تحقيق السعادة
تتضمن السعادة وبشكل ضمني رضا الإنسان عن حياته التي يحياها، ورضاه عمن حوله من الناس، بالإضافة إلى رضاه عن نفسه وتصالحه معها، كما أن السعادة تعنس رضا الإنسان عن منجزاته وطموحه في الوصول إلى ما هو أكبر من ذلك، فالسعادة هي مما يسعى كافة الناس، فهس ليست بذخاً، وإنما ضرورة من الضرورات الهامة التي لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها، فالسعادة هس من البديهيات التي وبمجرد أن تطرح أمام أي إنسان، فإنه سيظهر مظاهر حبه لها، كما وسيظهر أمنياته باحتيازها، وربما يتساءل البعض من الناس عن سبيل السعادة وطريقها، فهو لم يعرف لها سبيلاً ولا طريقاً في حياته، والجواب على هذا السؤال يعتمد على كل شخص، فكل شخص أدرى بنفسه من الشخص الآخر، فما يسعد البعض قد لا يسعد البعض الآخر.
لكن وعلى الرغم من اختلاف مسببات السعادة بين الناس، فربما يكون هناك بعض القواسم والأسس المشتركة بينهم وهي كما يلي:
- إذا أراد الإنسان أن يكون سعيداً فيتوجب عليه أن يعرف نفسه، وأن يعطيها مساحتها كاملة، فمعرفة النفس ومصالحتها هو من أهم أسباب السعادة، حيث أن معرفة النفس، تجعل الإنسان في سعي دائم ودؤوب للوصول إلى كل ما يسعد هذه النفس، وهذا لا يعني أن يترك الإنسان لنفسه العنان فتقوده إلى التهلكة، بل يجب أن يكون إسعادها ضمن المباح شرعاً وقانوناً.
- يجب على الإنسان أن يتخلص من كافة القيود التي تكبل عقله عن التفكير ونفسه عن الانطلاق في فضاءات الكون وجسمه عن الحركة والسعي حسبما يريد العقل وكيفما تريد النفس، وفي ضمن مجال الروح الإنسانية. ومن أبرز هذه القيود وأكثرها تقييداً للإنسان القيود الاجتماعية، فالعلاقات الاجتماعية إن كانت مفروضة على الإنسان فسوف تسبب له العديد من المشاكل بالإضافة إلى عدم إحساسه بالراحة مطلقاً.
- حتى يسعد الإنسان في حياته ينبغي عليه أن يتسلح بالعلم والمعرفة والروحانيات معاً، فالعلم والإيمان هما من سب سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة أيضاً، لأنهما ينميان عقل الإنسان وروحه معاً، ومن هنا فإنه ينبغي على الإنسان أن يهتم جيداً بهاذين الأمرين.
- كما ويتوجب على كل ساعٍ وراء السعادة، أن يحدد هدفاً له في الحياة، فالحياة دون هدف ليس لها معنى أبداً، لأن الهدف هو الضوء الذي نسعى إليه حتى نخرج من النفق المظلم، فالهدف هو ما يضيء درب حياتنا وهو ما يمثل لنا علامة هامة وفارقة وبشكل كبير جداً.