فوائد المد والجزر
محتويات المقال
المدّ والجزر
المدّ والجزر ظاهرتان متصلتان تحدثان لمياه البحار والمُحيطات طبيعياً، وإن بدأنا من وصف مرحلة المدّ فهو ارتفاع تدريجي بطيء نسبياً، يحدث لمستوى سطح الماء، يتبعها مرحلة الجزر فتنخفض مستويات الماء تدريجياً مع مرور الوقت. وينتج المدُّ والجزّر عن محصلة قوّة جذب كل من القمر والشمس للأرض، فيسمى المدّ الناتج عن الشمس بالمد الشمسي (solar tide) والمد الناتج عن جاذبية القمر تسمى المدّ القمري (Lunar tide)، وتؤثر أيضاً حركة الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس، فعن الأولى تسمى قوى الطرد المركزي.
ويحدث المدّ والجز غالباً مرتين باليوم، وهما ثابتان تقريباً كما وقت الشروق والغروب، ويمكن تحديد وقت المدّ والجزر وأحيانا التحذير منه للمصطافين، فيبلغ المدّ نقطة الأوج (أعلى مستويات الماء) مرتين يومياً، ويبلغ الجزر نقطة الحضيض (أخفض مستويات الماء) مرتين أيضاً يومياً، بعض الأماكن يحدث فيها مد وجزر واحد باليوم.
كيفيَّة حدوث المدّ والجزر
يحدث المدّ والجزر نتيجة جذب القمر والشمس للأرض، وتكون قوّة جذب القمر للأرض أكبر، بغض النظر عن حجم القمر بالنسبة للشمس، فالمسافة تلعبُ دوراً مهماً هنا، ولقرب القمر تكون قوة جذبه أكبر، لذلك كثيراً ما تسمع أنّ القمر هو سبب حدوث ظاهرتيّ المدّ والجزر مع أنه السبب محصلة قوى الجذب للشمس والقمر. ونتيجة دوران الأرض حول نفسها فتتكرر ظاهرة المدّ والجزر مرة كل اثنيّ عشر ساعة (كل نصف يوم)، وفي بعض الأماكن تتكرر كل 6 ساعات كالبصرة مثلا وشط العرب أي تتكرر أربع مرات يومياً، ويُلاحظ أنّ المدّ والجزر يبلغان أقصى ارتفاع وأقصى انخفاض عند ظهور البدر وعند إختفاء القمر تماماً (ليلة المُحاق)، ولا يرتفع المدّ في باقي الليالي أكثر إلا في أيام الكسوف، وفي الأسبوعين الأوّل والثالث يكون المدّ في أقل مستوياته.
أهمية المدّ والجزر
عبر مرّ التاريخ كان للمدّ والجزر فوائد كثيرة، فحركة الأمواج تؤدي إلى تحرك الماء في البحر وبالتالي التخلص من الشوائب التي تقع على الشواطئ (في الماء الضحلة) ومصبات الأنهار والموانئ، وبالأمواج العالية (المد) تدخل السفن الموانيء بسهولة، مع أن المدّ العالي يكون خطراً في المَضائق الضيقة، وقد استخدمت ظاهرة المدّ والجزر أيضاً في طحن الحبوب، فبنيت الطواحين على شواطئ البحار والأنهار، ومن الأماكن الشاهدة على هذا النموذج شمال فرنسا على شاطئ بيرتاني منذ القرن الثاني عشر للميلاد.
والآن في هذا العصر يستفاد من ظاهرة المدّ والجزر في توليد الطاقة، بحيث تتولد الطاقة النظيفة (صديقة للبيئة) من تحريك الماء لمولدات الطاقة، فهي طاقة متجددة لا تنفذ ما دام المسبّب (الشمس والقمر والحركة) موجوداً، ونتج عن استخدام طاقة المدّ والجزر تخفيف الحمل عن المحطات الحرارية، والتقليل من الانبعاثات الضارة للبيئة، وتقليل التكلفة الإجمالية لفاتورة الطاقة العالمية.