المذنبات
المذنبات أجسام تتجول بين الكواكب
المذنبات هي أجسام جليدية تنتقل من الكواكب وبعضها يمثل جزءا من مجموعتنا الشمسية ولها حركتها المدارية حول الشمس وتأخذ حركتها المدارية هذه أبعادا متفاوتة وتختلف عن بعضها البعض في مسار مداراتها والوقت التي تحتاجه أبدا , والبعض الأخر يتداخل في مدارات الكواكب كزحل والبعض الآخر يذهب بمداره إلى أبعد من بلوتو
وعندما يكون المذنب بعيدا عن مجموعتنا الشمسية يكون صغيرا وغير مرئي , ولكن عندما يدخل في وسط المجموعة الشمسية ويصطدم بالرياح الشمسية هنا يبدأ المذنب بالتحول , ويصبح وهاجا ويظهر له ذنب أو اثنين وقد يغطي هذا الذنب نصف قطر السماء تقريبا , فيشاهد رأسه متجها إلى الشمس وذيله الوهاج في الجهة المعاكسة وهو يجوب آفاق السماء وليس للمذنب قيمة أساسية , ولا يشكل خطرا عل الأرض لأنه على مدى العصور قد صادف أن الأرض قد اعترضت مساره بدون أثر يذكر
مكونات المذنب
المذنبات وتدعى أيضا كرة الثلج المغيرة , فهي في صلبها ثلج جاف والنواة صخر غير متجانس الشكل فمثلا وجد أن النواة في مذنب هالي كان لها شكل حبة البطاطا وطولها لا يتجاوز التسعة أميال وعرضها خمسة أميال فقط
ويعتقد أن النواة رما تكونت منذ بدء الخليقة بدون تغير أو تبديل ولا تزال تحتفظ في طياتها أسرار خلق الكون
وعند اقتراب المذنب إلى وسط المجموعة الشمسية فان لهيب الشمس يبخر نواة هذا المذنب ناتجا عن الهالة والذنب – الهالة رأس المذنب – وهي كالذنب تتكون من غازات متأينة وذرات غبار
وقد وجدت السفينة الفضائية التي انطلقت لتقابل مذنب هالي بأن المادة التي تتبخر من النواة تندفع بقوة قبل أن تتبخر بشكل طبيعي وأهم ما يلفت النظر في المذنب هو الذنب نفسه , والمذنب في بعض الأحيان يكون له نبان , وربما أحدهما مكون من غبار والآخر من غاز انفصل عن النواة بانحراف بسيط وذلك ناتج عن اختلاف في درجات الضغط الإشعاعي على المادة الثابتة
وقد يكون الذنب في بعض الحالات طويلا جدا , فمثلا المذنب الذي ظهر في عام 1843 كان له ذيل يبلغ في طوله المسافة ما بين الشمس والمريخ والتي تقدر بـــ 228 مليون كيلو مترا لكن عندما يبتعد المذنب عن المجموعة الشمسية فهذا الذنب يتلاشي قليلا قليلا حتى يختفي تماما
مدارات المذنبات
لبعض المذنبات مدارات شبه دائرية وللبعض الآخر مدارات بيضاوية غير متناسقة ومثال ذلك المذنب هالي الذي يأتي من مدار خلق نبتون حتى يصل بالقرب من مدار الزهرة في محور يتقارب من المدار الفلكي للشمس والكواكب
في حين تدور مجموعة المذنبات بحركة عقارب الساعة – يسمونها تباعد الشمس لأنها تقترب من الشمس كثيرا- ويعتقد أن بعض هذه المجموعات قد تلاشت وذلك بفعل حرارة الشمس القوية
وبما أن المذنبات تتقاطع مساراتها مع مدارات الكواكب المعتددة فربما أثرت جاذبية هذه الكواكب على مسارات هذه المذنبات وفي الواقع أن المشتري نظرا لجاذبيته العالية قد جعل هذه المذنبات تسير في مدار دائري
ولبعض المذنبات مدارات ثابتة وزمن دوري محدد فمنها تبلغ دورته خمسة سنوات والاخر عشر سنوات وغيرها 76 سنة ويغيب بعضها في مدارات مجهولة ويختفي في عمق المجموعة الشمسية اللامتناهي بسرعة مذهلة وقد ظهرت بعض المذنبات عل مر الزمن وفي فترات مختلفة منها