بماذا تتميز مدينة فاس
المغرب
المملكة المغربيّة دول إفريقيّة عربيّة، وتعتبر إحدى دول المغرب العربي الذي يضم المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا، عاصمتها الرسميّة مدينة الرباط، وعاصمتها الاقتصادية مدينة الدار البيضاء، وفيها مدن كثيرة لا تقلّ أهميّة عنها؛ كمدينة فاس، ومراكش، وطنجة، وأغادير، وغيرها. يحدّ دولة المغرب من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ويحدّها غرباً المحيط الأطلسي، وأمّا شرقاً فتحدّها دولة الجزائر الشقيقة، ومن الجنوب فتحدّها دولة موريتانيا. في مقالنا هذا سنتعرّف على مدينة من أهمّ مدن المملكة، ألا وهي “مدينة فاس”.
مدينة فاس
مدينة فاس المغربيّة هي المدينة الثانية في المملكة من حيث عدد سكانها الذين يتجاوزن المليونين نسمة تقريباً، وهي مدينة تاريخيّة شهدت الكثير من تاريخ هذه البلاد، حيث إنّ تاريخ تأسيسها يبدأ في القرن الثامن للميلاد، بعد أن وصل إليها المولى “إدريس الأوّل” في عام سبعمئة وتسعة وثمانين ميلادي، وكانت بداية بناء هذه المدينة على الضفة اليمنى لوادي فاس في حي الأندلسييّن. وممّا يجدر ذكره، أنّ المولى إدريس الثاني استطاع أن يبنى مدينة جديدة على الضفة اليسرى لهذا الوادي في حي القيروانييّن، وقد قام ببناء سور، ومسجد، وقصر، وسوق فيها.
هذه المدينة كانت في ذاك العهد تشهد انتعاشاً عمرانياً، واقتصادياً مميزاً لتوفر الكثير من الموارد الخصبة فيها، كما أنّ موقعها الاستراتيجي جعل منها ملتقى للطرق التجاريّة بين شرق وغرب البلاد، كما وشهدت تنوعاً سكانيّاً ملموساً لوجود الأمازيغ فيها، والقيروانيين، والأندلسييّن، واليهود، وهؤلاء كلهم ساهموا في بناء هذه المدينة من جميع النواحي الاقتصادية، والثقافيّة، والعمرانيّة.
وقد شهدت هذه المدينة الجميلة عصراً ذهبيّاً آخر في عهد الموحدّين الذين استولوا على المدينة في عام ألف ومئة وثلاثة وأربعين ميلادي، بقيادة أبي يوسف يعقوب، والذي تمكّن من بناء حصن منيع لها، وبناء مسجد كبير فيها، بالإضافة إلى قصور وحدائق ووحدات سكنيّة. وقد توالى الحكم عليها فيما بعد على يد الكثير ممن استعمرها، كالسعدييّن الذين انقسمت المدينة في عهدهم إلى قسمين فاس الجديدة، وفاس البالية، ثمّ تلاهم العلويّون، وغيرهم.
ولو فكرت يوماً في زيارة هذه المدينة الجميلة عليك أن تحرص على زيارة أهمّ معالمها الحضارية والتاريخية؛ كمسجد القروييّن والذي أمرت ببنائه فاطمة الفهريّة، ومسجد الأندلسيين والذي أمرت ببنائه مريم أخت فاطمة، وكذلك لا بدّ وأن تشاهد أسوار مدينة فاس البالي، والمسجد الكبير، والمدرسة البوعنانيّة، وفندق وسقاية النجّارين، والبرج الشمالي فيها، وبالطبع “دار البطحاء” القصر الملكي الذي أمر ببنائه المولى عبد العزيز، والذي تمّ تحويله فيما بعد إلى متحف للفنون.َ