شعر حامد زيد
محتويات المقال
حامد زيد
حامد زيد سعدون فارس العازمي هو شاعر كويتي، له الكثير من القصائد الرائعة الّتي انتشرت مؤخراً انتشاراً واسعاً، كانت بدايته الأولى مِن خلال البرنامج التلفزيوني “ديوانيّة شعراء النبط” عام 1996، أطلقت عليه الكثير من الألقاب، مثل: ( قنبلة الشعر، والشاعر المختلف، وشاعر الشباب، وشاعر المطولات، وشاعر الخناجر )، وإليكم أجمل المقتطفات الشعريّة لهذا الشاعر الرائع.
الحلم
بوقت من البطا، وبليل تترقص شياطينه
بعد شفت الضيا ينزع مِن ثياب المسا ثلثين
تحايلت المنام اللي مثل بيتك تمرينه
وأنا اللي مِن تفارقنا وأنا ما غمضت لي عين
غريبة!! كل حلم يمر برقادي تزورينه
والأغرب .. كيف أحلم الحلم، وأرجع وأحلمه بعدين
قبل يومين، شفتك بالمنام وقمت من حينه
ونمت أمس، ورجع نفس المنام اللي قبل يومين
أنا اللي قبل أسافر شلت قلبي من شرايينه
تركته في يدك الأمانة، واحفظيها زيـن
تـرى حفظ الأمانة دين .. مجبورة تردينه
أجل، ما فيه أحد قال لك حفظ الأمانة دين
مرد المقفي بيلفي .. ويستوفي، وتوفينه
بعد ليلة، ثلاثـة، أربعة، عشرة، شهر، شهرين
إذا انت مـا انت بقد الكلام اللي تقولينه
حرام .. أستامنك حاجة، وإذا جيت أطلبك تنسين
تخونين، وتبين أرضى! واحد يرضى تخونينه!
أنا لا جيت أخونك، مع حبيبة ثانية ترضين؟
من أول مـا رجعت مِن السفر ما شفت لك بينه
وأنا اللي كنت أحسبك قبل أدوس أرض المطار .. تجين
تكونين أنت أول شخص عيني تحتضن عينه
وكنت أتخيلك مـن زود فرحة رجعتي .. تبكين
وأشوف بدمعتك حكيك .. وأعرفه قـبل تـحكينه
وأجيب أحلى مـن اللي بتحكينه، وأتركك تحكين
تقولين : الوطن نور .. وأقول : بنور مضوينه
تقولي لي : غديت أحلى، وأقول : عيونك الحلوين
كلام نام بشفاهك .. وخفتي لأتصحينه
ذخرتيه لغرام للي ينام .. ويترك تصحين
تغانمتي غيابي .. لين رجحتي موازينه
تعلم من يدك لمس الكفوف وعلّمك تجفين
وليتك لاقيه به شي .. فيني ما تلاقينه!
مهو بغرور .. لكن خابرك مالك أمل تلقين
تغافلك بغلا .. وإلا الحلا مـهو بمن زيـنه
تزينه الصور .. بس الصحيح ابن الحلال زوين
وأنا ماني بنقاص عنه يوم إنك تـبدينه
نصيبي .. هو نصيبي لو يسددها من الصوبين
قنوع بمظهري، والسم مـا يذبح ثعابينه
على قول المثل ((ماني حلو .. لكني ماني شين))
إذا أهداك الزهر مرة، فأنا أهديتك بَساتينه
وإذا ألهاك بفرح ليلة، فأنا تهت لبكاك سنين
وإذا استضعفتك أملاكه .. وشتتك ملايينه
أنا حتى فتات الخبزة أقسمها معك نصين
طموحي، بس أجي وأظـفر بشي تستحقينه
تدينته، تسلفته، سرقته، مو مهم منين!
كأني من كثر مـا أرضى بكل اللي تمنينه
لو إنك تطلبين الله .. يعنيني، بقول امين
أنا ما ألعب على الحبلين، وقت الطيش وسنينه
تبين الحين يـوم أني كبرت ألعب على الحبلين
ترى عند البدو بالذات ((عيب اللي تسوينه))
حلاتك لاعشـقتي .. تعشقيني ليوم الدين
غرامٍ نسكن ضلوعه.. حشيمة من مجانينه
جفا يجمع مـعـزتنا.. ولا عشق يذل اثنين
كثار اللي تحدوني وقالولي : تحبينه
أمانة .. لا تخليني صغير بعينهم ((تكفين))
لأني كل ما قالوا ((تخون)) أقول : مسكينه
عليك الله وأمانة .. علميهم من هو المسكين
أنا خايف لياطاح الجمل تكثر سكاكينه
وأنا ماعاد بضلوعي مكان لطعنة السكين
مثل ما قالوا المكتوب واضح مِن عناوينه
لو أرحل منك للغربة .. بسافر من ظلامك وين
كفاية.. كل حلم يمر برقادي تـزورينه
كفاية .. من تفارقنا وأنا ما غمضت لـي عـين
قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه
ونمت أمس، ورجع نفس المنام اللي قبل يومين
الذهب
يا كثر ما رافقت خلان وأحباب
ويا كثر ما في شدتي هملوني
على كثر ما أعدهم ستر وحجاب
على كثر ما احتجتهم وتركوني
من صارت الخوة ثمن حفنة تراب
نفس الوجيه اللي نصوني .. نسوني
من غير ذكر فروق، وعروق، وأنساب
كانوا ثلاثة .. والثلاثة جفوني
علمتهم وشلون الأهداف تنصاب
ولما سواعدهم قوت .. صوبوني
عشاني أصغرهم عمر صاروا أحزاب
عشاني أصدقهم قصيد إظلموني
اللي نجاح اسمي زرع فيهم أنياب
حتى النصيحة ما بغوا ينصحوني
دام العطايا عندهم دين وأتعاب
والله لو أطلب ذنبهم ما عطوني
طالب نصيحة، كني طالب أرقاب
وهي نصيحة! كيف لو زوجوني؟
كنت أكتب لنفسي مشاريه وعتاب
ولا أدري إن اللي قروني… قروني
تضاربت من دوني عقول وألباب
واجد بغوا غيري .. وواجد بغوني
أقفل هدب .. تسهر على شعري أهداب
كني حبست إرقادهم في جفوني
لو شفتهم واحد .. يشوفوني أسراب
من وين مالدوا نظرهم لقوني
أثري وجودي بينهم محرق أعصاب
ومزعل بعضهم من بعض لو طروني
يا كبري بعيني وأنا توني شاب
وأهم كتّاب الشعر حاربوني
حتى ولو يهوي على نجمي شهاب
يكفيني أن اسمي كبير بعيوني
كد قال أبوي: أن هبتهم قول: ما هاب
لو يقدرونك قول: ما تقدروني
ما دام قبري محتضن راس مرقاب
على كثر ما تقدرون ادفنوني
لو ماني بذيب إنهشت عظمي ذياب
لو ما عرفت أثبت وجودي لغوني
لو ما سكنت وجيههم مت بغياب
لو ما قدرت أمحي ورقهم محوني
أصبحت الأصعب لأنهم كانوا أصعاب
جننتهم مثل ما جننوني
ماجيت أبدبل كبدهم شعر وخطاب
لين أدبلوا كبد الذي خلفوني
يا ويل وجهي كن للدمع مخلاب
ما جف ماه ولا إستحى من طعوني
كل ما طرالي منظر مريب وأرتاب
كان الوحيد اللي يحرك شجوني
قبلة صلاة، وذكر، وخشوع، وكتاب
وأمي على سجادة النور دوني
تدعي لي الله يفتح بوجهي أبواب
تتوسله بالشدّة يكون عوني
من كثر ما خفاقها بالدعاء ذاب
صارت تحس إن زملاي أكرهوني
بشرتها: يمه معي ربع وأصحاب
ماني لحالي واجد اللي يبوني
من يوم ما حاز قلمي كل الألقاب
قلطتهم في دفتري وأحفظوني
الله وهبنيهم بني عم وأجناب
من يوم جيت أعجبتهم وأعجبوني
وإعجابهم فيني ما هو بأية إعجاب
بأسلوبي، بشرحي، بطرحي، بلوني
لو قلت عن نفسي ( بشر ) .. صرت كذاب
لو قلت: (دمي من ذهب) صدقوني
لو بكيفهم كان ازرعوا دربي أعشاب
لو بيدهم يتشبهون أشبهوني
من كثر ما صاروا من طبوعي أقراب
حتى بلبسة شمغهم قلدوني
واجد دعوني وأغلقوا دوني الباب
وأكثار ناس أبكي لهم ما بكوني
لو طالوا لهدمي مناسيب وأطناب
كان وغلاتك من زمان إهدموني
مدام حطوا فيني عيوب وسباب
جنبت عنهم مثل ما جنبوني
أصلاً لو أن بخوتي شي ينعاب
ذبحت نفسي قبل لايذبحوني
أنا يدي لو ماكست متني ثياب
نذر ٍعلى لقطع يدي من متوني
مو عيب أجي مدعو ولا أشوف ترحاب
العيب لو أني رجعت إن دعوني
مادمت اجي ولا يحسبون لي حساب
حرّمت أروح إذا يبوني يجوني
أهل الجنوب
وعيني اللي كل ما ذعذع من الغرب هبوب
يحلا لها لون الغروب اللي يذوب قبالها
ويا ويل حالي كل ما يحلالها لون الغروب
تطري لي الريم اللعوب وسالفة ترحالها
وعز الله أني كل ما تطري لي الريم اللعوب
حرّمت أمد إيدي على حاجة وأنا ما أقوالها
من سافرت ريم الفلا صديت عن كل الدروب
ما هو قصور بالعذارى بس ذيك لحالها
من فارقتني ما خطف قلبي من الحور محبوب
ولا لقيت الجادل اللي تستحق أحيالها
لأن القلوب إن ما وفت لأحبابها ما هي قلوب
والعشرة اللي ما ترد الروح ما نسعى لها
إما الوفى اللي يستر الرجّال من كل العيوب
وإلا الجفى اللي يستر عيوب العرب في رجالها
ما أقسى من فراق الجنوب إلا فراق أهل الجنوب
ويلي على اللي كل ما تزعل تشد رحالها
اللي مذيرة العتب لا شبت بصدري شبوب
عييت أراضيها وهي عيت تطول بالها
كانت معي مثل النصيب يحدني من كل صوب
كانت دروبي من متاهات الظلل لظلالها
كانت هروبي لا شعرت أني بحاجه للهروب
كانت سماي اللي ليا ضاقت علي ألجالها
ليه أتحداني وأنا في كل الأحوال مغلوب
ليه حرمتني من قهر عذالي وعذالها
ليه اتجاهلني وأنا لأني جبان ولا كذوب
ليه ارخصت دمعي وأنا اللي ما بكيت إلا لها
ما ترحم اللي له سنه كأنه على النار محطوب
ما هزها دمع الفقيد اللي بكته أطلالها
ما خافت تهدم السنين اللي بنتنا طوب .. طوب
ما فكرت تشفق على حالي وترحم حالها
قولوا لها لو ما تذوب أنا بخليها تذوب
قولوا لها لو ما عنت لي مستعد أعنالها
إليا أدمحت لي هالخطا بدمح لها كل الذنوب
وإن جابت الحسنى معي تبشر بعشر أمثالها
أفرش لها صدري وطن وأجمع لها ضلوعي شعوب
وأرقى لها المكانه اللي ما حد(ن) يرقى لها
إن كاني مخطي فأنا ماني خليّ من العيوب
الذنب يغفر والبشر تجزى بقدر أعمالها
البعد قاسي والفراق يضيق الصدر الرحوب
وأنا تعبت أدور الحيلة وأرد احتالها
قولولها ترجع ترا ماني على الحزن مغصوب
وإلا ترا نذر(ن) علي إنه ماهو بأشوالها
إما تجنب هالهبال وتترك البعد وتتوب
وإلا بتبشر بالهبال اللي ما هو بهبالها
كافي زعل ترا الظروف مقفله من كل صوب
وأنا حملت من الهموم أنواعها وأشكالها
يكفيني أني كل ما هبت على صدري هبوب
تحن عيني للجنوب وتلتفت بلحالها
والمشكلة أني كل ما حنت عيوني للجنوب
تطري لي الريم اللعوب وسالفة ترحالها
وعز الله أني كل ما تطري لي الريم اللعوب
حرّمت أمد إيدي على حاجة وأنا ما أقوالها
الأم
قصيدتي زاد بعيوني جمالها
وأخذت أنقي بالمعاني جزالها
وأكتب معانيها من الشوق والغلا
لأمي وأنا أصغر شاعر ٍمن عيالها
كتبتها في غربتي يوم رحلتي
لما طرالي بالسفر ماطرالها
أمي وأنا بوصف لها زود حبّها
وإن ما حكيت لها قصيدي حكالها
أمي لها بالقلب والجوف منزلة
مكانة ماكل محبوب نالها
أقرب من ظلالي وأنا وسط غربتي
وأنا تراي أقرب لها من ظلالها
ما شافت أعيوني من الناس غيرها
ولا خلق رب الخلايق مثالها
أغلا بشر في جملة الناس كلّهم
وأكرم من إيدين المزون وهمالها
أتبع رضاها ورتجي زود قربها
واللي طلبته من حياتي وصالها
الصدق مرساها والأشواق بحرها
والعطف وإحساس الغلا رأس مالها
أهيم فيها وأبتسم يوم قلبها
يسأل وأنا قلبي يجاوب سؤالها
وإن اطلبتني شي فزيت مندفع
أموت أنا وأحمل تعبها بدالها
وأصبر على الدنيا والأحزان والتعب
وأحمل على متني فطاحل جبالها
وأسهر أعذب راحة القلب بالشقا
وأعيش أعاني بس يرتاح بالها
تربية أبوي اللي على الطيب بذكرة
اللي وهبني الحياة ومجالها
نوّر لي أدروبي وأنا طفل مبتدي
حتى تركني واحد من رجالها
الوالدين أولى بالإحسان لجلهم
وأولى بتكريم النفوس وعدلها
أقولها وأنا على الله مُتكل
والله عليم بقدرتي وإحتمالها
يا كلمة أغلى من الناس كلّهم
يا شمس بقلبي بعيد زوالها
يا فرحة تملي لي الكون بأكمله
يا شجرة تكبر ويكبر ظلالها
تضحك لي الدنيا ليا شفت زولها
مثل السما تزها بطلة هلالها
والبعد عنها يأهل العرف ماقدره
لا شك ناري زايدة باشتعالها
ما عيش ببلاد ولا هيب بأرضاها
ولا بي عيوني كان ماهي قبالها
أرض ٍ تدوس أمي بالأقدام رملها
أموت فيها وأندفن في رمالها
الجمهرة
مشكلتي أني ما عرفت أحسب لصدتهم حساب
قلطتهم صدري علـى ذكري قصيـد وحنجره
صوت ٍيصول بمنبره وأخطاب مامثله خطاب
والطيبه اللي زعزعت صوت الخطيب ومنبره
ما فيه دمع ٍ صوبوه أحبابي بوجهي وخاب
ولا زرق حزني على غالي ولا فـج انحره
كل الزهاب اللي معي ذكرى من أصحاب الزهاب
واللي بقالي من عذاب أشرس طريقي وأخطره
لأني تجنبت الغرق عديت من فوق السحاب
لأن أكثر أصحابي ورق ما شفت للطيب إثمره
والله ماحطيت بين الحقد والخوه حجاب
حتى غدوا ربعي يحدوني علـى الضيـق أشكره
أثر المصايب ما تجيك إلا من الناس القراب
وبهالزمن حتى الخوي اللي تثق فيه إحذره
لابارك الله في رفيق ٍ تزعله كلمـة عتاب
ولاجمع الله الرجال اللي تفرقهم مَره
الصاحب اللي مايجي من صحبته غير العذاب
نذر ٍ علي إن ماهجرني وإلا أنا اللي بأهجره
من يفتح لفرقاي باب أفك له عشرين باب
وإذا خويي مايقدر خوتي ما أقدره
عقب اكتئاب البارحة ماعاد أنا حِمل اكتئاب
الطيب جرجرني وأنا ماني بناقص جرجـره
اللي يخاف مِن الظمأ يترك لنا طرد السراب
واللي ما هو بقد الظلام ووحشته لا يسهره
أنا تجرّعت الظمأ لين إحترق وجهي وذاب
أنا كسرت بخاطري قبل الصداقة تكسره
أنا أكثر ( إنسان ) تعلّم مِن كثر ما أخطأ وصاب
أنا آخر ( لسـان ) يتكلم في زمان الثرثره
جفني وجرّحه السهر، حيلي وهدّت الصعاب
دمعي هدر، ضحكي ندر، عمري وضيعت أكثـره
شيبت بعقول العرب .. هيبت روس ٍ ما تهاب
جمهرت ناس ٍ عمرهم مايعرفون الجمهره
ما صرت ذيب إلا لأن اللي تحدوني ذياب
ما كنت أغيب إلا لأن العفـو عند المقدرة
ترى حلاتك لاحملت لصاحبك كلمة عتاب
أن ما نطقت بها بوجهه ماتذمه بظهره
ودك اليامن جاتك الغلطة من الناس القراب
الصاحب إللي ما كسبت محبته ما تخسره
انت ولا شي
والله وصرتي تستهينين فيني
وأنا الذي سويت لك قدر بيديّ
تدرين وش كنتي قبل تعرفيني؟
إن قلت لك كنتي ولا حاجة شوي!
أنا الذي فرشت لك رمش عيني
وعملت منك شي وإنتي ولا شيّ
جيت أعشقك ما جيتك لك تحقريني
جيت أسكنك بسمة ما هو بسكنك غيّ
لا صرت عامل لك قدر قدريني
ترا الكرامة صفحة ما لها طيّ
ما دام ما جيتي غلا لا تجيني
نار الجفا عندي ولا الذل بالفيّ
والله لأهجرك قبل لا تهجريني
أجل تبيعيني وأجيلك برجليّ
يا تتركين الكبر يا تتركيني
لأن المحبة شي والمهزلة شيّ
إن كانت الدعوة غلاي وحنيني
يمكن يزول الحقد ويشعشع الضيّ
لكن حكاية ينحني لك جبيني
في ذمتي ما ينحني لك وأناحيّ