عبارات للحبيب

لا أشك بنظراتي التي ترسل إلى عقلي ذبذبات في طلب التعرف عليك .. غريب أنت و الغريب جلستك هذه على مقعدك الذي لا تتحرك منه إلا رافعا جسدك عاليا لتظهر لي قوتك . لماذا حاولت فعل ذلك أمامي كثيرا، لِمَ هرولت عائدا إلى طاولتك . أ تخاف أن يأتي آخرون ليأخذوها منك ،و أنت المستأسد في مكانك في هذه الساحة من البشر المتنوعة الأعراق و الأعمار ، أو تخاف أن أترك المكان و أبتعد قبل أن تلملم ملامحي في عينيك لتحتفظ بذكرى أنثى أرادت سبر أغوارك و كأنك تمثال رمسيس مل الناس منه لأنهم لم يفهموا حقيقته ، و هو واقفا أمامهم سنوات عدة يدعوهم للتحرير وهم بصمت حتى قامت الأمة ولم تقعد ،و ليتها قعدت على كرسيك لتهدأ . أخبرني من يعبأ بك غيري و أنا القطة الفضولية التي أسعى لألتقاط الغرائب التي تستهوي مخيلتي .

جلست في مكان أرادت لي الصدفة أن تقدم لي كرسيا لأجلس عليه عن قرب منك لأراقبك على مهل . فلو كنت أستخدمت خططا لأحصل عليه لما نجحت بعدما ظللت للأوقات أراقبك من بعد . و كانت تلك الفرصة التي حاولت أغتنامها ، و كأنني سأبحر في بحر الظلمات لتظهر لي أن الأرض كروية ، وأنا من كنت أتوقع أن العالم لا يخلو إلا من عاشق سطر في عمق فؤادي . ألحظ سكناتك و حركاتك بل وتقاسيم وجهك، و منحنيات نحتها الزمن تحت عينيك ، أو ما بين ثغرك الجاف من قبلات أنثى أشتهت أن تروي شفتيها منك.

تجلس و تشعرني و كأنك لا تراني و توهمني أنك تملأ عينيك من حضور الصبايا المغنجات . تحاول أن تغض بصرك محركا أياه في أتجاه بعيد ،و كأنك تراقب المدى الواسع من بحر ينتظر سفينته لتشرع عليها فتركب عليها همومك الحبيسة في مقعدك . أفتح دفتر عقلي فأدون تاريخ حروبك و كم من دماء أرقتها بيديك الخشنة التي ملت من استخدامك للقلم لتطرق مفاتيح السر لتفتح بها أبواب الدنيا ،و لتكتب ما تشاء من نغمات تتراقص في فكرك . لازلت لي قارة معروفة لم أكتشف بعد أدغالها ولا أعلم اسمها و لا أعلم أين هي على الخريطة ، سوى أني أدرسها كما يفعل الرحال القديم الذي يستخدم فراسته لأكتشاف سر الكون .

لا تتوقع أني سأغرم بك فقلبي محصنا من هذيان العشق بل أني أراه موضة قديمة لم تعد تليق بي . قد أكتب عنك قصة كما حصل معي سابقا ، حين وجدت ابنة الريح جالسة خلف مكتب صغير تكتب بقلق و عيناها البنيتان تشع انعكاسا من النور ، حينها قلت أنني وجدت فتاتي و عجزت عن القصة حتى وجدت الرجل الذي عكس نور عينيها ،فكتبت منها قصة أبكت الجميع . لم يبق لي إلا أن أجد لك تلك الأنثى التي تجعلك تقفز من كرسيك و تهجر مكانك المعتاد ،فتلحق بها فتنسى حولك وتغير عادتك لتجلس أمام البحر عاشقا تفكر بها ، فتقذف بكرسيك الذي يحبسك بين يديه ، لتتحرك فتحترق شوق و كبرياء لا يضاهيه موج عالي في محيط تتقاذفه الرياح .

كلماتك تلامس واقع يخلو من الخيال تماما ولربما لامست جراحا غائرة ألمت بنبضات قلبه ولم يحسسها سواكِ وربما فعلا غرق في حقيقة حروفكِ وأصبح أسيرا لكِ

أخبرتني ذات يوم: لو أنني أرى فيك ذلك الرجل الذي أحببت‘ فرحة العيد كما أطلق عليه دائما “جدي”

وأذكر أيضا أنني أجبت: أنت تشبهه كثيرا لكن هناك ما يميزه عنگ خاصة أن العيد أصبح مأساتي بعد رحيله..

لكن حبيبي وقرة عيني

اليوم أخبرگ: أن العيد يهنئني فيگ ويبارگ لي حضورك وأبديتگ بأعماقي..

اليوم أخبرگ: أن ما مضى من أيامي دونگ كان كطفل عاصر لحظات المخاض ومنذ ولادته فارق أمه حتى أنه لم ينعم بلسمتها أو حتى رائحتها.. كان كبصير لا يفقه الجمال ومتحدث لا يقوى على الكلام .. كنت تنقصه دائما.. كان لا يزال ذالك السواد المحير يزورني إلا أن المطبب الوحيد ورفيقي المخلص كان “جدي”..

شعوري بالفقد هذه اللحظة يحفه البياض وملامح فاتنه بهيجه تمثلگ أنت وحدگ..

هذا العيد/ لونه أنت، مذاقه أنت، ضوضائه أنت، أصوات الفرح فيه أنت، حتى التبسم والقبلات والتصافح والتسامح والأخبار السارة فيه أنت..

أنت عيدي .. وكل ما تبقى من عمري لگ ..

هكذا.. جدي لم يتركني بل ظل بوفائه وسيبقى بي يسكنني وأذكره فيگ ..

أحبگ وأموت عشقالگ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى