اين تقع جزر البليار
محتويات المقال
جزر البليار
جزر البَلْيَار (بالإنجليزية: Balearic Islands) هي أرخبيلٌ بحريّ يَقع في الجهة الغربيّة من البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من السواحل الشرقيّة لشبه الجزيرة الإيبيرية، وتُشكّل الجزر مَنطقة حكمٍ ذاتيّ تتبع دولة إسبانيا، وتُعدّ مدينة بالما دي مايوركا عاصمة هذه المنطقة.
تتكوّن جرز البليار من 151 جزيرة، منها خمس جزرٍ مأهولةٍ بالسكّان فقط، وهي: جزيرة مايوركا، وجزيرة منوركا، وجزيرة إيبيزا، وجزيرة فورمينتيرا، وجزيرة كابريرا، وتتميّز هذه الجزر بطَبيعتها الخلّابة وأجوائها المُعتدلة على مدار العام، وذلك جعل منها مقصداً سياحيّاً عالميّاً مهمّاً. يعود أصل كلمة البليار إلى اللغة البونيقية، وتأتي من كلمة “ba’lé yaroh”؛ حيث يعني المَقطع الأوّل منها “ba’lé” ممارسي المهنة، أما المقطع الثاني “yaroh” يعني رمي الحجارة، وبذلك تَعني العبارة بشكل كامل “أسياد الرماية”. [١][٢]
موقع جزر البليار
تقع جزر البليار في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط ويُحيط فيها إلى جانب البحر البلياري،[٣] ومن الغرب تقع شبه الجزيرة الإيبيرية،[١] وتبعُد الجزر عن إسبانيا مسافة تتراوح بين 80 إلى 300 كم.[٤] تمتدّ إحداثيات جزر البليار بين خط طول ′30 °39 شمالاً، وخط عرض ′0°3 شرقاً،[٥] وتبلُغ المساحة الإجماليّة لجزر البليار 5,014 كم2، وأعلى قمة في الجزر هي قمة بويغ ماجور، ويبلُغ ارتفاعها 1,445 متراً عن مستوى سطح البحر، بينما تبلُغ أدنى نقطة فيها 0 وهي ساحل البحر المتوسّط.[٦] تتكوّن الجزر من مجموعتين رئيسيتين: المجموعة الشرقية، وهي المجموعة الأكبر، وتضُم جزيرتين رئيسيتين، هما مايوركا، ومينوركا، إلى جانب جزيرة كابريرا الصغيرة، أمّا المجموعة الغربية، والتي تُعرف باسم جزر بيتيوسيك، تضُم جزيرتيّ إيبيزا، وفورمينتيرا.[٤]
سكان جزر البليار
وفقَ تقديرات عام 2016م بلغ تعداد جزر البليار السكاني 1,107,220 نسمة، وضمّت العاصمة بالما دي مايوركا أكبر تجمّعٍ سكّاني في مجموعة الجزر، ووصل تعدادها السكاني إلى 402,949 نسمة في العام نفسه، أمّا الجزر الرئيسيّة فيها فبلغت تقديرات تعدادها السكاني في العام نفسه كالآتي:[٧]
- جزيرة مايوركا: 402,949 نسمة.
- جزيرة إيبيزا: 49,549 نسمة.
- جزيرة مينوركا: 28,641 نسمة.
تضُمّ جزر البليار عدداً من الأعراق؛ حيث يُشكّل الإسبان الجزء الأكبر منها بنسبة 87% من إجمالي عدد السكان، بينما يُشكّل الأمريكيون اللاتينيون 7% من السكان، ويُمثّل الأوربيون الغربيون نسبة 3% من السكان، ويُمثّل الأفارقة وشعوب الشرق الأوسط 2% من السكان إلى جانبِ عددٍ من الأعراقِ الأُخرى المُختلفة التي تُمثّل 1% من السكان. يتحدّث سكان جزر البليار اللغتين الكتالونية والإسبانية، وهما اللغتان الرسميّتان للجزر، ويعتنق السكّان الديانة المسيحيةالكاثوليكية بشكل أساسي إلى جانبٍ عددٍ من اللغات الأُخرى.[٨]
تاريخ جزر البليار
شَهدت جزر البليار قيام عددٍ من الحَضارات على أرضها، من أبرزها حضارة تالايوتيك التي قامت عليها في عصور ما قبل التّاريخ، وأُخِذَ اسم هذه الحَضارة من الأبراج الحجريّة التي كانوا يبنونها والتي كانت تُسمّى “تالايوتس”، واستمرّت هذه الحضارة لوقتٍ طَويل جداً على أراضي الجزيرة، وَوجدت الدّراسات الأثريّة أنّ الحضارة تأثّرت بشكلٍ قويّ من الحَضارات التي قامت في الشرق على مدى طويل من الزمن؛ وذلك بسبب مَوقعها في البحرِ المُتوسّط، ومن أبرز المَوجودات التي عُثِرَ عليها هي: السيوف البرونزية، والفؤوس، ورؤوس حيوانات، كما عُثِرَ على فخار يعود لحَضارة تالايوتيك.[٤]
كانت نهاية حضارة تالايوتيك عندما احتلّ الرومان الجزر؛ حيث تُشير الأدلّة التاريخيّة إلى أنّ الجُزر تعرّضت للاحتلال على مدى 2.600 سنة من قِبَل عددٍ من الحضارات، من أبرزها القرطاجيون، والرومان، والموريون، والإسبان، الذين تركوا آثارهم بشكل واضح على الجزر، وتُشير الدراسات التاريخيّة إلى أنّ أوّل من احتلّ الجزر كان الواندل في عام 526م، ثم وقعت تحت الحكم البيزنطي في عام 534م، الذي استمرّ حتى عام 903م عندما وَقعت الجُزر تحت الحكم الإسلامي، وفي عامي 1229م و1235م احتلّ خايمي الأول ملك أراغون جزيرتي مايورا وابيزا على التوالي، بينما وقعت جزيرة مينوركا تحت سيطرت ألفونسو الثالث ملك أراغون في 1287م.[٤]
بعد سلسة من تعاقب الحضارات والاحتلال على جزر البليار، أُعلنت الجزر مملكة مستقلة في عام 1298م، وفي عام 1349م عادت وانضمّت إلى أراغون، وبقيت جزءاً منها لثلاثة قرون، حتى عام 1708م عندما احتلّ البريطانيون جزيرة ماون، وفي عام 1713م تخلّت مُعاهدة أوترخت عن جزيرة ميوركا لصالح البريطانيين، الذين بدورهم احتلّوها حتى عام 1802م، وفي عام 1833م، أُعلنت جزر البليار كمقاطعةٍ إسبانية، تبِعَتها قيام حركة وطنية لتوحيد المقاطعات الإسبانية، لكنها فشلت في مَهمتها، عقِبَها طرح فكرة الحكم الذاتي للجزر في عام 1931م، لكن التطبيق الفعلي للحكم الذاتي لم يبدأ حتى عام 1983م.[٤]
السياحة في جزر البليار
بسبب موقع جزر البليار الجغرافي المُتميّز، ومُناخها الرائع الذي يمتدّ على مدار العام تُعدّ من أبرز الوجهات السياحيّة في العالم، التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم سنوياً لما تتمتّع به من طول سواحل يصل إلى 1,000 كم، وأكثر من 400 شاطئ،[٩] وتتميّز كل جزيرة بالآتي:
- جزيرة إيبيزا: هي إحدى الجزر الرئيسية، وتمتدّ شواطئها لمسافة 210 كم، وتتميز بمياهها النقية، ودرجات حرارتها المُعتدلة، والمناظر الطبيعيّة التي تحتويها،[١٠] ولأهميّتها، أُدرجت جزيرة إيبيزا على لائحة اليونسكو للتراث والآثار في عام 1999م.[١١]
- جزيرة مايوركا: هي الجزيرة الأكثر تنوّعاً في طبيعتها وأنشتطها السياحية؛ فإلى جانب الطبيعة والمياه والشواطئ، يُمكن للزائر التمتع بلعب رياضة الجولف، والرّياضات المُختلفة. تتميّز شواطئ مايوركا التي تمتدّ على مسافة 550 كم برمالها البيضاء، وعددٍ كبير من الخلجان التي تقع بين مُنحدراتها الصخرية.[١٢]
- جزيرة مينوركا: هي أكثر الجزر هدوءاً، وتمتلك واحاتٍ طبيعيّة خلابة، وتتميّز شواطئها الشمالية بلونها المائل إلى الأحمر، بينما شواطئها الجنوبية تتميّز بلونها الذهبي، وتمتد سواحلها لمسافة 216 كم.[١٣]
- جزيرة كابريرا: تتميّز هذه الجزيرة بكونها مَركزاً طبيعيّاً لمُمارسة الأنشِطة البحريّة المُختلفة، من أبرزها الغوص؛ حيث تضمّ الجزيرة عدداً كبيراً من المَخلوقات البحرية التي يُمكن مشاهدتها، مثل الأخطبوط، والرخويات البحرية، والسلاحف البحرية.[١٤]
- جزيرة فورمينتيرا: تتميّز سواحل هذه الجزيرة بالمُنحدرات الكبيرة، التي تبرز فوق الشواطئ الطويلة للرّمال الناعمة للجزيرة، وتُمكّن السائح من الاسترخاء في بيئة طبيعيّة مَحفوظة جيداً.[١٥