خليج سلمان
مَا هِيَ الأَرْضُ أَوْ اليَابِسَةُ الَّتِي تُحِيطُ بِهَا المِيَاهُ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ؟ سُؤَالٌ طَالَمَا طَرَحَ عَلَيْنَا فِي المَرْحَلَةِ الاِبْتِدَائِيَّةِ فِي حِصَص مَادَّة الجُغْرَافِيا؛ لِتَكُونَ الإِجَابَةُ إِنَّهُ الخَلِيجُ. الخلْجَانُ يعتقد أَنَّهَا تَكَوَّنَتْ بِطَرِيقَتَيْنِ:. الأُولَى؛ فِي فَتْرَةِ العَصْرِ الجَلِيدِيِّ عِنْدَمَا اِرْتَفَعَ مُسْتَوَى المِيَاهِ لِيُحِيطَ بِاليَابِسَةِ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ، الثَّانِيَةُ؛ نَتِيجَةَ تَصَدُّعِ سَطْحِ الأَرْضِ بِفِعْلِ العَوَامِلِ الطَّبِيعِيَّةِ مِنْ الزَّلَازِلِ وَالهَزَّاتِ الأَرْضِيَّة، مِمَّا أَدَّى إِلَى خَسْفِ جُزْءٍ مِنْ اليَابِسَةِ لِيَكُونَ تَحْتَ سَطْحِ المِيَاهِ مِنْ جِهَاتٍ ثُلَاثَ.
وحول العَالِمِ هُنَاكَ العَدِيدُ مِنْ الخلْجَانِ مِنْهَا فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ؛ الخَلِيجُ العَرَبِيَّ، وَخَلِيجُ عمان، وَخَلِيجُ عَدَنَ، وَخَلِيجُ سِرْتَ، وَخَلِيجُ العَقَبَةِ، وَغَيْرِهَا، وَأَيْضًا حَوْلَ العَالَمِ كَخَلِيجِ البنغال، وَخَلِيجِ هُنْدُورَاس، وَخَلِيجِ كَالِيفُورْنِيَا…
وَالخُلْجَانُ مِنْهَا مَا يَكُونُ جَيِّدًا لِلسِّبَاحَةِ وَالاِسْتِجْمَامِ، فَيسْتَخْدمُ لِلجَذْبِ السِّيَاحِيِّ كَخُلْجَانِ الجُزُرِ فِي المُحِيطِ الهَادِيَ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ عَمِيقًا وَمُمْتَدًّا فِي المِيَاهِ مِمَّا يَسْمَحُ بِإِقَامَةِ المُدُنِ الكَبِيرَةِ والموانىء وَاِسْتِقْبَالِ السُّفُنِ كَمُعْظَمِ مُدُنِ دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبِيِّ الوَاقِعَة عَلَيْه. وَالخَلِيجُ بِمَا أَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ اليَابِسَةِ اِمْتَدَّ فِي المَاءِ فَلِا بدّ مِنْ وُجُودِ مَضِيقٍ أَوْ مَمَرٍّ مَائِيٍّ يرْبطُ بَيْنَ الجزأين مِنْ المِيَاهِ مِثْلَ مَضِيقِ بَاب المَنْدَبِ الَّذِي يَصِلُ بَيْنَ البَحْرِ الأَحْمَرِ مُرُورًا بِخَلِيجِ عَدَنَ وَبَحْرٌ العَرَب
خَلِيج سلَّمَانِ
هو خَلِيجٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ كَبَاقِي الخلْجَانِ المَشْهُورَةِ فِي العَالَمِ، يَقَعُ فِي المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ، وَيَتبَعُ مَدِينَةَ جِدَّة فِي المِنْطَقَةِ الغَرْبِيَّةِ مِنْ المَمْلَكَةِ عَلَى شاطىء البَحْر الأَحْمَر، وَكَانَ شَاطِؤهُ يَعْرِفُ سَابِقًا بِاسْمِ شاطىء المرح. خَلِيجُ سَلْمَانَ يَقَعُ عَلَى بُعْدِ أَرْبَعِينَ كِيلُومَتْرا تَقْرِيبَا شِمَالِ مَدِينَةِ جِدَّة؛ المَدِينَةُ الَّتِي اِشْتَهَرَتْ بِكَثْرَةِ الزَّائِرِينَ مِنْ سُيَّاحٍ وَحُجَّاجٍ وَمُعْتَمِرِينَ، وَبِكَثْرَة الأَمَاكِن السِّيَاحِيَّةَ والشواطىء، وَالمُنْتَجَعَات حَتَّى عرَفَتْ بِاسْمِ المَدِينَة الَّتِي لَا تَنَام.
خَلِيجُ سَلْمَانَ اِكْتَسَبَ اِسْمَهُ كَمَا يَعْتَقِدُ البَعْضُ مِنْ وُجُودِ قَبْرِ الصحابي الجَلِيل سلَّمَان الفَارِسِيّ؛ حَيْثُ كَانَ الصَّيَّادِونَ يُقَدِّمُونَ النُّذُورَ وَالقَرَابِينَ فِي الفَتْرَةِ الَّتِي سَبَقَتْ قِيَامَ الدَّوْلَةِ السَّعُودِيَّةِ إِلَى ذَلِكَ القبر. وَاليَوْمَ المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّة السَّعُودِيَّة تَولي خَلِيج سلَّمَان اِهْتِمَامًا كَبِيرًا، وَتُرَوَّجُ لَهُ سِيَاحِيًّا لِجَذْبِ السُّيَّاحِ مِنْ الدَاخِلِ وَالخَارِجِ كَوَاحِد مِنْ أَجْمَل الشواطىء الرَّمْلِيَّة النَّاعِمَة، وَتَوَفُّر العَدِيدَ مِنْ الخِدْمَاتِ كَرَبْطٍ مِنْطَقَة الخَلِيجِ مَعَ بَعْضِهَا البَعْضُ وَمَعَ مَدِينَةِ جِدَّة بِشَبَكَةٍ حَدِيثَةٍ مِنْ الطُّرُقِ، وَفِيهِ أَيْضًا العَدِيدُ مِنْ المَشَارِيعِ لِجَذْبِ الاِسْتِثْمَارِ، وَمِنْ هَذِهِ المَشَارِيعِ بِنَاءٌ مُجَمَّع طِبِّيّ عَلَى مِسَاحَةٍ كَبِيرَةٍ جِدًّا، وإِنْشَاءُ هَيْئَةٍ لِلغِذَاءِ وَالدَّوَاءِ فِي خَلِيجٍ سلَّمَان، وَضع حَجَر الأَسَاسِ لِكُلٍّ مِنْ مَبْنَى المَعْهَدِ التَّقْنِيِّ وَالشُّؤُونِ الاِجْتِمَاعِيَّةَ.
وَحَدِيثًا يَشْهَدُ خَلِيج سلَّمَان عَمَلِيَّة زِرَاعَةِ المَرْجَانِ بِطَرْقٍ عِلْمِيَّةٍ وَبِإشْرَاف متخصّصين وباحثين شَبَاب.