الموت الزؤام
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهداه. أما بعد،
الموت: هو الحالة التي يفارق بها الكائن الحي الحياة، حيث تتعطل جميع الأجهزة في جسده، وتتوقف عن أداء وظائفها، فتخرج الروح من هذا الجسد الذي يتعرض بعد ذلك للتحلل التدريجي، ومع مرور الوقت تبدأ رائحة كريهة بالخروج منه، ويتعرض الإنسان في موته إلى سكرات الموت، وسكرات الموت: هي كُرُبَاته وآلامه التي تنزل على الشخص المحتضر. وقد يموت الإنسان بسبب مرض ما، وقد يموت قتلاً، وقد تُقْبض روحه بشكل مفاجئ، فيموت موتًا فجائياً من دون سابق إنذار.
إن للموت صوراً متعددة، فقد يختم الإنسان حياته بخاتمة خير، فيموت ميتةً حسنة. وقد يختم حياته بخاتمة شر، فيموت ميتةً سيئة، وقد يموت موتاً سريعًا مفاجئاً، وقد يموت موتاً بطيئاً، فيمكث في فراش الموت شهوراً أو سنيناً.
والموت الزؤام الذي نحن بصدد التكلم عنه في هذا المقال، هو عبارة عن صورة من صور الموت، وقد جاء ذكر هذا الموت عند أهل اللغة في معرض حديثهم عن مادة (زأم)، حيث يقول ابن منظور: « زأم: زَئِمَ الرَّجُل زَأَمًا، فهو زَئِم، وازدَأَمَ فَزِعَ واشتد ذُعْرُه. ورجل زَئِمٌ: فَزِعٌ. ورَجُلُ مِزآمٌ: وهو غاية الذعر والفزع، وزَئِمَ به إذا صاح به. وزُئِمَ أي ذُعِرَ…، وأَزأَمْتُهُ على الأمر أي أكرهته، مثل: أَذأَمْتُهُ، وزَأَمَ لي فلانٌ زَأْمَةً أي طَرَح كلمةً لا أدري أحق هي أم باطل، ويقال: ما يعصيه زَأْمَةً، أي كلمةً، وزَأَمَ الرجل يَزْأَمُ زَأْماً وزُؤَامًا: ماتَ مَوتًا وَحِيًّا…، ومَوْتٌ زُوامٌ: عاجلٌ، وقيل: سريعٌ مُجْهِز، وقيل كَريهٌ، وهو أَصَحُّ. » [راجع: لسان العرب].
قد بين صاحب لسان العرب في الكلام السابق الجذر اللغوي (زأم)، ووضح معاني المفردات المشتقة من هذا الجذر، حيث بين معنى الموت الزؤام، وقال فيه: أنه الموت العاجل، أو السريع المجهز، أو الكريه، وقد رَجَّح هذا المعنى الأخير، أي أن معنى الموت الزؤام الراجح لديه: هو الموت الكريه الشنيع. وفي قوله: « وزَأَمَ الرجل يَزْأَمُ زَأْمًا وزُؤَامًا: ماتَ مَوتاً وَحِيّاً » فمعنى: ماتَ مَوتاً وَحِيّاً: أي مات موتاً سريعاً.
ويقول صاحب القاموس المحيط: « وموتٌ زُوامٌ، كغراب: كَريهٌ، أو مُجهِزٌ… » [راجع: القاموس المحيط].
لا بد بعد هذه الجولة من تلخيص المعاني المحتملة للموت الزؤام، وهي على النحو التالي:
- الموت الزؤام: هو الموت السريع المجهز.
- الموت الزؤام: هو الموت الكريه الشنيع.
والله أعلم.