النعمان بن مقرن المزني . . ممكن تلخيص ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم اعضاء النهر الحلويين انشاء الله طيبين

هذا الدرس لو سمحتوا ابي تلخيصه في هاليومين واكون شاكره
والله يوفقكم

———
[النعمان بن مقرن المزني

كانت قبيلة مزينة تتخذ منازلها قريبا من يثرب على الطريق الممتدة بين المدينة المنورة ومكة .

وكان الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه قد هاجر إلى المدينة وجعلت أخباره تصل تباعا إلى مزينة مع الغادين والرائحين فلا تسمع عنه إلا خيرا

وفي ذات عشية جلس سيد القوم النعمان بن مقرن المزني في ناديه مع إخوانه و مشيخة قبيلته فقال لهم :

يا قوم , والله ما علمنا عن محمد إلا خيرا ولا سمعنا من دعوته إلا مرحمة وإحسانا وعدلا فما بالنا نبطئ عنه والناس إليه يسرعون ؟ ثم أتبع يقول :

أما أنا فقد عزمت على أن أغدوا عليه إذا أصبحت فمن شاء منكم أن يكون معي فليتجهز .

وكأنما مست كلمات النعمان وترا مرهفا في نفوس القوم فما إن طلع الصباح حتى وجد إخوته العشرة و أربع مئة فارس من فرسان مزينة قد جهزوا أنفسهم للمضي معه إلى يثرب للقاء النبي صلى الله عليه وسلم والدخول في دين الله .

بيدا أن النعمان استحى أن يفد مع هذا الجمع الحاشد على النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يحمل له وللمسلمين شيئا في يده .لكن السنة الشهباء المجدبة التي مرت مزينة لم تترك لها ضرعا ولا زرعا .فطاف النعمان ببيته وبيوت إخوته وجمع كل ما بقى لهم من غنيمات وساقها أمامه وقدم بها على رسول الله عليه وسلم وأعلن هو ومن معه إسلامهم بين يديه .

اهتزت يثرب من قصاها إلى قاصاها فرحا بالنعمان بن مقرن وصحبه إذ لم يسبق لبيت من بيوت العرب أن أحدى عشرا أخا من أب واحد ومعهم أربع مئة فارس .

وسر الرسول الكريم بإسلام النعمان أبلغ سرور .وتقبل الله جل وعز غنيماته , و أنزل فيه قرأنا فقال :
{ ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الأخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول أل إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم }

انضوى النعمان بن مقرن تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه غزواته كلها غير متراخ أو مقصر

ولما ألت الخلافة إلى الصديق وقف معه هو وقومه من بني مزينة وقفة حازمة كان لها أثر كبير في القضاء على فتنة الردة .

ولما صارت الخلافة إلى الفاروق كان النعمان بن مقرن في عهده شأن ما يزال التاريخ يذكره بلسان ندي بالحمد رطيب بالثناء .

فقبيل القادسية أرسل سعد بن أبي وقاص قائد جيش المسلمين وفدا إلى كسرى يزدجرد برئاسة النعمان بن مقرن ليدعوه إلى الإسلام .

ولما بلغوا عاصمة كسرى المدائن استأذنوا بالدخول عليه فأذنوا لهم ثم دعا الترجمان فقال :

سلهم ما الذي جاء بكم إلى ديارنا وأغركم بغزونا ؟! لعلكم طمعتم بنا واجترأتم علينا لأننا تشاغلنا عنكم ولم نشأ
نبطش بكم .

فالتف النعمان إلى من معه وقال : إن شئتم أجبته عنكم ’ وإن شاء أحدكم أن يتكلم أثرته بالكلام فقالوا :

بل تكلم أنت ثم التفتوا إلى كسرى وقالوا هذا الرجل يتكلم بلساننا فاستمع إلى ما يقول .
فحمد النعمان الله عليه وصلى على نبيه وسلم ثم قال :

إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه .

ووعدنا – إن أجبناه إلى ما دعانا إليه – أن يعطينا الله خيري الدنيا والآخرة .فما هي إلا قليل حتى بدل الله ضيقنا سعة وذلتنا عزة وعداوتنا أخاء ومرحمة .وقد أمرنا أن ندعو الناس إلى ما فيه خيرهم وأن نبدأ بمن يجاورنا .فنحن ندعوكم إلى الدخول في ديننا وهو دين حسن الحسن كله وحض عليه وفبح القبيح كله وحذر منه وهو نقل معتنقيه من ظلام الكفر وجوره إلى نور الإيمان وعدله .

فإن أجبتمونا إلى الإسلام خلفنا فيكم كتاب الله وأقمنا كم عليه على أن تحكموا بأحكامه ورجعنا عنكم وتركناكم وشأنكم .

فإن أبيتم الدخول في دين الله أخذنا منكم الجزية وحميناكم فإن أبيتم إعطاء الجزية حاربناكم . فاستشاط يزدجر غضبا وغيظا مما يسمع , ,قال :

إني لا أعلم أمة في الأرض كانت أشقى منكم و لا أقل عددا ولا أشد فرقة ولا أسوأ حالا.وقد كنا نكل أمركم إلى ولاة الضواحي فيأخذون لنا الطاعة منكم ….

ثم خفف شيئا من حدته وقال :

فإن كانت الحاجة هي التي دفعتكم إلى المجيء إلينا أمرنا لكم بقوت إلى أن تخصب دياركم وكسونا سادتكم ووجوه قومكم وملكنا عليكم ملكا من قبلنا يرفق بكم .

فرد عليه رجل من الوفد رد أشعل نار غضبه من جديد فقال لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم .

قوموا فليس لكم شيء عندي , وأخبروا قائدكم أني مرسل إليه ( رستم ) حتى يدفنه ويدفنكم معا في خندق القادسية

ثم أمر فأتي له بحمل تراب وقال لرجاله حملوه على أشرف هؤلاء وسوقوه أمامكم على مرأى الناس حتى يخرج من أبواب عاصمة ملكنا .

فقال للوفد :

من أشرفكم ؟ فبادر إليهم عاصم بن عمر وقال : أنا

فحملوه عليه حتى خرج من المدائن ثم حمله على ناقته وأخذه معه لسعد بن أبي وقاص .وبشره بأن الله سيفتح على المسلمين ديار الفرس ويملكهم تراب أرضهم .

ثم وقعت معركة القادسية واكتظ خندقها بجثث آلاف القتلى ولكنهم لم يكونوا من جند المسلمين , وإنما من جنود كسرى .

لم يستكن الفرس لهزيمة القادسية فجمعوا جموعهم وجيشوا جيوشهم حتى اكتمل مئة وخمسون ألفا من أشداء المقاتلين .

فلما وقف الفاروق على أخبار هذا الحشد العظيم عزم على أن يمضي إلى مواجهة هذا الخطر الكبير بنفسه ولكن وجوه المسلمين ثنوه ( ردوه ) عن ذلك وأشاروا عليه أن يرسل قائدا يعتمد عليه في مثل هذا الأمر الجليل .

فقال عمر : أشيروا علي برجل لأوليه ذلك الثغر .

فقالوا: أنت أعلم بجندك يا أمير المؤمنين .

فقال : والله لأولين على جند المسلمين رجلا يكون – إذا التقى الجمعان – أسبق من الأسنة , هو النعمان بن مقرن

فقالوا : هوا لها

فكتب إليه يقول : من عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن .

أما بعد , فإذا بلغني أن جموع من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة (( نهاوند )) فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبعون الله وبنصر الله بمن معك و لا توطئهم وعرا فتؤذيهم …. فإن رجلا واحد من المسلمين أحب إلى مئة ألف دينار والسلام عليك .

هب النعمان بجيشه للقاء العدو وأرسل أمامه طلائع من فرسان لتكشف له طريق . فلما اقترب الفرسان من (( نهاوند)) توقفت خيولهم فدفعوها فلم تندفع فنزلوا عن ظهورها ليعرفوا الخبر فوجدوا في حوافر الخيل شظايا من الحديد تشبه رؤوس المسامير , فنظروا في الأرض فإذا العجم قد نثروا في الدروب المؤدية إلى نهاوند حسك الحديد ليعيقوا الفرسان والمشاة عن الوصول إليها

أخبر الفرسان النعمان بما رأوا وطلبوا منه أن يمدهم برأيه فأمرهم بأن يقفوا في أما كنهم وأن يوقدوا النيران في الليل ليراهم العدو وعند ذلك يتظاهروا بالخوف والهزيمة أمامه ليغيروه باللحاق بهم وإزالة ما زرعوه من حسك الحديد .

وجازت الحيلة على الفرس , فما إن رأوا طليعة جيوش المسلمين تمضى منهزمة أمامهم حتى أرسلوا عمالهم فكنسوا الطريق من الحسك فكر المسلمين واحتلوا تلك الدروب . عسكر النعمان بن مقرن بجيشه على مشارف نهاوند وعزم على أن يباغت عدوه بالهجوم فقال لجنوده .

إني مكبر ثلاثا فإذا كبرت الأولى فليتهيأ من لم يكن قد تهيأ وإذا كبرت الثانية فليشدد كل رجل منكم سلاحه على نفسه فإذا كبرت الثالثة , فإني حامل على أعداء الله فاحملوا معي .

كبر النعمان بن مقرن تكبيراته الثلاث واندفع في صفوف العدو كأنه الليث عاديا وتدفق وراءه جنود المسلمين تدفق السيل ودارت بين الفريقين رحى معركة ضروس قلما شهد الحروب لها نظيرا فتمزق جيش الفرس شر تمزق وملأت قتلاه السهل والجبل وسالت دماؤه في الممرات والدروب فزلق جواد النعمان بن مقرن بالدماء فصرع وأصيب النعمان نفسه إصابة قاتله فأخذ أخوه اللواء من يده وغطاه ببردة كانت معه وكتم أمر مصرعه عن المسلمين .

ولما تم النصر الكبير الذي سماه المسلمين فتح الفتوح …

سأل الجنود المنتصرون عن قائدهم الباسل النعمان بن مقرن ….

فرفع أخوه الغطاء عنه وقال :

هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له الشهادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى