط عين الضفدع بغشاء رقيق لحمايتها من الماء أثناء وجود الضفدع في الجداول والبرك، وتُعدّ قدرة الضفدع على صيد الحشرات الطائرة بلسانه من الأمور المثيرة للإعجاب؛ نظراً لعدم وجود تنسيق بين الصور التي تلتقطها كلّ من العين اليمنى والعين اليسرى. تفتقد الضفادع لوجود الأذن الخارجية، إلّا أنّها تمتلك طبلة أذن وهي منطقة مسطَّحة محاطة بحلقة من الغضاريف وتوجد خلف العين، وفي بعض أنواع الضفادع يمكن للعلماء معرفة جنس الضفدع من خلال المقارنة بين حجم طبلة الأذن وحجم العينين.[٢]

تُعاني الضفادع من الانخفاض المستمر في أعدادها ويعود ذلك بشكلٍ أساسي وفقاً لبعض الدراسات إلى التغيرات المناخيةوالاحتباس الحراري الذي يسبب نمو نوع من الفطر يُسمى بالإنجليزية: Batrachochytrium dendrobatidis، والذي بدوره يسبب عدوى جلدية للضفادع، ومن الأسباب الأخرى التي تؤثّر سلباً على أعداد الضفادع: التلوث وفقدان الموائل.[١]

كيفية تكاثر الضفادع

يوجد في العالم أكثر من 6000 نوع من الضفادع التي تتكاثر بطرق متنوعة ومختلفة. أغلب الضفادع تتكاثر عن طريق الإخصاب الخارجي؛ حيث يقوم الذكر باحتضان الأنثى أثناء وضع البيض ليقوم بإطلاق حيواناته المنويّة لتخصيب البيوض -التي تكون محاطة بغلاف هلامي لحمايتها- عند إطلاقها مباشرة، وبعد الإخصاب يتكون الجنين الذي يتغذى على المح المخزَّن في البيضة ويتكوّن له خياشيم، وبعد 21 يوماً يتطوّر الجنين إلى شرغوف (بالإنجليزية: Tadpole)، فللشّرغوف ذيل طويل وخياشيم ليتمكّن من التنفس داخل الماء، ويتغذّى على الطحالب، وبعد خمسة أسابيع تطرأ بعض التغيُّرات على الشرغوف؛ فتبدأ الأرجل الخلفية بالظهور، ثمّ تليها الأرجل الأمامية، ثمّ تتطوّر الرئتان وتختفي الخياشيم، ويصبح الذيل أصغر، ويصبح شكل الشرغوف مشابه لشكل الضفدع؛ حيثُ يُسمّى في هذه المرحلة الضفدع غير الناضج (بالإنجليزية: The Froglet). يستمرّ الضفدع بالنمو ويختفي الذيل تماماً، ليبدأ بعدها الضفدع بقضاء أغلب الوقت على اليابسة.[٣][٤]

اكتشف العلماء 10-12 نوعاً من الضفادع التي تتكاثر عن طريق التخصيب الداخلي بطريقة غير مفهومة تماماً، فمن ضمن الضفادع التي تتكاثر بالتخصيب الداخلي؛ يُوجد نوعان من الضفادع تمتلك ذيلاً؛ حيثُ تستخدمه لنقل الحيوانات المنوية داخل جسم الأنثى. كان الاعتقاد السائد أنَّ الضفادع التي تتكاثر بطريقة التخصيب الداخلي إما أن تضع بيوضاً، أو أنّها تلد ضفادع غير ناضجة (بالإنجليزيّة: froglets) دون المرور بمرحلة الشرغوف، إلّا أنَّه تم اكتشاف نوعاً جديداً من الضفادع في الغابات المطيرة في إندونيسيا التي تتكاثر بالتخصيب الداخلي وتلد شراغيف، وقد أطلق عليه العلماء اسم Limnonectes larvaepartus.

مقالات ذات صلة

طوّرت الضفادع طرقاً مختلفة لحماية البيوض من الافتراس، فبعض الضفادع تحمل بيوضها المخصبة في جراب على ظهرها، أو داخل فمها، كما أنّ بعض أنواع الضفادع التي انقرضت كانت تقوم بابتلاع البيوض وتحتفظ بها في المعدة، ثمّ تقوم بإخراجها من فمها عندما تتطور وتصل لمرحلة الضفدع غير الناضج.[٣]

الفرق بين الضفدع والعلجوم

يُعدّ العلجوم أو ضفدع الطين (بالإنجليزية: Toad) من عائلة الضفادع، إلّا إنّه يختلف عن الضفدع بما يلي:[٥]

  • جلد العلجوم جاف، وله نتوءات تشبه الثآليل، بينما جلد الضفدع رطب وأملس.
  • لجلد العلجوم رائحة غريبة وطعم غير مستساغ لتنفير الحيوانات المفترسة.
  • جسم العلجوم أكبر حجماً وأكثر امتلاءاً من الضفدع، يُستثنى من ذلك الضفادع والعلاجم التي تعيش في الأماكن القريبة من خط الاستواء، فجميعها كبيرة الحجم.
  • أرجل العلجوم أقصر من أرجل الضفدع لأنّه يمشي ولا يقفز، كما أنَّ أقدامه تفتقد لوجود الأغشية؛ لأنَّه لا يسبح في الماء.
  • تضع أنثى العلجوم بيضها على شكل خطوط بينما تضع أنثى الضفدع بيوضها على شكل حزم أو عناقيد.

تكيف الضفدع للعيش في البيئات المختلفة

تعيش الضفادع في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، ويعود ذلك للبرد القارس الذي يُقلل من فرص توفُّر الغذاء المناسب لها، تفضل الضفادع العيش في البيئات التي تحافظ على رطوبة جلدها؛ لذا فهي تكثُر في مناطق الغابات المطيرة، والمستنقعات، والجداول، والبرك وبين الأشجار. الضفادع من ذوات الدم البارد؛ أي أنّ درجة حرارة جسمها غير ثابتة، بل تتأثر بدرجة حرارة البيئة الخارجية، لذلك تلجأ لتعريض أجسامها لحرارة الشمس في الربيع لتتمكّن من الحركة. تكيّفت أجسام الضفادع للعيش في البيئات الباردة لاحتواء أجسامها على مواد كيميائيّة مضادة للتجمُّد، وبفضلها تبقى على قيد الحياة حتى لو تجمدت. يوجد تكيّف آخر تلجأ إليه الضفادع وهو السُّبات أو البيات الشِّتوي (بالإنجليزية: Hibernation)؛ حيث تتوقّف عن ممارسة أنشطتها المعتادة، وينخفض معدل تنفّسها، وتصبح ضربات القلب بطيئة، وتتساوى درجة حرارة جسمها مع درجة حرارة البيئة المحيطة بها، إنّ بعض الضفادع تقضي فترة البيات في شقوق الصخور أو تحت أوراق الأشجار المتساقطة، كما يُمكن أن تدفن نفسها تحت الطّين في قاع البحيرات؛ لذلك تُهاجر في الشتاء من البِرَك الضحلة إلى البحيرات العميقة. أمّا عند ارتفاع درجات الحرارة وفي حالة الجفاف الحاد تلجأ الضفادع للسُّبات الصَّيفي (بالإنجليزية:Estivation)؛ أي البقاء خاملة في الجحور للمحافظة على رطوبة جسمها. [٦]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى