سنغافورة

سنغافورة

تُعرف سنغافورة في اللغة الإنجليزيّة باسم (Singapore)، أمّا سياسيّاً فيُطلقُ عليها اسم جمهوريّة سنغافورة؛ وهي من الدول الآسيويّة التي تقع في قارة آسيا، في الجزء الجنوبيّ من شبه جزيرة الملايو، وتتألف سنغافورة من جزيرة ساحليّة تحيطُ فيها مجموعة من الجُزرِ الصغيرة، وبذلك فهي منفصلة عن شبه الجزيرة الماليّزيّة، كما تربط بين أراضي سنغافورة مجموعة من المضائق المائيّة، وخطوط السكك الحديديّة، والتي تسهّل النقل والمواصلات عند سكان مناطقها المختلفة.[١]

تُعتبر سنغافورة أكبر ميناء بحريّ في المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة في قارة آسيا؛ لذلك تُصنّف كأكثر المناطق البحريّة ازدحاماً بالمسافرين من المناطق الآسيويّة الجنوبيّة، والذين ينتقلون بواسطة مينائها بين الدول الآسيويّة المختلفة، وفي عام 1963م كانت سنغافورة عضواً في دول مستعمرات الإمبراطوريّة البريطانيّة، والتي عُرفت باسم الكومنولث، ولكن في عام 1965م أعلنت انفصالها، واستقلالها كدولةٍ وجمهوريّة مستقلة.[١]

العاصمة

مدينة سنغافورة هي العاصمة السياسيّة، والاقتصاديّة، والوطنيّة لجمهوريّة سنغافورة، وتتميّز بموقعها الاستراتيجيّ بالنسبة لجزيرة سنغافورة؛ إذ تقع في المضيق بين بحر الصين والمحيط الهنديّ، مما أدى إلى تصنيفها كأكبر ميناء ومركز تجاريّ؛ من حيث استقطابها للعديد من المجالات التجاريّة الآسيويّة والعالميّة، كما تحتوي العاصمة سنغافورة على العديد من المعالم الحضاريّة، والتاريخيّة التي تشير إلى طبيعة المجتمع السائد فيها؛ وخصوصاً لتميزها بتنوع سكانها الذين يشكلون خليطاً متجانساً من السكان الأصليين مع القادمين من الدول الآسيويّة الأخرى.[٢]

التاريخ

يعود الوجود البشري في سنغافورة إلى ما يقارب 2000 عام؛ حيث وصل العديد من سكان القبائل الآسيويّة إليها أثناء حُكم مملكة المالاوي، ومن ثم أصبحت سنغافورة جُزءاً من سلطنة جوهور حتى القرن الرابع عشر للميلاد؛ إذ صارت مستعمرةً تابعة للإمبراطوريّة البريطانيّة، وقد استخدمت بريطانيا الأراضي السنغافوريّة حتى تكون قاعدةً بحريّةً لها في فترة الحرب العالميّة الأولى، وأثناءالحرب العالميّة الثانية تمكّنت القوات اليابانيّة في عام 1942م من احتلال سنغافورة، ولكن بريطانيا استعادت السيطرة عليها مجدداً؛ حتى حصلت على استقلالها رسميّاً.[٣]

الطبيعة الجغرافيّة

إنّ أغلب الأراضي في سنغافورة قريبة من المستوى المائي لسطح البحر، كما تعدُّ قمة بوكيت تيما هيل من أعلى القمم الموجودة فيها، وساهم الانتشار السكانيّ في سنغافورة في التغيير من طبيعتها الجغرافيّة، فقد استُخدم ما يقارب من 50% من إجماليّ مساحتها الجغرافيّة في بناء المعالم السكانيّة للدولة، أما المناطق المتبقية فقد أصبحت حدائق عامة، وأماكن تابعة إلى المنشآت الصناعيّة، ولم يبقَ إلا 2% من إجماليّ المساحة الجغرافيّة الطبيعيّة، والصالحة للاستخدام كأراضٍ زراعيّة.[٤]

تُعتبر التلال من أكثر المظاهر الجغرافيّة انتشاراً في سنغافورة، وأيضاً تشاركها الغابات المطريّة، والاستوائيّة، والمستنقعات المائيّة سعة الانتشار، إذ تنتشر في معظم مناطق سنغافورة، وخصوصاً في مناطقها الوسطى، مما أدى إلى تنوّعها جغرافياً، كما تنتشر فيها مجموعة من المحميات الطبيعيّة، والتي تشكل جُزءاً مهماً من أراضيها، وأيضاً تساهم في توفير الحماية للعديد من المظاهر الحيويّة في سنغافورة، سواء أكانت من النباتات أم الكائنات الحية.[٥]

المناخ

يمتاز المناخ السائدة في سنغافورة بأنه استوائيٌّ رطب، ومتوسط درجات الحرارة؛ وذلك لقربها من خط الاستواء المؤثر في حرارتها، أما معدل درجات الحرارة الوسطى فيصل إلى 27 درجة مئويّة، وغالباً لا تتجاوز درجات الحرارة العُظمى نهاراً 31 درجة مئويّة، ويصل تساقط الأمطار فيها إلى 2,400 ملم سنوياً، وتتحكم حركةالرياح في فصول السنة، وتُعتبر الفترة الزمنيّة من شهر تموز (يوليو) حتى تشرين الأول (أكتوبر) ذات درجات حارة مرتفعة مع انتشار الجفاف، أما بقيّة شهور السنة فتتميز بدرجات حرارتها المعتدلة.[٤]

الاقتصاد

يمثّلُ قطاع الاقتصاد في سنغافورة اقتصاد السوق الحُرّ، والذي يتميز بدرجة مرتفعة من النجاح والتطور، كما يتمتع السوق المحليّ في سنغافورة باستقرار في الأسعار التجاريّة للسلع والخدمات، ويُصنّف نصيب الفرد في سنغافورة من الناتج المحليّ الإجماليّ للدولة بأنه مرتفع؛ وخصوصاً مع انخفاض معدل البطالة العام، ويعتمد الاقتصاد السنغافوريّ على الصادرات المحليّة إلى الدول الأخرى، وتحديداً المنتجات الإلكترونيّة، والاستهلاكيّة، والصناعات المتنوّعة، وأيضاً يُعتبر قطاع التجارة في سنغافورة من أكثر القطاعات نموّاً؛ وخصوصاً في فترة الألفيّة الحديثة، كما تمكّن الاقتصاد السنغافوريّ من الخروج من الأزمة الاقتصاديّة العالميّة بأقل الخسائر الممكنة، مما أدى إلى تعزيز الاستقرار الاقتصاديّ في سنغافورة.[٦]

التركيبة السكانيّة

يتنوّع السكان في جمهوريّة سنغافورة؛ إذ تعود أصولهم إلى القبائل الآسيويّة المُهاجرة من مجموعة من دول آسيا، فمنهم الصينيون، والهنود، والماليزيون، وغيرهم من الأعراق المختلفة، والذين في الأغلب يسكنون في العاصمة سنغافورة، وتشير الإحصاءات السكانيّة إلى أن عدد السكان في سنغافورة وصل إلى 5,781,728 مليون نسمة[٦]؛ ونتيجةً للتنوّع السكانيّ في سنغافورة يتحدث سكانها أربع لغات رسميّة، وهي: الماليزيّة، والصينيّة، والتاميليّة، واللغة الإنجليزيّة، وتُستخدم وسائل الإعلام الرسميّة سواءً المكتوبة، أو المرئيّة اللغات الأربعة في نشراتها الإخباريّة، كما يُعتبر التعليم المدرسي مجانيّاً، أما التعليم العالي فهو مرتبطٌ بالجامعات المتنوّعة، وخصوصاً جامعة سنغافورة؛ لذلك تحرص الحكومة السنغافوريّة على تعزيز التعليم بين السكان، ونشر القدرة على القراءة والكتابة في المجتمع. [٣]

الحياة العامة

إنّ الحياة العامة السائدة في سنغافورة تعتبر مثالاً على التنوع الثقافي الآسيوي؛ إذ ينتشر التراث الخاص في كل من الصين، وماليزيا، والهند في العديد من المظاهر الثقافيّة العامة، مما ساهم في بناء مجتمع سنغافوريّ فريد من نوعه، فيسود فيه الاحترام المتبادل للتقاليد والعادات المختلفة بين السكان[٧]، كما يعتبر احترام استقلاليّة، وكرامة الإنسان في سنغافورة من أهم القيم الأخلاقيّة، والتي يتمّ الحرص على تطبيقها بصفتها جزءاً من الطبيعة الإنسانيّة، وضرورة لاحترام ميثاق حقوق الإنسان، والتي تُعزز من التنمية البشريّة، والديمقراطيّة في المجتمع السنغافوريّ.[٨]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى