رسالة الماجستير
محتويات المقال
محتويات
- ١ رسالة الماجستير
- ٢ مجال البحث العلمي
- ٢.١ الهدف من رسالة الماجستير
- ٢.٢ أنواع رسائل الماجستير
- ٢.٣ إجراءات البحث
رسالة الماجستير
هناك أشخاص يكفيهم الوقوف على درجة البكالوريوس وتحصيلها، ولا يطمحون للدراسات العُليا كالماجستير والدكتوراة، ولكن في المقابل، هناك أُناس اتّخذوا العلم طريقاً مفتوحاً لا نهاية لهُ، وعمِلوا جاهدين على تكريس أوقاتهِم لنيل الدرجات العلمية العالية، والمثول أمام المجتمع بحلةّ التفوق والإبداع، والرحيل عن هذه الدنيا وهم على طاولات العلم والمعرفة، وكتب الثقافة والتطور، وبلّورة العقل بالعلم الراسخ، وترك البصمة الواضحة لهم بإنجازاتهِم، وتاريخِهم المكلل بحبِ العلم، وتعليم العلم، ونفع المجتمع برسائلهِم المتنوعة؛ لأنّ رسائل الماجستير تحمل أكثر من فكرة، وليست مقيّدة بفكرة واحدة، إنّما يرجع الأمر لصاحب الرسالة، وما يجدهُ مناسباً ليطرحهُ في رسالتهِ العلمية التي يطمح من خلالها تغيير الواقع، وحل النقاط الملتبسة على المجتمع، والنهوض بواقع أفضل، وتحقيق أمنيات وطموحات في نفس الباحث من خلال هذه الرسالة العلمية، التي نستطيع توضيحها بأنها: رسالة بحث علمي تتضمن فكرة يتبناها الباحث بأهداف حددها وعمل لأجل تحقيقها.
مجال البحث العلمي
على الدوام، حينما نقوم على فكرة البحث العلمي نصطدم بالتعقيدات والخلافات المختلفة حول نوعيّات التناول العلمي، وذلك من حيث البحث عن الجديد والمستجد، وأسلوب المناقشة والتحليل، والعمل على تفنيد ما هو قائم ومعروف في البحث العلمي من حقائق، وذلك إمّا بالتعديل أو التنقيح، للإثبات أو النفي، أو للربط بين عوامل متغيرة ومختلفة تؤثّر على متغيّر ما، وبذلك نقوم إمّا بإعادة إثبات هذه الحقائق مع إثرائها بالأسلوب العلمي الجديد الذي يميز بين باحث وآخر، أو نفي هذه الحقائق ليحل مكانها الحقائق الجديدة التي أتى بها الباحث؛ ليخرج لنا برسالتهِ العلمية التي تجسّد وجهة نظر جديدة تناولت مسألة واقعة فعلاً وقائمة؛ لأنّ ما وصلنا من رسائل وأبحاث علميّة يؤكد لنا وجود رسائل استطاعت إثبات حقائق، وأصبحت هذه الحقائق معروفة لدى الناس؛ وأنّ الباحث الذي يسعى لإثبات حقيقة يتبع بروتوكول معين كاستخدام أسلوب النظرية، والمعطيات، والافتراضات، والاستدلالات، ثم البرهان.
الهدف من رسالة الماجستير
- إيجاد روح النقاش حول مسألة معينة، والخروج من هذه النقاشات بشيء ملموس يدركهُ المجتمع، ويستفيد منهُ.
- إعادة ترتيب أفكار كانت موجودة في الماضي البعيد، وآن الأوان للنظر فيها وترتيبها من جديد بما يقوم بهِ الباحث من إضافات تعكس تميّزهُ الخاص؛ ليخرج لنا برسالة جديدة استطاعت أن ترتّب أفكاراً وتطلعات قديمة.
- نقد أمور قائمة وراسخة في الوسط المحيط، ولا يكون هذا النقد من جانب التقليل من قيمة ما يجري، إنّما يكون هذا النقد لصقل الفكر من جديد؛ لينتج لنا أفكار بناءة واضحة الهدف ومميزة، ولها الصدى المطلوب الذي يحددهُ الكاتب.
- توضيح العلاقات التي ترتبط بفكرتين، ودراسة مدى قوّة الترابط بين عوامل كلٍ منهما، والآثار المشتركة بينهما.
- اللجوء لأسلوب التنقيح لأفكار سائدة، وظواهر منشرة أصبحت بحاجة لمن يوليها اهتماماً، ويدرسها من الناحية المطلوبة، ويُمارس الباحث دورهُ المعتاد بتنقيح ما يحتاج للتنقيح، مع إضفاء الجانب المشرق لفكرة الرسالة.
- إعادة إثبات حقائق معروفة، ولا تكون الإعادة حرفياً، إنّما تتمّ الإعادة بالإثراء العلمي الذي يتبناه الباحث وأسلوبهِ، أو نفي حقائق معروفة، ليحل مكانها حقائق أخرى بصيغة جديدة تحمل الدليل المقنع؛ لفرض الحقائق الجديدة التي توصل لها الباحث.
- الحصول على درجة أكاديمية، وإمكانية الوصول للتأهيل المهني، وذلك حينما يكون الباحث يشغِل وظيفة ما، ويطمح لما توفرهُ المهنة للعامل من علاوات وترقيات، وهو يُدرك جيداً أن الحصول على العلاوات والترقية في الوظيفة لن يتم إلّا بأخذهِ درجة الماجستير أو الدكتوراة، وبذلك يقوم بتبني بحث علمي بمواصفاتهِ السابقة.
- التميّز في إمكانية النجاح في عمل وثيقة علمية مكتوبة ومبتكرة من قبل الباحث؛ لنيل الدرجة العلمية والشهادة العُليا من قبل الجامعة أو الهيئة العلمية التي ينتمي إليها الباحث.
- إبداع الباحث في عرض الوثيقة العلمية الخاصة بهِ بما تشتملهُ من وجهة نظر الباحث، والنمط الفكري الذي ينتمي إليه.
- قيام الهيئة العلمية المختصة والمتبحرة في موضوع البحث بتناول الرسالة العلمية وتقييمها؛ للوصول لمرحلة الإجازة العلمية للرسالة.
أنواع رسائل الماجستير
- نظام الماجستير التدريسي: الذي يُعد الأغلب في الدراسات ذات الطابع النظري والفلسفي والفكري، وهو أيضاً نوع من البرامج التدريسية والتعليمية في مستوى الدراسات العُليا، يتمكن الباحث من الحصول عليه بعد درجة البكالوريوس الجامعية، وهذه البرامج عادة ما تكون برامج ذات صبغة مهنية، مثل: فلسفات التعليم وتطبيقاتها، الدراسات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، التاريخية، والدراسات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، وعلى الأغلب نرى أن الجزء المحوري في الدراسة ينصب على الدراسات الميدانية في مجال المهنة، والمداخل التطبيقية المختلفة، والدراسات المقارنة، والباحث الذي يتبع لهذا النظام يتم تدريبه على عرض وجهة نظرهِ وفكرهِ من خلال مجموعة من تكليفات العمل المتعلقة بالبحث، ويتم التعليق على هذه التكليفات من خلال تقييمها وإبداء النُصح حولها؛ لتطوير أداء الباحث، وبعدها يصبح الباحث جاهزاً لمرحلة إعداد الرسالة مستعيناً بالمصادر المتاحة التي تحتوي في مضمونها على المعلومات المهمة، والشواهد والأدلة اللازمة، وفترة الدراسة في هذا النظام عام للدارس المتفرغ، وعامان للدارس المرتبط بعمل، وهذا النظام هو النظام الشائع بين دول العالم في الوقت الحالي.
- نظام الماجستير البحثي: إن البرامج البحثية لنيل درجة الماجستير تختلف عن تدريس درجة الماجستير؛ لأن أغلبها يركز تركيزاً خاصاً على نمط معين، وذلك بضرورة احتواء البحث على 40 ألف كلمة، أو ما يمكن لهُ أن يعادل ممارسة البحوث التي يقودها المشروع البحثي، ويكثُر استخدام هذا النظام في الدراسات ذات الطابع العلمي العملي التطبيقي في تقنيات العلوم المادية كالكيمياء، الفيزياء، الطب، الهندسة، وغير ذلك مما يتسم بصورتهِ العملية، ولابد لنا أن نشير إلى نقطة مهمة، بأن هذا النوع من الرسائل التي تتبع هذا النظام عادة ما تكون ذات طابع جديد يحمل الابتكارات، والاختراعات الجديدة لنفس المجال الموضح كمجال الالكترونيات، ونظم المعلومات التي تعمل لتطوير ما هو موجود في نظم الشبكات، وكيفية استخدام أشباه الموصلات في مجالها، وغيرها الكثير، ومدة الدراسة في هذا النظام سنتان, ويتحتم على الباحث إنتاج ورقة بحثية من حوالي 40 ألف كلمة.
- نظام الماجستير البحثي الدراسي: يعدُ هذا النظام وسطاً مميزاً بين النظامين السابقين، ويستخدم هذا النظام من كان مجال بحثهِ متعلق بالنظام التطبيقي والعملي، وأيضاً يرتبط بطابع فلسفي ونظري كمجالات إدارة الأعمال، ودراسة المحاسبة.
إجراءات البحث
- تقديم الجانب النظري الذي يتضمن العرض لما هو متاح من مصادر موثوقة معروفة في فترة البحث كالمصادر الرسمية المباشرة، مثل: المراجع، السجلات التاريخية، والمصادر الغير مباشرة: كالأنماط الفلكلورية، واللوحات الفنية، وما تدلُ عليهِ من أحداث سياسية واجتماعية عاصرت الفترة التي تدور حول فكرة البحث، وما ينعكس حولها .
- أسلوب التمهيد لوجهة نظر الباحث في تناولهِ للموضوع، مع ضرورة عرض التوجهات الفكرية لهُ، وما يسعى لإثباتهِ من خلال تبنيه فكرة الموضوع.
- ضرورة عرض الافتراضات والأدلة الخاصة بالباحث، مع الكم الأكبر من الأدلة القريبة للإجماع.
- عرض آخر الاستنتاجات التي توصل لها الباحث في دراستهِ.
- عرض المقترحات والتوصيات، مع الاهتمام بالمسارات البحثية الأخرى التي لها صلة بالموضوع.
إن توصّل الباحث لنهاية البحث العلمي والدراسة المطلوبة يعني تحقيق الهدف، وسد الفراغ الذي كان في فكرهِ، وما هذه الدراسة إلّا شريط لصور شاقة سعى الباحث في تجميعها، والبحث عنها ليرقى بفكرهِ ومجتمعهِ، وهذه الرسائل المتعددة مختلفة في نظامها، ولكنها تعبر عن بصمة فكرية متفردة للباحث عمل جاهداً ليقدمها للمجتمع.