بحيرة ساوة
محتويات المقال
بحيرة ساوة
بحيرة ساوة وهي من أغرب البحيرات الموجودة في العالم، وتقع بحيرة ساوة في العراق، وساوة تعني العجوز وهذه الكلمة ما زالت متداولة لدى الكثير من مسيحي العراق، ويذكر أنّ كلمة ساوة هي مأخوذة من كلمة سورث باللغة الآرامية، وتعتبر البحيرة اليوم من الأماكن السّياحية المهملة التي لم تحظى بالاهتمام الكافي بالرّغم من أنّها من أقدم البحيرات حيث تمّ ذكرها في كتب التّاريخ بسبب غرابتها المثيرة.
الموقع الجغرافي لبحيرة ساوة
تقع بحيرة ساوة في مدينة السماوة وتحديداً مسافة ثلاثين كيلو متراً جنوب غرب المدينة، ومدينة السماوة تتبع إدارياً لمحافظة المثنى التي تبعد مسافة مائتين واثنين وثمانين كيلو متراً جنوب العاصمة بغداد في العراق، وتبلغ مساحة البحيرة ما يقدر باثني عشرة كيلو متر ونصف، حيث طول البحيرة يبلغ أربعة كيلو متر وعرضها اثني كيلو متراً، ونذكر أنّ البحيرة تقع في وسط صحراء مدينة السّماوة، ومحاطة بجرفٍ صخريٍ أصله ترسبات كلسية، والبحيرة مغلقة تماماً أي لا يوجد أي رافد أو مجرى مائي يعمل على تغذية مياه البحيرة، ولكن تعتمد على المياه الجوفية التي تغذيها من صدوع جدرانها، وشكل البحيرة يشبه شكل حبة الباذنجان، وترتفع عن الأرض المحيطة بها خمسة مترات أي لا يمكن رؤيتها إلّا عند الإقتراب منها، وتبعد عن نهر الفرات بمسافة عشرة كيلو متر وترتفع عن مستوى هذا النّهر ما يبلغ ارتفاعه أحد عشرة متراً.
أبرز الظّواهر الطّبيعية التي تتميز بها بحيرة ساوة
- ذكرنا أنّ بحيرة ساوة لا يوجد أي مجرى مائي يعمل على تغذيتها، وهذا ما حيّر العلماء بأن البحيرة محافظة على مستوى مياه سطحهها منذ العصور القديمة ولم ينقص من مستوى مائها شبراً، بالرّغم من المناخ الصّحراوي الحار الذي تتميز به صحراء مدينة ساوة، أي عندما تتبخر المياه لا بدّ أن ينقص مستوى الماء لكن عند ساوة تخالف هذه القاعدة، ولكن يعتقد أنّ هناك مياه جوفية تعمل على تغذية مياه البحيرة حتى تحافظ على مستوى مياهها.
- من أغرب الظّواهر الطّبيعية لبحيرة ساوة هو عند محاولة سحب المياه من خارج البحيرة تتحول مباشرة إلى صخور كلسية، ولا يعرف إلى الآن ما سبب هذا التّحول المباشر من الحالة السّائلة للماء إلى حالة صلبة كصخور كلسية.
- تتميز مياه بحيرة ساوة بأنها مياهها دافئة ومشبعة بمادة الكبريت أو كبريتات الكالسيوم؛ لذلك فهي مصدر للتداوي وعلاج الكثير من الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها، فملوحة مياه البحيرة المضاعفة جعلتها أكثر كثافة من كثافة البحار والبحيرات الأخرى.
- من الغرابة أيضاً لا يعيش في هذه البحيرة إلّا نوع واحد من الأسماك، وهي الأسماك العمياء التي يترواح طول السمكة فيها عشرة سنتيمتر فقط، وتتميز هذه الأسماك بأنّها شفافة، وعدا عن ذلك نسبة الشّحوم في الّسمك عالية جداً أي لا يمكن طبخا بسهولة لأنها ستذوب بالكامل ولا يبقى منها شيء.
- يذكر أنه يحيط بهذه البحيرة كهوف عديدة لم تكتشف إلّا الآن حقيقتها أو إذا كانت هناك دلائل تدلّ على أنه يوجد أحد سكن هذه الكهوف، فالبحيرة ما زالت بدائية غامضة تحتفظ بأسرارها لوحدها.