سعد بن ابي وقاص
إسمه الكامل هو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف وقد كان قريباً من رسول الله صلى الله عليه وسلـم، فهو يرجع نسبه إلى بني زهرة وهم قرابة آمنه بنت وهب وهي أم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلـم، وقد كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه يعتز بهذه القرابة والخؤولة، فقد كان يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلـم مع أصحابه ذات يوم عندما أقبل عليهم سعد بن أبي وقاص فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلـم قال لأصحابه ” هذا خالي فليرني أمرؤ خاله “، وفي هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وسلـم خير شاهد ودليل بإعتزازه بسعد بن أبي وقاص ومحبته له رضي الله عنه وأرضاه.
وقد ولد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه في عام 23 قبل هجرة رسول الله وقد كان مولده في مكة المكرمة، وقد نشأ سعد رضي الله عنه في قومه قريش وقد أبدع في عمله وشغله الذي كان يقتات منه وهو بري السّهام وصناعة السّيف، فقد ساهم عمله هذا في أن يجعله من أفضل الرماة والصيادين، وقد كان يمضي سعد رضي الله عنه وقته في مجالسته لكبار قريش وتعرفه على الأفواج التي تأتي للحج في مكة وزيارتها حتى يتعرف على الدنيا ويكتسب الخبرة من أصحابها.
وقد أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه وهو في عز شبابه إذ كان في السابعة عشرة من عمره، فكان رضي الله عنه من أصغر المسلمين الذين دخلوا في الإسلام مبكراً فلقد إشتهر قوله عن نفسه ” ولقد أتى عليّ يوم، وإني لثلث الإسلام ” وكان يعني بهذا رضي الله عنه وأرضاه أنّه من القلّة الذين سارعوا إلى إعتناق الإسلام وإعلانه عندما دعاه إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
ولقد كانت لسعد بن أبي وقاص مكانة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلـم فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلـم لم يستطع النوم ذات ليلة فقال ” ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ” قالت عائشة وقد سمعنا بعد ذلك صوت سلاح فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلـم قائلاً ” من هذا ” فقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنا يا رسول الله جئت أحرسك هذه الليلة فنام رسول الله صلى الله عليه وسـلم حتى سمعت غطيطه، وفي هذا دليل واضح لعظم مكانة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه عند رسول الله صلى الله عليه وسلـم فبقربه كان النّبي صلوات ربي وسلامه عليه يشعر بالأمان.
وقد كان سعد بن أبي وقاص من أفضل الرماة في الاسلام وكان الرامي الأول حتى خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلـم قائلا له ” إرم سعد فداك أبي وأمي ” وكان سعد أيضاً من الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلـم بالجنة وقد كان من أصحاب الدعوة المستجابة، وقد توفي رضي الله عنه سنة خمس وخمسين بعد الهجرة وكان آخر الذين ماتوا من العشرة المبشرين بالجنة.