كيف تم اكتشاف مرض السكري
محتويات المقال
مرض السكري
يُعدّ مرض السكري من الأمراض الشائعة والمنتشرة والخطرة التي يعاني منها كثير من النّاس، وهو مرض ناجم عن ارتفاع نسبة السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض صحيّة ملازمة ومصاحبة له، ولمرض السكري تاريخ نشأة، وله أعراض تدل عليه، وسبل علاج أو تخفيف لبعض آثاره، وهناك أنواع لمرض السكري، ويوجد بعض التوصيات الخاصّة بمريض السكر، وآلية تعاطيه مع النظام الغذائي، وما يلزمه من حمية غذائية خاصّة.
إنّ لوعي مريض السكر، وثقافته العالية، وهمّته القوية وإرادته أثر عظيم في استفادته من العلاج الموصوف له من الأطباء، وفي تفلته وعدم استجابته للعلاج وعدم التزامه بحمية مناسبة زيادة في المخاطر الناجمة عن مرض السكري، والتي تصل في مراحلها المتقدمّة إلى الوفاة.
كيف تمّ اكتشاف مرض السكري
يعتبر مرض السكري من الأمراض القديمة، وشخّصه ابن سينا قبل عشرة قرون، حيث كان يتعامل مع البول تبخيراً ليشخص من خلاله مريض السكر، ليعرف ما إذا كان هذا البول يتحول إلى مادة شرابية لزجة، أو يتحول لسكر أبيض، ثمّ توالت مراحل اكتشافه وتطوّرت ومن أهم هذه المراحل:
- العالم بوشاردت لاحظ وجود علاقة بين عدم كفاءة غدة البنكرياس على إفراز هرمون الإنسولين وبين مرض السكر، فالأخير من مسببات الأول.
- شُبّه مريض السكر بعد ذلك بميت الأحياء، حيث لا علاج له، والموت البطيء ينخر جسده.
- لاحظ العالم بوشاردت عام 1815م أنّ ثمة علاقة وثيقة بين مرض السكر وعدم كفاءة غدة البنكرياس على إفراز هرمون الإنسولين.
- العالمان مينوكوفسكي وجوزيف فون أجريا تجارباً على الكلاب المخدرة والتي نزع منها البنكرياس ليتأكدا من صحة العلاقة بين عطل البنكرياس ومرض السكري، وقد ظهرت أعراض السكري على الكلاب التي نزع منها البنكرياس، حيث كان الكلب المنزوع منه البنكرياس المريض يفرز ما يقارب أوقيتين من السكر يومياً في بوله، وارتفاع نسبة السكر في الدم، أمّا العالم مينوكوفسكي فقد وضع قطعاً من البنكرياس بعد تقطيعه، تحت جلد الكلاب التي نزعت منها البنكرياس، فلاحظ أنّها تعيش بشكل سليم وطبيعي من غير أن تظهر أعراض وعلامات لمرض السكري عليها، وبهذا تتضح الصلة الوثيقة بين مرض السكري وعطب وخلل البنكرياس.
- لغاية العام 1920م كان الأمر يختلط على الأطباء، فلا يستطيعون التفريق بين البول الحلو المذاق ودلالته على مرض السكري، والبول السكري المر الخادع في عدم دلالته على مرض السكري، مع احتمالية الإصابة بمرض السكري في كليهما، وتتشابه أعراض السكري في كليهما والبول السكري الخادع منها الشعور بالعطش الشديد.
- في عام 1921 تمّ اكتشاف الإنسولين ليدخل في علاج مرض السكر وتقليل آثاره، وقبل هذا التاريخ كان العلاج يقتصر على الحمية الغذائية، وذلك بالإقلال من تناول السكريّات والنشويّات التي تتحول لسكر جلوكوز بعد تكسرها.
الفرق بين مرض البول السكري والسكري الكاذب
ورغم التباس الأمر في كلا المرضين لتشابه بعض الأعراض كالشعور بالعطش في كليهما، إلا أنّ مرض البول السكري مرتبط بشكل قوي ومباشر بهرمون الإنسولين المسؤولة عن إفرازه غدة البنكرياس، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أنماط حياتنا المختلفة المتأثرة به، وعلى الدم كذلك متى ارتفعت نسبة سكر الجلوكوز فيه، أمّا مرض بول السكر الكاذب أو المائي، فأسبابه على ارتباط وثيق بهرمونات الغدة النخاميّة في الدماغ، وهرمونات الكلى، وقد فرّق الأطباء قديماً بين كليهما بتذوق بول المريض، فمتى وجدوه حلواً مذاقه، فهو بول سكري، وإن لم يكن كذلك فهو بول مائي، وبقوا على هذا النمط في تشخيص المرض، حتى اكتشاف محلول فهلنج حيث يسخن فيه البول، فيعطي راسباً أحمراً، وبحسب تركيز الحمرة يكون تركيز نسبة السكر في البول.
وظيفة الإنسولين
نقص الإنسولين وفقره واحتياجه في الدم هو من الأسباب المهمة في مرض السكر، حيث يغذي المخ والأعصاب وخلايا الجسم المختلفة بالسكر، ويتمّ أخذ الإنسولين لمرضى السكر على شكل حقن خاصّة.
أنواع مرض السكري
- النوع الأول: يعتمد على تعاطي الإنسولين في العلاج، وذلك لخلل في غدة البنكرياس وعدم إفرازها للإنسولين، فلا بد إذاً من تعويض الإنسولين الناقص .
- النوع الثاني: وهو نوع لا يعتمد على إفراز الإنسولين، وعندما يتعلق بالأشخاص البدينين، وبمن تقدم بهم العمر فوق الأربعين، ويمثل نسبة عالية في الانتشار على مستوى العالم، إذ إنّ نسبة 90% ممّن يعانون من مرض السكري على مستوى العالم هم من هذا الصنف، حيث إنّ نسبة عالية من البدينين لا يعانون من نقص إنتاج البنكرياس للإنسولين، وإنّما يعانون من عدم كفاية الإنسولين المنتج لديهم، لمقاومة خلايا الجسم له، وهذا المرض قد يظهر بشكل مباشر ودون أعراض تتقدمه، وقد يتحول للنوع الأول مع تقدم العمر ومرور الوقت، والنوع الثاني يكون علاجه بممارسة برنامج للتخسيس، والانتظام في تعاطي بعض أقراص الإنسولين.
مضاعفات مرض السكري ومخاطره
- تضاؤل الدورة الدمويّة في الجسم في الأطراف ويكون ذلك مصحوباً بزيادة الأزوت البوريا.
- الفشل الكلوي كنتيجة لزيادة الأزوت.
- ظهور جلطات متعددة.
- التهاب الأطراف، وخاصة القدمين.
- إصابة عدسة العين، وعدم تمييز المرضى بين الألوان ويكون هذا مع التقدم في العمر لمرضى السكري.
- إصابة شبكية العين بالانفصال أو النزيف.
- ارتفاع ضغط الدم والشعور بالعجز الجنسي.
- تعرض المريض لغيبوبات سكر متعددة لخفض السكر بالدم والدماغ.
توصيات هامّة لمرضى السكري
- ضرورة الانتظام في العلاج الموصوف من الطبيب المعالج.
- الانتظام في الفحص الدوري للسكري والضغط.
- مراقبة الوزن باستمرار والعمل على تخفيضه لمن يعانون من السمنة.
- التزام حمية غذائية مناسبة لمرضى السكر.
- الابتعاد عن مثيرات التوتر والانفعال الزائد.
- الحرص على أخذ قسط كافٍ من السوائل يوميّاً.
- الحرص على تناول الأغذية الصديقة لمريض السكر وذلك بعد استشارة الطبيب والمختصين في بالتغذية.
- عيش مريض السكر حياته كالمعتاد، دون خوف أو توتر أو قلق، وإن اشتهى شيئاً ممّا حمّي عنه، فليكن بقدر يسير جداً إشباعاً لرغبته.