كيف تستفيد من فوائد الأزمات !

عندما تحدث الأزمة، كيف يمكنك أن تستفيد منها، الأزمات لها فوائد، منها أنك أولا لابد أن تشكر الله عز وجل، لأن الأزمة جائتك في جزء من حياتك وليس في كل حياتك، بمعنى جائتك في مالك لكن دينك لازال كما هو مثلا، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان دائما يدعوا: اللهم لا تجعل مصيبتنا في دينناK فدينك لم يذهب لا زال دينك موجود، أولادك موجودين، زوجتك موجدودة، عملك موجود. أين هي المصيبة إذن؟ أين حصلت الكارثة؟ أين حصلت الأزمة؟ هل في مالك، مالك يعوض لكن الدين لا يعوض، هذه أول فائدة. الفائدة الثانية أنه ربما كان البلاء الذي أنت فيه، ربما كان الله عز وجل قادرا على أن يضاعفه لك، وبدل أن تخسر مبلغا ماليا معينا، كان من الممكن أن تخسر ثروتك كلها، وبدل أن تخسر وظيفتك ربما كنت ستخسر اثنين من أولاد. فالله عز وجل كان قادرا على أن يضاعف لك العذاب، لكن الله عز وجل كان رحيما بك، فجعلك تعمل حادثة بالسيارة فقط، كان من الممكن أن يجعلك تفقد حياتك لكنك فقدت فقط سيارتك، هذه من الفوائد التي يمكنك أن تسفيد منها. وأيضا من الفوائد التي من الممكن أن تستفيدها أنك تبدأ تشعر بنوع من الإطمئنان والرضا والصبر الحمد لله الحمد لله، قدر الله وماشاء فعل، هذا الكلام عند المصيبة يزيد من حسناتك فيكون عندك نوع من عدم التسخط وإنما نوع من الرضا، الرضا لله عز وجل بما حدث وأن الله عز وجل عمل الشيء الذي هو يريد أن ينبهك به، الناس اليوم في غفلة، فتأتي هذه المصائب فتذكرها. لما يأتيك شخص يقول لك فلان توفى فأنت عندما تذهب لتعزي وتنظر إلى الناس يجلسون في العزاء، فهو موقف صحيح، موقف محزن حقا، خصوصا عندما تذهب إلى الذفن وتنظر إليه وهو يدفن فأنت تبدأ تتعظ وتعرف أن الدنيا تهون وأن الأشياء التي أنت فيها إنما أنت في نعمة، وأنت عاجلا أم آجلا ستغادرها. أيضا تبدأ تقول لنفسك الحمد لله أنك لم تحرم من الدعاء، بعض الناس في الأزمات يحدث له انهيار عصبي أو صدمة أو ضغط فيموت، أنت لم تحرم من الدعاء أنت لازال لسانك يعمل، لسانك لا يزال يدعو الله ويقول اللهم لك الحمد، هذا اللسان الذي ينشغل بالذكر وبالدعاء نعمة من الله عز وجل، وأيضا أنت لن تحرم الأجر ما دمت صابرا لله عز وجل، هذا الصبر تعتبر حسنات تزداد وتتضاعف. وأيضا من الفوائد أن هذه المصيبة وهذه الكارثة لم تحدث لك في الآخرة وإنما حدثت لك في الدنيا، ولذلك في الأزمات أنت تستشعر النعمة التي كنت فيها، وتبدأ تدعو الله عز وجل أن يرزقك  الصبر في الأزمة التي أنت فيها، لأن الأزمة تبدأ كبيرة ثم تصغر وهكذا. لذلك هذا ما أدرنا أن نتحدث عنه بالضبط. ولذلك قالوا لو كان هنالك شيء يرد القدر لكان الدعاء، لهذا أنا أطلب منكم أن تكثروا من دعائكم لله عز وجل، وأنه مهمى حدث لكم في الدنيا من أزمات سواءا مالية، نفسية، صحية، وظائفية أسرية، مهمى يكن، اعرف أن هذا مقدر لك من الله عز وجل لم يكن ليخطئك لكن الله عز وجل لا يريدك أن تتعذب في الآخرة فأراد أن يخفف عنك، أراد أن يرفع من درجتك، فأصابك بهذه الأزمة حتى تكون صبورا وتأخذ درجات وحسنات أفضل بكثير من أنك تعذب بها في الآخرة، سأقول لك شيء يمكن أن يحصل لك، إما أن الله عز و جل يريد أن يسمع دعاءك فيرفع من مرتبتك في الدنيا، أو في مصيبة كارثة كانت ستقع لك، فبدعائك هذا جعل الكارثة تبتعد عنك، أو حفظ لك الله هذه الدعوة حتى يعطيك إياها يوم القيامة، لذلك يقولون يوم القيامة أن الإنسان الذي لم تستجب له دعاواته في الدنيا أن بسبب الخير الذي يأتيه في الآخرة يتمنى لو أنه لم تستجب له أية دعوة في الدنيا وإنما تبقى له كلها في الآخرة. الأزمات خير، نستفيد منها، نتعلم منها، لا نتهيبها. نشكر الله عز وجل على أنه وهبنا الدعاء لها، لكن هذه هي طبيعة الحياة التي نعيشها. أتمنى لكم حياة سعيدة خالية من الأزمات بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور سليمان العلي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى