ضوء القمر
لقد سلب القمر المنير عقول و ألباب الناس على اختلاف أجناسهم و أعراقهم و لغاتهم و ثقافاتهم، فقد كان القمر الذي يطل كل ليلة على الأرض مبعث الفرح و السرور عند كل من ينظر إليه وكل من يتأمل فيه، كما أن القمر مصدر الهدوء و الجمال في آن واحد، و قد تغنى الناس بهذا الجرم السماوي، بسبب جماله ليلا و خصوصاً و هو على هيئة البدر، فعندما يكون القمر على هيئة البدر يكون الضوء الصادر منه و الذي هو أساساً معكوس عن أشعة الشمس التي تسقط عليه، و من هنا كان البدر مضرباً للأمثال في الحسن والجمال اللامتناهي، ففي الثقافة العربية يقال عمن وهبه الله ضحكة جميلة و وجهاً تقاسيمه مريحة وجميلة، يقال عنه وجهه مثل البدر عندما يضحك، فالقمر هو من أكثر الأجرام السماوية التي كانت ولا زالت مرتبطة بالناس ارتباطاً وثيقا، مع كل ما شهدته المدن من تطورات وتغطية أضوائها على ضوء القمر إلا أنه وعلى الرغم من ذلك يبقى تألق القمر في السماء وسط النجوم له سحره الخاص الذي يجذب الناس، فبعض الناس يهربون من ضوضاء المدن ويخيمون في المناطق الخارجية كالصحارى و الغابات فقط لرؤية و مسامرة القمر وضوئه، خصوصاً عندما يكون في طور البدر كما أسلفنا.
و من الظواهر العلمية التي يظهر فيها القمر بحلة أخرى جميلة هي ظاهرة القمر العملاق، حيث أن هذه الظاهرة تحدث عندما يتفق موعد اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة إلى سطح الأرض في رحلة دورانه حول الأرض، و هذا يجعله يبدو في صورة أكبر من المعتاد. فأول من أطلق هذه التسمية على هذه الظاهرة هو ريتشارد نول في العام 1979 ميلادية، يكون القمر خلال حدوث هذه الظاهرة و خلال و مروره بأقر نقطة على الأرض في مداره حولها يكون أكبر بنسبة قد تصل إلى حوالي 14 % من صورته المعتادة التي يظهر عليها، في الحين الذي يكون الضوء الصادر عنه أشد بنسة 30 % من نسبة الضوء المعتادة.
في اللغة العربية يطلق اسم القمراء على الضوء الذي يصل إلى الأرض من القمر، كما أن هناك مترادفات لكلمة ضوء وهي السنا والبريق والشعاع والنور والرفعة، ويقال في لغتنا الحبيبة ” امتحق القمر ” أي دخل في طور المحاق، ويقال أيضا بدر القمر أي دخل في طور البدر واكتمل أي أصبح كاملاً.