النيران تلتهم أحلام عزيزة.. (2) مليار حصاد سنوات قضتها تحت لهيب الشمس
بدت صابرة رغم المصاب الجلل الذي حل بها بعد الخسارة التي تعرضت لها جراء الحريق الذي غلتهم سوق أم درمان فجر السبت الماضي فأحال السوق إلى كوم رماد وتبعثرت معه أحلام الجميع .
عزيزة عبد الله امرأه في منتصف العقد الرابع من عمرها ، تعمل بائعة فول وتسالي وعطور نسائية بسوق أم درمان منذ عشرين عاماً ، كل أمانيها لقمة عيش تسد رمقها وأسرتها الصغيرة بعد أن غاب عنها زوجها دون سابق إنذار إلى جهة غير معلومة وقرر الانفصال عنها فيما بعد .. عزيزة فقدت حصاد عمرها وإليكم التفاصيل عبر الحوار التالي:
* عزيزة ما هو نصيبك من التعليم ؟
– درست حتى الصف الرابع فقط ، لأن الأسرة لا تحرص على تعليم الفتيات .
* وإلى أين كانت وجهتك .
– اسرتي من حددت وجهتي ، حيث سعت لزواجي من أول شخص تقدم لخطبتي .
* ثم ماذا بعد ؟
– لم يستمر الزواج كثيراً وكان ثمرته طفلين خرجت بهما من الدنيا .
* دخولك للسوق هل كان أول قرار بعد الانفصال ؟
– نعم كان لا بد من العمل حتى أستطيع رعاية ابني ووالدتي المريضة التي لا أحد يكفلها بعد استقرار شقيقاتي خارج الولاية .
* كيف توفقين ما بين مسؤولية البيت والسوق ؟
– لدي عاملة بالمنزل تقوم بالمهام الخاصة بإبني ووالدتي .
* اختيار مهنة بيع الفول والتسالي لماذا هي دون غيرها ؟
– لأنني لم أكن أجدي شيئاً سواها وكانت الأسرع في الكسب .
* الفترة التي قضيتيها بالسوق ؟
– أكثر من عشرين عاماً أعمل بالمهنة التي طورتها .
* ماذا تعني بالتطوير ؟
– يعني لم أقف على بيع الفول فقط بل امتدت إلى كل المنتجات البلدية إضافة إلى بيع العطور النسائية .
* من أين تأتي ببضاعتك ؟
* الفول السوداني من الجزيرة ، أما النبق والدوم والتبلدي وغيرها فأقوم بشرائها من أحد تجار الجملة بالسوق .
* بعض تلك المنتجات موسمية ماذا تفعلين عند توقفها ؟
– اتجه عمل العطور السودانية حتى أتفادى الركود الموسمي ووجدت إقبالاً كبيراً من النساء .
* هل لديك زبائن من المشاهير ؟
كثيرون من بينهم الإعلامية عفاف حسن أمين ، أضف إلى ذلك لدي عدد كبير من الزبائن داخل ولاية الخرطوم بإمتدادها زبائن خارج البلاد من الغمارات ومصر والسعودية يحرصون على التواصل معي إبان إجازاتهم بالبلاد وحتى بعد المغادرة ، وتشكل الدكوة حضوراً كبيراً في تعاملاتنا .
* الحادثة المشؤومة ؟
فجعت كغيري من التجار بالسوق بما حدث لنا والذي هو قضاء وقد .
لم اعلم بالحادث إلا بعد وصولي السوق الذي وجدته تحول إلى رماد ولم يسلم منه شيء وفقدت كغيري حصاد عمر كامل كنت آمل في أن يكون ركيزة لابني الذين يدرسان بمرحلتين مختلفتين ، إذ اعتدت على إيداع كل ما أملكه لجاري بالسوق حتى بلغت الحصيلة (2) مليار جنيه قضت عليها النيران داخل المحل بالإضافة إلى 150 مليوناً كانت بالطبلية الخاصة بي ، وبضاعتي بلغت قيمتها 50 مليون جنيه ما يعني أنني فقدت مليار و200 جنيه حصاد عمر كامل .
حاورتها: تفاؤل العامري
الخرطوم (السوداني)