قصائد عن الصديق الوفي
محتويات المقال
الصداقة
الصداقة هي النصف الثاني للإنسان، وفي زحمة العالم لا نستطيع العَيش إلاّ مع صَديق نعيش معه الأيام بحلوها ومُرّها، يُخفف آلامَنا وهُمومنا، ويُعيننا على الخير وينصحنا إذا قصّرنا.
شعر عن الصديق الوفي
- صديقي إللي يوم ضيقي تضايق
إللي يشاركني هُمومي وضيقي
تحاول إسعادي بشتَ الطرايق
تشيل كل شي وقف في طريقي
هذه الصديقه إللي له الاسم لا يقال
أصل الوفي من معدن أصلي حقيقي
أما صديقي لا صار رايقه ما يَستحق
أنها تسمى صديقة..
- أنا في خاطري كلمة ولاني قادر أخفيها
يقولون الزمن غادر وأنا أقول الزمن وافي
يقولون الصداقة سنين تبعدها وتدنيها
وأقول إن القلوب أقوى ما بين إحساسه وإحساسي
صداقة ترم خلتني مع رقه مَعانيها
كتبت من الوفا قصه أدونها بتجرافي
ألا كل الحلى منهو بهالدنيا يوازيها
صديقه لا قسى وقتي وغدى بي الدهر جافي
عسى الله بالفرح يملى حياته وكل أمانيها
بفضل الله يحققها ويبقى قلبها صافي
وعسى المولى يخليها لعين دوم ترجيها
وتبقى بيننا الصحبه على مر الزمن كافي
وصلاة الله على طه عدد ما نادى ناديها
في يوم الضيق يوم العبد يلجى ربنا حافي
- الصداقة كنز معناها جميل
من مَلَكها أشهد أنه مَلك
تعرف أوصافك من أوصاف الخليل
والصديق أحيان أقرب من هَلك
من كلام المُصطفى سقنا الدليل
الجليس إثنين واحدهم هلِك
حامل المسك طبّن للعليل
صاحب ٍ للخير بدروبه سلك
لو تحس بضيق للضيقة يزيل
لو تغيب شوي عن الحال سألك
والجليس السوء النذل الرذيل
نافخ الكير من الكير شعلك
ما يعين بخير خيره مستحيل
ما وراه إحسان يجهل بجهلك
لو تمر بسوء دور لك بديل
خاينن ماشال هم ٍ لزعلك
الفضل لله والشكر الجزيل
يا فؤادي خير من المولى شملك
البداية عين وآخرها سبيل
والوسط إبرة وفكر بمهلك
- يا هجسي بالله زف التحية
زف التحية كلها فل وزهار
شقيق غالي رتبته معتلية
رتبت غلا مني له أعز تذكار
القلب له مسكن بحاره سوية
والرأس لو يَطلب باسويه له الدار
صاحب بيعرف قدرها والهوية
ماهو بصاحب صحبته كلها سحار
فيه الكرم والقبيله مَعنوية
زادت على الناس ما تقدر بلا متار
دام فيك العِز غرسه ثرية
صانك الرحمن من كل غدار
فيك الصفات كنه عقيده ونية
فريد المزايا هازمً كل الأحرار
ماهو بقول أكتبه وما هي قضية
مليح يذكر دائماً غصب الأشرار
خذ التهاني من خوك وجمع سرية
سريت المذكور قائد ومغوار
بانختم الشعر بالصلاة الرضية
للمصطفى ياسعد من حج إلى بيته وزار
- ماذا أكتب عن الصداقه فإنها أساس الكمال
وماذا أكتب عن الأخوه في الله
فإنها كنز من الجمال
وماذا أكتب عن الوفاء
فإنه عمل الأبطال
وماذا أكتب عن الإخلاص
فإنه من شمول الأجمال
وماذا أكتب عن الحب
فإنه تعبير عن الحال
وماذا أكتب عن التسامح
فإنه طريق إلى الوِصال
وماذا أكتب عن الجمال
فإنه موجود بلا احتمال
وماذا وماذا فهل هناك من
يُجيبني على هذا السؤال
- دموع القلب ما أقسى وما أشقى معانيها
أخي في الله أنقذني سواد العين يغشيها
أنا الأحزان ما دامت أنا العبسات أحييها
على الجدران أكتبها بصمت الروح أبنيها
شغاف القلب مكلوماً يئن شفاء مدميها
ألم تسمعه يبتهل إلى الله ليحميها
أيا نورٌ إذا ما الزهر شاهدها لَيغبطها
وضاع الشدو إذ يسمع أغانيها
يخط البشر مبسمها ليرسمها
لها حبي لها عمري إله الكون خلّيها
- الصداقة..أسمى حُب في الوجود
الصديقة..كنز ما يفنى أبد
الصديقة..رمز للحب الخلود
حب طاهر..لا نفاق ولا حَسد
الصداقة..كون ماله من حدود
الصداقة..دار عيشتها سعد
الصداقه..مالها شرط وبنود
الصداقه..ساسها (صون العهد)
الصداقه..مُبتداها يا ودود
إحترام الود..وعِشره للأبد
- غريبة حيل هالدنيا تفرقنا بدون شعور
ولا ترحم ولا تعطف ولا تقدر صداقتنا
صحيح أن الزمن دوّار وأيام الزّمان تدور
صحيح أن الوداع صعب وهو أعظم مصايبنا
توادعنا، وتفارقنا، ومشينا جنب ذاك السور
جميلة أيامنا كانت سعادتنا وشقاوتنا
أحد ينسى هذاك الصووت المعروف والمشهور
يصبحنا بتهزيئه ويقول: اسمعوا إذاعتنا
وعشان نعصي أوامرهم كنا نأخر الطابور
ونتفلسف وتقهرهم ونجاوبهم بضحكتنا
وتبدأ الحصه الأولى ويجينا المدرس المغرور
نحاول نحرق أعصابه بما تحمله خبرتنا
ويجينا الثاني بوجهه مُبتسم مَسرور
ونقلب ضحكته همّ وهاذي هي عادتنا..
ننسى المُدرّس والحصة نجاوب ننصب الجرور
نزيد الطين بلّه ونستعبط بإجابتنا
نسولف بأول الحصة نكتب والقلم مكسور
نموّه للمُدرّس ما درى وشهي كتابتنا
نشاغب نزعج ونضحك ولكن قلبنا عصفور
نسامح غلطة الثاني لجل خاطر برائتنا
أصدقاء يوفقكم إلهي الواحد المشكور
إذا ضاقت بنا الدنيا يساعدنا بمصيبتنا
أصدقاء هاذيك أيام راحت والسنين شهور
فمان الله ولا تنسون مَحبتنا وأخوتنا
- إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده
ويظهر سراً كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذ لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
- أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ
وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ
وَلَكِنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ
سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ
فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ
- ما يعرف الخوه ياكود إلا صاحيب..
الاي يحفضون الصداقة أمانة..
شرواكم هم أهل الوفاء والمواجيب..
وإلا الردي دايم طويل لسانه..
ومن لا يعرف العيب ماهمّه العيب..
حتى لون العيب يلحق إخوانه..
وعود البخور ليحترق ريحته طيب..
وطيب الرجل بالمرجله والشهامة..
وبعض العرب زلات هرجه عذاريب..
وبعض العرب زلات هرجه ميانة..
وأكثر مثل يطري علي قبل لا غيب..
ترا الخوي يا ناس مثل الأمانة..
قصائد عن الصديق الوفي
من الصقائد التي قيلت في الصديق، اخترنا لكم ما يأتي:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
محمود سامي البارودي
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ
وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ
من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ
فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
إلى صديق
إيليا أبو ماضي
يا من قربت من الفؤاد
وأنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من
شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما
يهوى أخو الظمأ الورود
و تصدّني عنك النوى
وأصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي
جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ
وكأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك ولا يلام
إذا شكى العاني القيود
دهراً بليدا ما ينيل
وداده إلاّ بليد
ومعاشراً ما فيهم
إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج
عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة
غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى
عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود
فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال
عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم
ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره
أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه
يفدي اللجين من الوفود
ويخاف من أضيافه
خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد
من الرجال ولا يفيد
وأرى عديم النفع إنّ
وجوده ضرر الوجود
حبّذا حشمة الصديق
ابن الرومي
حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما
حَجَزتْ بينه وبين العقوقِ
حين لا حبَّذا انبساطٌ يؤدّيـ
ـه إلى بخسِ واجباتِ الحقوقِ
وُكِّلتْ حاجتي إليك فأضحت
وهي مني بموضع العَيوقِ
وجعلت الصديق أولى بأن يلـ
ـغى ويرضى بخلَّبات البروقِ
أحمدُ اللَّه ما وردتُ من الإِخ
وان غير المُكدِّر المطروق
وإلى اللَّه أشتكي أن ودِّي
ليس ممن ودِدتُ بالمرزوق
مِقتي غيرَ وامقٍ تقرعُ القلـ
ـب فطوبى لوامقٍ موموق
كم ترى لي ذخيرة ً عند خِلٍّ
سقطت من جِرابه المخروق
أيها المعشرُ الهداة إلى الرُشـ
ـدِ أبينوا لنا بيان الصَّدوق
أين مَنْجاتُنا إذا ما لقينا
من مُسيغ الشجا شجا في الحلوق.
الصديق
حميد العقابي
كـانَ جـالـســاً أمـامـي بـوجـهـهِ الـكـئـيـبِ وعــودهِ الـنـاحــلِ
يـبـتـســمُ إذ أبـتـســمُ ويـعـبـسُ إذ أعـبــسُ
أتـذكـرُ أنـي رأيـتـهُ
مــرةٍ حـيـنـمـا كنــّـا صـلصـالاً فـي شـرفـاتِ قـصــرِ الـلـهِ
ومــرةً أخــرى فــي جـهـنـم
لـمـاذا اخـتـارنــي مـن بـيـن كـلّ هؤلاءِْ الـجـالـسـيـن؟
ولـمـاذا لـم يـذهـبْ مـع مُـحـبـي الـكـرة لـمشـاهـدة الـتلـفـزيـون؟
أراهُ غـريـبــاً
يـنـفـضُ عـن رأســهِ أفـكــاراً كـتـرابِ الـقـبــرِ
أقــرأُ فـي وجـهـهِ
ثـلاثـيـنَ عـامـاً مـن الـحـيـرةِ
ثـلاثـيـنَ عـامـاً مـن الـرحيـل إلـى مـدنِ الـحـلـمِ الـمـغـلـقـة
ثـلاثـيـنَ عـامـاً مـن الـسـهــر
يـقــرأُ كـتـابــي
ويـرتــدي كـفــنــاً
لـمـاذا غـامـت عـيـنـاهُ حـيـن رآنـي أغـازلُ تـلـك الـشـقـراء؟
هـل يـشـعـرُ بـالـغـيــرةِ ؟
ــ أكــرهــكَ
يـضـحـكُ ويـتـمـتـمُ بـكـلـمـاتٍ لا أسـمـعـهـا
والآن سـأتـركــهُ يـمـارسُ الـلـعـبـةَ وحــدهُ
ولـكـن حـيـن خـرجـتُ
تـذكـرتُ بـأنـي نـسـيـتــهُ
فـعــدتُ
وجــدتـهُ يـبـحـث عنــي
بـوجـهــهِ الـكـئـيـبِ
وعــودهِ الـنــاحــل.