عدد الصحابة
محتويات المقال
الصحابة
بين النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف أن خير قرون الأمة هم قرنه من الرجال والنساء والغلمان، الذين وقفوا يدافعون عن الدعوة الإسلامية منذ أن أخرجت للناس، ووقفوا مع النبي الكريم في السراء والضراء وبذلوا أرواحهم وأموالهم وأعز ما لديهم في سبيل نصرة الإسلام وإعلاء كلمته، وقد سمي هذا الجيل العظيم بجيل الصحابة، فما هو سبب تسميتهم بالصحابة ؟ وما هو تعريف الصحابي عند العلماء ؟ وما هي صفاتهم ؟ وكم بلغ عددهم ؟
سبب تسميتهم بالصحابة
سمي الرجال والنساء والغلمان بالصحابة لأنهم صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام وآمنوا بدعوته، ورافقوه في السراء والضراء، والعسر واليسر، وهم الذين سمعوا من رسول الله وتلقوا عنه العلم، والفقه، والعمل، كما رووا عنه الأحاديث الشريفة التي تناقلتها الأجيال، ودوّنها العلماء ودرسوها ومحصوها حتى أخرجوا للناس تراثاً نبوياً اعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي واستنباط الأحكام.
تعريف الصحابي
عرّف العلماء المسلمون الصحابة تعريفات مختلفة، ومنها أن الصحابي هو كل من لقي النبي عليه الصلاة والسلام وآمن به، ثم توفي على الإسلام، ووفق هذا التعريف لا تشترط الرؤية من قبل الصحابي للنبي أو السماع منه أو الجلوس معه، وكذلك يدخل في هذا التعرف من ارتد عن الإسلام ثم آمن بعد الكفر.
صفات الصحابة
يتصف صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام بصفات التقوى والورع والعدالة وملازمة كل الفضائل الحسنة، والأخلاق الكريمة، والتميز بها، فقد كانوا مدرسة النبي الكريم بحق حينما اتخذوه قدوة لهم وأسوة في كل شيء، وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم أشداء على الكفار وقد ظهر ذلك في معاركهم وغزواتهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
كما كانوا رحماء بينهم يعطف كبيرهم على صغيرهم، ويكفل غنيهم فقيرهم ويتيمهم في صور رائعة من صورة التكافل والتراحم الإنساني، وهم كذلك كانوا يبتغون من أعمالهم رضوان الله وفضله، ويمضون أيامهم ولياليهم في الطاعات واغتنام الخيرات ركّعاً سجّداً يعلو محياهم سمت الإيمان والتقوى، فيعرفهم الناس بسيماهم من أثر الخضوع والسجود لله تعالى.
عدد الصحابة
ذكر عدد من العلماء المسلمين ومنهم الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي، الذي يعتبر شيخاً للإمام مسلم أن عدد الصحابة بلغ مائة وأربعة عشر صحابياً، ومنهم من رأى أن عددهم بلغ مائة وأربعة وعشرين ألفاً ومنهم الإمام السيوطي، وفي كل الأحوال يبدو العدد منطقيا بسبب رواية تتحدث عن أن عدد المسلمين يوم غزوة تبوك بلغ ثلاثين ألفاً، ولم يتخلف في هذه الغزوة إلا ثلاث، ويضاف إلى هذا العدد نساء الصحابة ومن كان في الأعراب والبوادي والأماكن المقفرة.