زوال الدنيا

لدو للموت وابنوا للخرابِ
فكلّكم يصيرُ الى تَبابِ

لمن نبني ونحن الى ترابٍ
نصيرُ كما خُلقنا منْ ترابِ
ألا يا موت لم أرَ منك بدّاً
أتيت وما تحيفُ وما تحابي
كأنك قد هجمتَ على مشيبي
كما هجم المشيب على شبابي
أيا دنياي ما لي لا أراني
اسومكِ منزلاً الاّ نبا بي
وانك يا زمان لذو صروف
وانك يازمان لذو انقلابِ
فما لي لستُ احلبُ منك شطراً
فاحمد منك عاقبةَ الحلابِ
وما لي لا ألحّ عليكَ الاّ
بعثتَ الهمّ لي من كل بابِ
اراك وان طليت بكل وجهٍ
كحلم النوم او طل السحاب
أو الامس الذي ولىّ ذهاباً
وليس يعودُ أو لمع السرابِ
وهذا الخلق منك على وفاةٍ
وأرجلهم جميعاً في الركاب
وموعد كل ذي عملٍ وسعيٍ
بما أسدى غداً دار الثوابِ
تقلدتُ العظام من الخطايا
كأني قد أمنت من العقاب
ومهما دمتُ في الدنيا حريصاً
فإني لا أوفق للصواب
سأسأل عن أمور كنت فيها
فما عذري هناك وما جوابي
بأيةٍ حجةٍ أحتج يوم الحس
ابِ اذا دُعيتُ الى الحسابِ
هما أمران يوضحُ عنهما لي
كتابي حين أنظر في كتابي
فإما أن أخلد في نعيمٍ
وأما أن أخلد في عذابِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى