تعريف التّدخين
مفهوم التدخين وأنواعه
تعتبر عادة التّدخين من الآفات التي غزت مجتماعاتنا وانتشرت بشكلٍ كبيرٍ بين شبابنا، والتّدخين هو العادة التي تستخدم فيها مواد معيّنة وأشهرها نبتة التّبغ؛ حيث يقوم المدخّن بحرق مادّة التّبغ واستنشاق الدّخان الخارج منها ليدخل رئته ويلبّي حاجته من مادة النّيكوتين الّتي يعدّ استهلاكها شكلًا من أشكال الإدمان، وفي بعض الأحيان تستخدم موادٌ أخرى في عمليّة التّدخين مثل: الحشيش والمخدّرات عمومًا وهي أخطر من مادّة التّدخين بالطّبع، وأكثر ضرراً على صحّة الإنسان، ويأخذ التّدخين أشكالًا مختلفةً منها: التّدخين الشّائع بين النّاس باستخدام ما يطلق عليه السّيجارة، أو التّدخين بواسطة الغليون أو السّيجار أو ما تسمّى بالشّيشة أو النرجيلة، وتشترك جميع هذه الأدوات بأنّها تقوم بعمليّة حرق المادّة المطلوبة .
وقد عُرف التّدخين منذ آلاف السّنين وإن أخذ صوراً متنوّعة؛ حيث كانت بعض الحضارات تقوم بحرق مواد واستخدامها كبخّور، أمّا الشّكل الّذي نراه حاليّا فلم يعرفه الإنسان إلّا في القرن السّادس عشر الميلادي؛ حيث قام شخصٌ فرنسيّ يُدعى جان نيكوت بإدخال مادة النّيكوتين إلى فرنسا، ثمّ انتقلت إلى انجلترا ثمّ إلى باقي أنحاء أوروبا، ومن ثمّ انتشر التّدخين وبواسطة التّجار الفرنسيّين إلى أفريقيا، ثمّ دخل الكثير من البلدان .
وقد حارب عددٌ من السّلاطين والملوك عادة التّدخين في أماكن تواجدهم، ومنعوا ممارستها والاتّجار بها، ومن بينهم السّلطان العثماني مراد الرّابع الذي رأى في ممارسة هذه العادة تهديداً للصّحة والسّلامة العامّة، كما قام امبراطور الصّين في تلك الفترة بنفس الإجراء؛ حيث أصدر مرسوماً يمنع التّدخين .
مضار التدخين
وإذا أردنا التّحدث عن مضارّ التّدخين فهي كثيرة، ومن أبرزها المضار الصحيّة؛ حيث يؤثّر التّدخين على صحّة الإنسان وسلامة أعضائه، فيسبّب له الكثير من النّوبات والسّرطانات كسرطان الرّئة، وهو كذلك يضعف بنية الإنسان ويجعل نفسه بطيئاً، ويشعر المدخّن بذلك كثيرًا حينما يريد الصّعود على السّلم أو ممارسة الرّياضة، وهناك نوعٌ آخر من المضارّ وهي الماديّة؛ حيث يستنزف الفرد جزءًا كبيراً من ميزانيّته على التّدخين، كما تدفع الدّولة أموالاً طائلةً لتتكفّل بمعالجة المتضررّيين من تلك الآفة .
والحكم الشّرعي في مسألة التّدخين أنّه حرامٌ ممارسته وبيعه والتّرويج له، وقد جاءت حرمة التّدخين حين تيقّن العلماء والأطباء من ضرره، والقاعدة الشّرعيّة تقول لا ضرر ولا ضرار، وبالتّالي فإنّه محرمٌ لما له من آثار مضرّة على صحّة الإنسان وسلامة المجتمع الّذي يعيش فيه، أبعدنا الله تعالى جميعًا عن هذه الآفة الذّميمة .