الرأس الأخضر
محتويات المقال
الرأس الأخضر
هي دولة جزريّة تتكون من عشر جزر بركانيّة، توجد في وسط المُحيط الأطلسيّ، وتقع على بعد خمسمئة وسبعين كيلومتراً قبالة سواحل غرب إفريقيا بالقرب من دول السنغال، وموريتانيا، وغامبيا وتنحصر على خطّ الاستواء بين خطَي عرض 14° و18° باتّجاه الشّمال، وبين خطَي طول 22° و26° باتّجاه الغرب، وتصل المساحة الإجماليّة للبلاد إلى أربعة آلاف وثلاثة وثلاثين كيلومتراً مربّعاً، ويعيش عليها ما يزيد عن خمسمئة وخمسة وعشرين ألف نسمة.
تاريخها
كان أوّل من قطن البلاد هم الأوروبيّون؛ حيث يعود الفضل في اكتشاف الرأس الأخضر إلى الملّاحين البرتغاليّين، في عام ألف وأربعمئة وستة وخمسين وهم: ديوغو غوميز، وديوغو دياس، وديوغو أفونسو، بقيادة أنطونيو دي نولي، الذي عُيّن بعد ذلك حاكماً على الرأس الأخضر من قبل الملك البرتغاليّ أفونسو، وبعد مرور ستّ سنوات من الاكتشاف وصل المستوطنون البرتغاليّون إلى البلاد، وأقاموا في جزيرة سانتياغو، وأقاموا في منطقة تُعرف بريبيرا غراندي المعروفة حاليّاً بسيداد فيلها؛ وذلك لتجنّب الخلط بين اسم هذه البلدة وبلدة أخرى، تحمل الاسم نفسه في جزيرة انتاغو.
ازدهرت التّجارة في البلاد خلال القرن السادس عشر، ونتج عن ذلك هجوم من قبل القراصنة الإنجليزيّين في المستوطنات البرتغاليّة، بقيادة القرصان فرانسيس دريك، وذلك بموجب قرار صدر عن وليّ العهد الإنجليزيّ، ونظراً لأهميّة البلاد في ذلك الوقت بدأ الفرنسيّون بالهجوم للاستيطان فيها خلال عام ألف وسبعمئة واثني عشر.
الخمول والوعي التجاري
بدأ عصر الخمول التجاريّ في البلاد خلال القرن التاسع عشر مما أدّى إلى أزمة اقتصاديّة في البلاد، وعلى الرّغم من ذلك بدأ عصر جديد من التطوّر، وذلك من خلال الملاحة، ممّا جعلها في ذلك الوقت واحدةً من المواقع الاستراتيجيّة بين أوروبا وإفريقيا، وعثر المستوطنون على العديد من الموارد الطبيعيّة، وساهم هذا الأمر في تزايد السّخط من قبل القوى الاستعماريّة، ونتيجة لذلك حوّل البرتغاليّون البلاد من مستعمرة إلى إقليم ما وراء البحار.
بدأ الوعي الإفريقيّ من قبل المستوطنين في عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين، من خلال تأسيس الحزب الإفريقيّ السريّ، من أجل استقلال الرأس الأخضر، وغينيا باعتبارهما مستعمارتٍ برتغاليّة، وأعلن الحزب ثورةً في شهر أبريل من عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين، إلّا أنّ هذه الثورة لم تكن نشطةً إلّا في شهر ديسمبر من العام نفسه، ونتيجة لذلك وقّع الحزب اتّفاقاً مع البرتغاليين ينص على استقلال الرأس الأخضر، في اليوم الخامس من يوليو لعام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين، ومن الامتيازات التي مُنحت للبلاد في ذلك الوقت أنّ الرأس الأخضر هو البلد الوحيد من بلاد جنوب إفريقيا الذي يمكن لسكانه السفر إلى القارة الأوروبيّة، والولايات المتّحدة الأمريكيّة.