الحضارة الإسلامية على أوروبا
الحضارة الإسلامية
انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية بشكلٍ كبيرٍ، ثم بدأ ينتشر في جميع مناطق العالم من خلال الجيوش التي كانت تخرج مجاهدةً في سبيل الله تعالى، وكانت القارّة الأوروبية في تلك القارة تغطّ في سباتٍ عميقٍ من الرجعية والتخلف والجهل والظلم، وكانت الطبقيّة ظاهرة بشكلٍ واضحٍ، بينما الشرق العربي كان ينتشر فيه العدل والمساواة والتطور والتسامح، فقد استطاع الإسلام إخراح الناس من تخلفهم وعبادتهم للأوثان إلى النور وتوسيع مداركهم ونظرتهم للعالم الخارجي، كما أن الشخص المسلم كان عزيزاً وذا هيبةٍ بإسلامه وتمسكه بتعاليمه.
استطاعت الحضارة الإسلامية أن تضع بصمتها في كتب التاريخ، وتركت وراءها في البلاد التي فتحتها الكثير من الآثار الشاهدة على ذلك، وكانت أوروبا من القارات التي وصلت إليها الحضارة الإسلاميّة وأثّرت فيها.
أثر الحضارة الإسلامية في أوروبا
أثّرت الحضارة الإسلامية في الدول الأوروبية عندما وصلت إليها واستطاعت فرض هيبتها وتعاليمها، وكان قادة الدول الأوروبية يُقدّرون بعض الحكام المسلمين ويستفيدون من علمهم، ولكنّ تأثيرها ضعف بعد ذلك بسبب الابتعاد عن الدين؛ فاستطاعت الحضارة الأوروبية أن تستعيد فرض هيبتها وتقوي نفسها من جديد. من صور تأثير الحضارة الإسلامية على أوروبا:
- اقتداء بعض الأوروبيين ببعض العادات الخاصة بالمسلمين، مثل اللباس والنظافة؛ فانتشرت بعض الملابس العربية التي ما زالت تحتفظ باسمها مثل المعاطف والقمصان والعباءات وغيرها، كما أنّ النصارى الذين استطاعوا السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلمين مثل الأندلس قلّدوا المسلمين في غسل الموتى.
- إعجاب بعض القادة الأوروبية بالحضارة الإسلامية وتقديرها والاستفادة منها؛ فملك صقلية روجر الثاني أمر بترجمة بعض الكتب العربية للاستفادة من محتواها؛ حيث كان يحترم العلماء العرب ويجلّهم؛ فعندما كان يدخل إلى مجلسه الإدريسي كان يوسع له ويكرمه، كما أن الإمبراطور فريدريك كان يتصل بالملك الكامل ليستفسر من علمائه عن بعض الأمور المبهمة لديهم، كما أنّه تعلم اللغة العربية ليستطيع فهم الكتب العربية، وقد كان منذ طفولته على علاقةٍ مع قاضي المسلمين في بالرمو الذي قدّم له كتباً عربيةً، كما أن الفونسو أحد ملوك النصرانية في الأندلس كان يحب المسلمين بشكلٍ كبيرٍ لدرجة أن معظم معاونيه ومستشاريه من العلماء المسلمين.
- تأثر الكثير من الصليبيين باللغة العربية؛ فقد كان بعضهم يعيشون في البلاد الإسلامية، ولذلك اكتسب لغته العربية منها ثم استمر على المحافظة عليها فلم يهملها، ونظراً لكثرة المتحدّثين باللغة العربية في بعض البلاد الأوروبية تمّ اتخاذها كلغة رسميةٍ للبلاد بالإضافة إلى اللغات الرسمية، ومن الأمثلة على هذه المدن مدينة صقلية التي كانت اللغة العربية إحدى اللغات الرسميّة فيها إلى جانب اليونانية واللاتينية.