شولا كوهين لؤلؤة الشر و أخطر السيدات في تاريخ الجاسوسية

المرأة التي يمكنها أن ترتقي بوطنها و تقوده إلى الإصلاح و تكون حمامة السلام في العالم يمكنها أيضاً أن تسبب في الخراب و تكون مصدر الشر على الكثير من الناس و لذلك قال الله تعالي  (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فهي لديها ما كفي من الذكاء و الدهاء لكي تنشر السلام أو تتسبب في إقامة الحروب و الدمار ، و لقد تحدثنا أكثر من مرة عن جاسوسة عملت لصالح إسرائيل و هنا نتوقف لحظات أمام سؤال محير كثيراً لماذا المرأة على وجه أخص هل كان يعلم الكيان الصهيوني تماماً أن المرأة أقوي سلاح يمكن له استخدامه ، من المؤكد أنهم كانوا يعلمون هذا تماماً ، و الجاسوسة التي سوف نتحدث عنها اليوم تعد أخطر جاسوسة إسرائيلية عرفها الشرق الأوسط حيث أنها تمكنت من خلال عملها من الوصول إلى مراكز القرار ونسج علاقات مع شخصيات سياسية هامة جداً، و كانت قادرة على الحصول على معلومات في غاية الأهمية تخص سوريا و لبنان ، و لذلك أطلق عليها الموساد لقب لؤلؤة الموساد ، و بالنسبة لنا هي لؤلؤة الشر ، و نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نتناول معاً السيرة الذاتية لها و سوف نخبركم بما فعلته و ما هي النهاية لها تابع معنا .

تاريخ الميلاد : ولدت في عام (1917) .

محل الميلاد : بوينس آيرس، الأرجنتين .

النشأة : كما ذكرنا من قبل أنها يهودية ولدت في الأرجنتين و انتقلت مع عائلتها إلى عدة دول من بينهم العراق ثم إلى فلسطين و عاشت مع عائلتها في القدس ثم بعد ذلك أصبحت حياتها الأسرية في انهيار كامل و شاهدت حوادث مأساوية حيث قتل أخيها و والدها في انفجار عبوة ناسفة في عملية فدائية قام بها بعض الفلسطينيين من أجل الدفاع عن أرضيهم المحتلة و كانت شولا في هذا الوقت مازلت شابة صغيرة و لكن لم تتوقف المشاكل في حياة شولا عند هذا الحد حيث أن بعد عام واحد فقط من موت شقيقيها و والدها توفيت والدتها ،و بعد فترة تركها شقيقها الأكبر و تخلى عنها تماماً لتصبح وحيدة ، حاولت أن تجد حبيب فما بعد و تعرفت على شاب إسرائيلي يدعى ” عازار ” و لكن الصهيون كانوا دائماً يسعون إلى اغتصاب الأراضي الفلسطينية و عندما كان حبيبها يقوم باغتصاب الأراضي تم قتله و هنا شعرت شولا بكره شديد نحو العرب و لكنها لم تدرك أن كل شخص كان قريب لها و تم قتله هو الذي بدأ بالاعتداء على حقهم و ما فعلوه كان مجرد دفاع عن النفس .

بداية عملها في الموساد : بحثت شولا كثيراً عن عمل حتى تتمكن من الأنفاق على نفسها و في النهاية وجدت عمل في عيادة في شارع “تساهالون هاروفيم”، في “تل أبيب” و جمالها الباهر هو ما ساعدها في الحصول على العمل و خلال عملها بهذه الوظيفة تعرفت على ضابط إسرائيلي يعمل بالموساد و تكونت بينهم علاقة وثيقة حيث أنه وجد فيها جميع المؤهلات التي تجعلها جاسوسة ماهرة و بالطبع بعد ما أعطها الكثير من المال و الهدايا صرح لها أنه يريد تجنديها لصالح الموساد و وعدها بالحياة التي تحلم بها أي فتاة في عمرها و لذلك لم تتردد شولا في القبول و بالفعل بدأت عملها في عالم الجاسوسية و خلال تدريبها أبهرت الجميع بذكائها و جمالها و لذلك وجد الموساد أن أفضل عمل لها هو جذب رجال كبار الجيش و المجتمع فتم تعلميها اللغة الإنجليزية و الأتيكيت و بعد فترة وجيزة أصبحت شولا امرأة قادرة على الإيقاع بأي رجل في العالم .

صورة إلى شولا كوهين في شبابها

عمل شولا كوهين في بيروت : أنتقلت شولا إلى بيروت و هناك بدأت أول مهمة لها حيث أمتلكت هناك شقة فخمة جداً و انتحلت شخصية مندوبة لإحدى الشركات السياحية الأوروبية، جاءت للبحث عن وكلاء لها في لبنان و بدأت بتكوين علاقات مع أكبر موظفي الدولة و أصبح صالون منزلها المكان المفضل إلى عليا القوم من رجال السياسية و رجال الجيش و رجال الأعمال الذين يتحكمون بأمور المال و الأقتصاد و نساء تبحث عن الشهرة و المال و أستطعت معرفة الكثير من المعلومات الأمنية و السياسية و الأقتصادية التي تخص لبنان و أيضاً كانت قادرة على تجنيد الكثيرون  و كل هذا من خلال الفتيات الجميلات الذين عملوا لديها فكانت كل واحدة منهما لديها ما يكفي من جمال يسحر أقوى الرجال، كما أنها أيضاً ساعدت في إنشاء الشبكة التي تأسست من أجل تهجير يهود لبنانيين ويهود عرب إلى إسرائيل عبر الممرات الجبلية اللبنانية.

حياتها الشخصية : كان يجب على شولا أن تتزوج حتى لا تلفت الأنظار فتزوجت من رجل يهودي لبناني يدعى جوزيف كيشيك و كان هذا الرجل تاجر ثري و شهير جداً  ، و أنجبت منه أبنها إسحاق لـِڤنون الذي شغل فما بعد منصب سفير إسرائيل في القاهرة من نوفمبر 2009 حتى ديسمبر 2011 ، و بعد الزواج استمرت في عملها و قامت بزرع أحدث أجهزة التصنت في هذا الوقت بمنزلها من أجل تسجيل كل ما يدور من مقابلات و أحاديث للشخصيات الرفيعة التي تتردد على المنزل .

إسحاق لـِڤنون

القبض على شولا كوهين : في عام (1962) و بعد أربعة عشر عاماً ألحقت فيهم شولا الضرر بالبنان كما أنها أيضاً تمكنت من تخريب أقتصاد لبنان تم كشف أمرها بالصدفة ، عندما كانت الحكومة بالبنان تحقق في عملية تزوير طوابع بريدية فتوصلت التحقيقات إلى اسم رجل للبناني يدعى محمود عوض و تم وضعه تحت الرقابة و عند مراقبته تبين أنه على صلة بسيدة تدعى شولا كوهين و لذلك تم مراقبة هاتف شولا كوهين ثم اكتشفت الأجهزة الأمنية شيء غريب جداً و هو أن أغلب أتصالات شولا مشفرة و لذلك الأمر زاد الشكوك حولها مما دفع أجهزة الأمن إلى وضع أجهزة تصنت بمنزلها و في أقل من شهر فضح أمرها فدهمت الشرطة منزلها و تم القبض عليها  و حكم عليها بالأعدام .

أطلاق سراح شولا كوهين و تكريمها : عرفت إسرائيل بحمايتها إلى عملائها المخلصين لذلك كان لا يمكن أن تترك واحدة مثل شولا كوهين بكل ما قدمته من خدمات إليها ، فأرسلت أكبر و أشهر المحامين للدفاع عنها حتى تم تخفيف عقوبتها إلى السجن لمدة عشرون عاماً ، و لكن بالطبع ليس هذا ما تريده إسرئيل لذلك اتصلت الحكومة الإسرائيلية بلجنة مراقبة الهدنة التي تعمل على الحدود بين البلدين منذ عام 1949، وطلبت تدخلها لدى الحكومة اللبنانية للبحث في إطلاق سراح شولا مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين العسكريين لديهم ، و بالفعل تمت عملية التبادل و تم الإفراج عنها ، و بالطبع تم تكريمها بعد ذلك من قبل الموساد الاسرائيلي وكبار المسؤولين في اسرائيل .

وفتها : توفيت شولا كوهين في اليوم الحادي و العشرون من مايو لعام (2017) عن عمر يناهز المائة عام بعد ما عاشت حياة مرفهة و كريمة بدون أن تحاسب على كل ما فعلته من جرائم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى