شعر عن الشام
محتويات المقال
الشام، هو الاسم التاريخي للجزء الذي يمتد من الساحل الشرقي للبحر المتوسط إلى بلاد الرافدين، وهي مجموعة من الأقاليم وتشمل كل من: سورية ولبنان والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية، ويرى البعض أنّها تمتد لتشمل قبرص وكامل سيناء والعراق. تغنّى بها العديد من الشعراء ومنحوها اهتمامهم، وهنا أضع قصيدتين عن الشام وروعتها.
شعر عن الشام
قصيدة للشام
- عيني على الشام قد جفت مآقيها
هل مَن يقدِّم لي دمعا لأبكيها - عيني على الشام لا من أجل منفعةٍ
ولا لأجل جزاء من ثوانيها - ولا لأجل جمالٍ في مفاتنها
شُلت قوافي شعري أن تحاكيها - ولا لأجل ربوع الخير مفعمةً
بالياسَمينِ وفُلٍّ نابتٍ فيها - عيني على الشام قد ضاقت مدامعها
تستعرض الشام آلاماً لتحكيها - تحكي حكاياتٍ مجد دام منشؤها
تحكي حكايات خيرٍ ساكنٍ فيها - تروي البطولة إذْ في الشام قد وُلِدت
وحطمت كل جبار قد طغى فيها - إن شئتمُ فسلوا عن كل طاغيةٍ
في الأرض عاث فساداً في نواحيها - سلوا تبوكَ تحدثْكم بما فعلت
صحابُ نبيِّ الله الرومَ تقصيها - والقدسَ كم صبرت إتيانَ فاتحِها
فاروقَ أمتنا لله يُعليها - أن ليس للناس عزٌ إن همُ تركوا
دين العزيز وعز اليوم حاكيها - سلوا التتارَ وكم روحاً هنا سفكوا
والأرض ينزف قاصيها ودانيها - هل للتتار بأرض الله مقبرةٌ
إلا الشآم وفي جالوت تحويها - سلوا الصليب وأرتالاً له حملوا
للقدس باغين لا بل خاب باغيها - حطينُ حطينُ كم أعليتِ من شيمٍ
ما جاء بعد صلاح الدين يعليها - شامُ الخليل وكلِّ الأنبياءِ معاً
كُرمى من الله للإنسان يسقيها - مسرى النبي وخير الخلق كلهِمِ
محمدٍ بات بالخيرات يحكيها - لا خير في الناس إن شام الورى فسدت
وسنةً فرقةٌ تنجو وتعليها - لا ضرَّ يردعها أو من سيخذلها
بالحق قامت أسود الشام تحييها - والخيلُ لا تبكي أن نام فارسُها
بل البكاءُ لفأرٍ بات يؤويها - قالوا له أنت ليثٌ… أو فقل أسدٌ
زمجر كما تشتهي أسمٍع نواحيها - فالأسْدُ نامت ولن تصحو إلى أجلٍ
والفأر بات مليكاً حاكماً فيها - يا شامُ يا شامُ إن الحق منبلجٌ
محمدٌ قالها والله معطيها - بالشام إيمانُنا إن أعصفت فتنٌ
وقد تكفل مولانا بمن فيها - للشام نلجأ إنْ نارٌ لنا حشرت
فيها ملائكةٌ حفت ثوانيها - في الشام ملحمةٌ في دايقٍ سكنت
والروم يلعن أدناها أعاليها - والقدس تشهد سًحقا لليهود غدا
للكفر طمساً وللأجيال يحكيها - يا شام يا شام إن الحق منبلج
محمد قالها والله معطيها - عيسى سينزل في البيضاء مرتكزاً
مستأصلاً رقْبة الدجال يفنيها - قلا تبالي بكيد لا مناص له
ستنتهي فتن قد خاب ساعيها - ولا تبالي بفأر لا خلاص له
فالأسد قامت وعين الله تنجيها - سأكتب الشعر للتاريخ يقرأه
الشام باقية والله حاميها
طريق دمشق
- من الأزرق ابتدأ البحر
- هذا النهار يعود من الأبيض السابق
- الآن جئت من الأحمر اللاحق..
- اغتسلي يا دمشق بلوني
- ليولد في الزمن العربي نهار
- أحاصركم: قاتلا أو قتيل
- و أسألكم .شاهدا أو شهيد
- متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق
- أخضر
- أحمر
- أصفر أو أي لون يحدده النهر
- إنّي خرجت من الصيف والسيف
- إّني خرجت من المهد واللحد
- نامت خيولي على شجر الذكريات
- و نمت على وتر المعجزات
- ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة
- “ينتصرون” ..
- دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
- كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
- نادى وحركني
- ثم نادى ..و فجرني
- ثم نادى.. وقطرّني كالرخام المذاب
- و نادى
- كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت
- دفاعا عن السر والصخر
- كوني دمشق
- فلا يعبرون !
- من البرتقالي يبتديء البرتقال
- و من صمتها يبدأ الأمس
- أو يولد القبر
- يا أيّها المستحيل يسمونك الشام
- أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق
- و كنت وحيدا
- و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.
- أنا ساعة الصفر دقّت
- فشقت
- خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان
- المحاصر بين المياه
- و بين المياه
- أنا ساعة الصفر
- جئت أقول :
- أحاصرهم قاتلاً أو قتيل
- أعد لهم استطعت.. وينشق في جثتي قمر المرحلة
- و أمتشق المقصله
- أحاصرهم قاتلاً أو قتيل
- و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل
- إلى القمح والقدس والمستحيل
- يؤخرني خنجران :
- العدو
- و عورة طفل صغير تسمونه
- بردى
- و سمّيته مبتدأً
- و أخبرته أنني قاتل أو قتيل
- من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم
- هذا أنا هذه جثتي
- أي مرحلة تعبر الآن بيني وبيني
- أنا الفرق بينهما
- همزة الوصل بينهما
- قبلة السيف بينهما
- طعنه الورد بينهما
- آه ما أصغر الأرض !
- ما أكبر الجرح
- مروا
- لتتسع النقطة، النطفة ، الفارق ،
- الشارع ، الساحل، الأرض ،
- ما أكبر الأرض !
- ما أصغر الجرح
- هذا طريق الشام.. وهذا هديل الحمام
- و هذا أنا.. هذه جثتي
- و التحمنا
- فمروا ..
- خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني وبيني
- خذوها.. أحرقوها بأعدائها
- أنزلوها على جبل غيمة أو كتاباً
- و مروا
- ليتسع الفرق بيني وبين اتهامي
- طريق دمشق
- دمشق الطريق
- و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
- إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جداراً
- أغادر أحجاركم وأسير
- وراء دمي في طريق دمشق
- أحارب نفسي.. وأعداءها
- و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي
- فأجهله..
- اسألوا عشبة في طريق دمشق !
- و أمشي غريباً
- و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
- فأقول: أفتش فوق طريق دمشق
- و أمشي غريباً
- و يسألني الحكماء المملون عن زمني
- فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
- و أمشي غريبا
- و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
- فأعد ضلوعي وأخطيء
- إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
- دال.ميم. شين. قاف
- فقالوا: عرفنا_ دمشق !
- ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام
- كيف محوت ألوف الوجوه
- و ما زال وجهك واحد !
- لماذا انحنيت لدفن الضحايا
- و ما زال صدرك صاعد
- و أمشي وراء دمي وأطيع دليلي
- و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي
- هذه مهنتي يا دمشق
- من الموت تبتدئين. وكنت تنامين في قاع صمتي ولا
- تسمعين..
- و أعددت لي لغة من رخام وبرق .
- و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفاً منه
- إن المسافة بين الشجاعة والخوف
- حلم
- تجسد في مشنقه
- آه ، ما أوسع القبلة الضيقة!
- وأرخني خنجران:
- العدو
- و نهر يعيش على معمل
- هذه جثتي، وأنا
- أفقّ ينحني فوقكم
- أو حذاء على الباب يسرقه النهر
- أقصد
- عورة طفل صغير يسمّونه
- بردى
- و سميته مبتدأً
- و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.
- تقّلدني العائدات من الندم الأبيض
- الذاهبات إلى الأخضر الغامض
- الواقفات على لحظة الياسمين
- دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك
- كي نلتقي مرة خارج المعجزات
- انتظرناك..
- و الوقت نام على الوقت
- و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب
- نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة
- يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.
- دمشق الندى والدماء
- دمشق الندى
- دمشق الزمان.
- دمشق العرب !
- تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض
- الذاهبات إلى الأخضر الغامض
- الواقفات على ذبذبات الغضب
- و يحملك الجند فوق سواعدهم
- يسقطون على قدميك كواكب
- كوني دمشق التي يحلمون بها
- فيكون العرب
- قلت شيئا، وأكمله يوم موتي وعيدي
- من الأزرق ابتدأ البحر
- و الشام تبدأ مني_ أموت
- و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي
- و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1
- و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي
- فقربني خنجران
- العدو وموتي
- وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني
- و يشنقني في الوصول وريدي..
- وقد قلت شيئا.. وأكمله
- كاهن الاعترافات ساومني يا دمش
- و قال: دمشق بعيده
- فكسّرت كرسيه وصنعت من الخشب الجبلي صليبي
- أراك على بعد قلبين في جسد واحد
- و كنت أطل عليك خلال المسامير
- كنت العقيدة
- وكنت شهيد العقيده
- وكنت تنامين داخل جرحي
- وفي ساعة الصفر_ تم اللقاء
- وبين اللقاء وبين الوداع
- أودع موتي.. وأرحل
- ما أجمل الشام، لولا الشام، و في الشام
- يبتديء الزمن العربي وينطفيء الزمن الهمجي ّ
- أنا ساعة الصفر دقّت
- و شقت
- خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير
- الحصان المحاصر بين المياه
- و بين المياه
- أعد لهم ما استطعت ..
- و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،
- و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل
- سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..
- هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب
- كي أنهي الحرب بيني وبيني
- خذوها أحرقوها بأعدائها
- خذوها ليتسع الفرق بيني وبين اتهامي
- و أمشي أمامي
- و يولد في الزمن العربي.. نهار