سيد الاستغفار وفضله
أما تمنيت أن ترى أحباب الله وأنت معهم، ألا يسعدك أن يساق المتقون إلى الرحمن وفداً وأنت فيهم، أما يُفرحك أن لا تأتي بابا في الجنة إلا نوديت منه، أما دمعت عينك حين ترى أهل الجنة في الطريق إليها، ألا يفرحك أن تكون الجنة دارك والنبي جارك والملائكة وأبناء والصحابه زوارك .
يا إلهي ما أسعد من يحظى بالجنة ، فالطريق إليها لها أبواب عديدة . لقد وهبنا الله الحياة كي نعمل فيها ورزقنا والحمدالله أن نكون من أمة محمد – صل الله عليه وسلم – فقد وفر عليك الكثير الكثير، ما عليك سوى أن تسعى نحو الجنة التي وعد الله بها المتقون ، وهناك باب واسع اسمه الإستغفار . حيث قال تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) – صدق الله العظيم -. فالإستغفار باب من أبواب الرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “طوبى لمن وُجد في صحيفته إستغفاراً كثيراً ” ، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله – صل الله عليه وسلم – (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرة).
أما وقته : ففي الثلث الأخير من الليل؛ قال الرسول – صل الله عليه وسلم – ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :- (من يدعوني أستجيب له ومن يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ). وبعد الصلوات المكتوبة يجب الاسراع في الإستغفار قال تعالى : (ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ).
كثرة الإستغفار في أواخر الليل، عن عائشة -رضي الله عنها – قالت كان الرسول يكثر من أن يقول قبل موته سبحان الله وبحمده و أستغفر الله وأتوب إليه . وقبل الغرغرة :- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن الرسول – صل الله علية وسلم – أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، ومن قال دعاء سيد الإستغفار
عن شداد بن أوس عن النبي - صل الله عية وسلم - (اللهم أنت ربي لا إله إلا انت خلقتني أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ قال ومن قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يوصي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقناً بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة).
ومن قال حين يأوي إلى فراشه: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت مثل رمل، وإن كانت مثل عدد أوراق الشجر ).
يا لها من فرص عظيمة ينعم بها كل من استغفر الله وأناب إليه؛ اللهم أنعم علينا بهذة النعمة وأطلق لساننا بالإستغفار والجنة .