قصة حفص عن عاصم
أنزل الله القرآن باللغة العربية على أمة العرب، وهداهم به، وضمن لهم حفظه من التحريف، والتزوير، والعبث البشري في ألفاظه، وترتيب كلماته؛ ولأهمية هذا، أنزله الله على سبعة أحرف بنفس الكلمات ؛ لكن تختلف الألفاظ باختلاف لهجات العرب؛ حتى لا يتغير المعنى من لهجة إلى أخرى؛ فيحدث التحريف، أيضاً فكان بأكثر من لهجة يفهمها جميع العرب، وبالتالي عدم الخروج عن نسقه، وتعاليمه أبداً.
ومن أشهر القراءات، التي تداولها العرب، والمسلمون في العالم، هي قراءة حفص، التي يرويها عنه حفص وشعبة، وما أريد في هذه المقالة، هو توضيح رواية حفص عن عاصم بشكل مستفيض؛ لأنها أشهر بكثير من رواية شعبة، وتنتشر هذه الرواية في بلاد الحرمين، وأرض الشام، وأجزاء من مصر، ودول العالم ، التي لا تتحدث العربية بأغلبية أكبر من مجموع الروايات من القراءات الأخرى.
– أولاً للتعريف عن الإمام حفص:
– فهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي البزاز نسبة لبيع البز أي “الثياب”، وكنيته أبو عمر.
– ولد سنة تسعين هـ – وأخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ” وكان ربيبه ” ابن زودته. والإمام عاصم: هو عاصم بن أبي النجود، وقيل اسم أبيه “عبدالله وكنيته أبو النجود”، واسم أم عاصم “بهدله”، ولذلك يقال له عاصم بن بهدله، وكنيته أبو بكر، وهو أسدي كوفي، وأحد القراء السبعة، وتابعي جليل وقرأ عاصم على أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير، وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن حباشة الأسدي، وعلى أبي عمرو سعد بن الباس الشيباني . وقرأ هؤلاء على عبدالله بن مسعود، وقرأ زر والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما -، وقرأ السلمي أيضاً على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرأ (ابن مسعود، وعثمان، وعلي، وزيد) على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وعن سند القراءة، فإن الرواية مروية عن حفص عن عاصم عن عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتمتاز هذه الرواية بفصاحة الكلمات بلغة قريش، أو اللغة العربية العدنانية، وهي بسيطة، وتحتكم إلى قواعد النحو المعروفة، وألفاظها قريبة من جميع ألفاظ العرب يفهمها جميع العرب؛ لأنها لغة قريش أوسط العرب نسباً وقد خالطهم جميع العرب،ن بالحج إليهم أكثر من مرة، وفيها اختلافات في اللفظات، أو اللهجات في القراءة عند شعبة، وورش، الروايتان الأشهر بعد حفص عن عاصم.
من الاختلافات بينها وبين ورش، قوله تعالى في سورة الفاتحة : “مالك يوم الدين”. ووردت عند ورش بلفظة: “ملك يوم الدين”.
ومن الاختلافات أيضاً أن مد الإمام ورش أطول من مد الإمام حفص في التلاوة حيث يكون مد حفص 2حركتين للمنفصل أما ورش فيجب المد 4-6 حركات في ذلك