دخول الجنّ في جسد الإنسان
محتويات المقال
أعراض المس
تتنوّع أعراض المسّ وتختلف، وقد تظهر في مستويات مختلفة، ومن أهمّ هذه الأعراض: (3)
- شعور الإنسان بالصّداع المستمرّ، والأرق، والتوتّر، والخمول، يتبعها الضّيق، والاكتئاب، وتقلّب المزاج بسرعة وتباينه، بالإضافة إلى ذلك فإنّ من به مسّ معرّض لأن يكره وينفر من تفاصيل حياته، كزوجته، وأطفاله، وأصدقائه، وعمله، ويتعرّض للنسيان كثيراً.
- إصابة الإنسان بوسواس قهريّ، وحالات الخوف والفزع، أو ما يُسمّى بالـ(فوبيا)، إضافةً إلى نوبات غريبة تشبه نوبات الإصابة بالصّرع، والوحدة، والانعزال، والابتعاد عن المجتمع.
- اضطراب عمليّة النّوم بشكل مستمر، ورؤية أحلام وكوابيس مفزعة بشكل دائم.
- ضعف الوازع الدّيني والإيماني عند الإنسان، ويبدأ مريض المسّ بالإحجام وعدم الإقبال على الطاعات، وأداء العبادات.
- شعور الإنسان بضيق في الصّدر، وإحساسه الدّائم بالاكتئاب، والحزن الشّديد.
- إحساس الإنسان بحالة من الخمول والكسل المتواصل من دون مبرّر واضح.
أسباب المس
من أهمّ الأسباب التي تسمح بحدوث المس عدم الامتثال لأوامر النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – في استعمال السّنة النبويّة في حياتنا الخاصّة، أي أنّ الإنسان من الممكن أن يدخل إلى دورة المياه ثمّ لا يستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم كما ورد في السّنة النبويّة، أو أن يستحمّ الإنسان ويتعرّى دون أن يذكر اسم الله، فيصبح جسده مكشوفاً تماماً أماما أمام الشّيطان، فيتفرّس فيه الشّيطان ويعجب بجسده فيدخل فيه.
وسنن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – مهما كانت بسيطةً إلا أنّ لها أثراً كبيراً تحصين نفس المسلم، وحمايته، والحفاظ عليه، وزيادة أجره، وقبوله عند الله تعالى. وكذلك فإنّ إهمال أذكار الصّباح والمساء أيضاً له دور في حدوث مثل هذه الحالات.
علاج المس
من أهمّ الأمور التي من الممكن للمسلم أن يعالج بها نفسه من المس، ويحصنها ضدّ الشّيطان، ما يلي:
- قراءة الرّقية الشّرعية، والمحافظة على قراءة الأذكار كذلك، وبالأخصّ أذكار الدّخول والخروج من المنزل، وأذكار المساء والصّباح، وأذكار النّوم، وأذكار دخول الخلاء. (4)
- التعوّذ بالله من الشّيطان الرّجيم، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:”قَامَ رَسُولُ اللهِ – صلّى الله عليه وسلّم – فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ» ثُمَّ قَالَ «أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ» ثَلَاثًا، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ، قَالَ: إِنَّ عَدُوَّ اللهِ إِبْلِيسَ، جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ، فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ، وَاللهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ “، رواه مسلم. (5)
- الدّعاء في الصّباح والمساء بالدّعاء الآتي: عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ “، رواه الترمذي وصحّحه، وأبو داود، وابن ماجه. (6)
- قراءة أذكار المساء والصّباح، وقراءة خواتيم سورة البقرة في كلّ ليلة، والمواظبة على قراءة سورة البقرة، لأنّ الشّياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشّيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة “،رواه مسلم. وفي حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه “، رواه البخاري ومسلم. وفي الترمذي عن النعمان بن بشير، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّ الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان “. (4)
- قراءة آية الكرسي، لأنّها من أعظم ما ينتصر بها على الشّيطان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:” وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»،قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ»،فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»،قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»،فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:” اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ “، البقرة/255، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»،قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»،قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ:” اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ “، البقرة/255، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ – وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ- فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»،قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ» “، رواه البخاري. (5)
الرقية الشرعية
يجب أن تجتمع في الرّقية الشّرعية عدّة أمور، وهي:
- أن تكون بكلام الله سبحانه وتعالى، أو بأسمائه، أو بصفاته، أو بما ورد من المأثور عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
- أن تكون باللسان العربي، وهو ما اشترطه ابن تيمية، وأن تكون ممّا يعرف معناه.
- أن يعتقد المسلم أنّ الرّقية بحدّ ذاتها لا تؤثّر، بل بأمر الله سبحانه وتعالى.
أمّا حكم الرّقية الشّرعية فقد قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” لا بأس بالرّقى ما لم تكن شركاً “، رواه مسلم. ومن أنفع الرّقى رقية الإنسان لنفسه بنفسه، وتعدّ سورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض، وذلك لأنّ هذه السّورة تتضمّن إخلاصاً لله سبحانه وتعالى في العبوديّة، والثّناء عليه عزّ وجلّ، وتفويض الأمر إليه عزّ وجل.
وعند رقية المريض يقول:” باسمِ اللهِ أرقيكَ. من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ. من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ. باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ “،رواه مسلم. وإذا اشتكى الشّخص ألماً في موضع من جسده، فيضع يده على موضع الألم، ويقول كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:” ضَعْ يدَك على الذي تألَّم من جسدِك. وقلْ: باسم اللهِ، ثلاثًا. وقل، سبعَ مراتٍ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه، من شرِّ ما أجدُ وأُحاذِرُ “،رواه مسلم. (7)