الوطن العربيّ
الوطن العربيّ
أثارت أهميّة الوطن العربي من نواحٍ كثيرة مطامع الدّول الغربيّة والاستعماريّة للسّيطرة على مقدّرات الدّول العربيّة ونهبها، حيث قام الاستعمار ومن خلال اتفاقيّة سايكس بيكو بتقسيم الدّول العربيّة وفصلها عن بعضها البعض بحدود مصطنعة حتّى يسهل التّحكم بها، ولا شكّ بأنّ الإستعمار الغربي قد أدرك مبكّرًا أهميّة الوطن العربي جغرافيًّا وسياسيًّا واقتصاديّا ودينيًّا، فما هي تلك الأهميّة التي أسالت لعاب الغرب ؟
أهمية الوطن العربيّ
الأهميّة الدّينيّة
حيث تعتبر المنطقة العربيّة مهد الدّيانات السّماويّة الثلاث الإسلام واليهوديّة والمسيحيّة، كما يضمّ الوطن العربي على كثيرٍ من الأماكن المقدسة لدى اتباع الدّيانات السّماويّة ففي فلسطين يوجد المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وأحد أهم المساجد قدسيّة، كما توجد كنيسة المهد في بيت لحم، وفي مكّة المكرّمة يوجد المسجد الحرام، والكعبة المشرّفة حيث تمثّل قلب العالم ومركزه ويتوافد كلّ عام ملايين المسلمين إليها ليؤدّوا مناسك الحجّ.
الأهميّة الجغرافيّة
فالوطن العربي يتوسّط العالم ويقع في القلب منه، وهو كذلك مشرف على كثير من البحار والمحيطات المهمّة، كما يتحكّم في كثيرٍ من المنافذ والمضيقات الحيويّة التي تتحكّم في الملاحة التّجاريّة عبر العالم ومنها مضيق هرمز على الخليج العربي، وكذلك مضيق باب المندب على المحيط الهنديّ، ومضيق جبل طارق على المحيط الأطلنطيّ، وأخيرًا قناة السّويس التي تعبر فيها ربع الملاحة التّجاريّة الدّوليّة وتربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر.
الأهميّة الاقتصاديّة
فالوطن العربيّ يزخر بكثيرٍ من الثورات الطّبيعيّة والمعدنيّة وعلى رأسها الثّورة النّفطيّة التي تعدّ عصب الحياة العصريّة ووقود الاقتصاد المعاصر، فالسّعودية وحدها تمتلك ربع احتياطيّ العالم من النّفط، كما توجد كثير من المعادن في الوطن العربيّ من حديد، ونحاس، وبوتاس، وألمنيوم، كما تشكّل الثّروة السّمكيّة جزءاً هامًا من ثورات الوطن العربي، وكذلك توفّر أراضٍ خصبة للزّراعة في كثيرٍ من البلدان العربيّة ومثال على ذلك السّودان التي اعتبرت في وقت من الأوقات سلّة الغذاء العربيّ، كما توجد في الدّول العربيّة الكثير من الآثار التّاريخيّة من الحضارات السّابقة التي سكنت مصر والعراق وبلاد الشام، وتشكّل عوائد السّياحة جزءاً هامًّاً من اقتصاديّات بعض البلدان .
الأهميّة السّياسيّة
بعد احتلال دولة فلسطين وإقامة دولة الإحتلال الصهيونيّ عام 1948، ظلّت أنظار الغرب تتوجّه باستمرار نحو هذه المنطقة لضمان استمرار وجود هذه الكيان الغاصب على هذه الأرض، وبالتّالي ضمان أن تبقى تلك الدّول العربيّة المحيطه به خائفةً على نفسها، وتنفق المليارات لشراء الأسلحة والأنظمة العسكريّة من الغرب نفسه لتحمي بها نفسها.